جريمتا الكيماوي بين الحاضر والاستحضار من خان شيخون إلى الغوطة

جريمتا الكيماوي بين الحاضر والاستحضار من خان شيخون إلى الغوطة
بين مجزرتي الكيماوي أعني من غوطة دمشق 2013 إلى خان شيخون 2017 أكثر من ثلاث سنوات ونصف فرق في الزمن لكن ذاك لا يعني شيئاً إذا ما عرفنا الفرق الحقيقي بينهما، فآنذاك على الرغم من الصدمة الكبرى التي تلقيناها بالضربة الكيماوية إلا أن صدمة السوريين كانت أكبر بالمجتمع الدولي بعد أن علقوا آمالهم على هذا المجتمع أو الهيئات الأممية أو التصريحات الدولية النارية، تلك التي وصلت وقتها بالولايات المتحدة إلى التهديد بتنفيذ ضربات جوية لإضعاف الأسد لكن الخلاصة أنه بعد سنوات من المجزرة الأولى حدثت الثانية، موقف الولايات المتحدة بإدارتها الجديدة من الجريمة الحاضرة جاء بأنها غير مستعدة لمناقشة الخطوة التالية وغيرها جاء بالتنديد والشجب كما في المرة الأولى وبالتالي فإنني غير مكترث بالمواقف الدولية حالي كحال كثير من السوريين مهما علت التصريحات الشاجبة والمنددة فلو كانت ذات قيمة لما رأينا تكريراً لها اليوم في خان شيخون.

 

على كل الأحوال من الصورة الأولى لمجزرة خان شيخون استحضرت لدينا صور مجازر الغوطة بغاز السارين كاملة بأطفالها ونسائها ورجالها مضافاً إليها جديد الأسد كأنهما بلا انقطاع، ولا فاصل تشابهت الضحايا كما تشابه المجرمون إلى حد التطابق بين المجزرتين، إلا أنه مع ما حدث في خان شيخون ليس ثمة أمل للسوريين بأحد فما يحدث في سوريا بعد ست سنوات يحدث بإرادة دولية واضحة وضوح الشمس لا يغطيها غربال التصريحات الهزيلة خاصة بعد أن تيقن السوريون أن الأسد باق على جرائمه ليس بدعم حلفائه فقط بل من يتصدرون المشهد الدولي على أنهم داعمون لمن يريد إسقاطه وما التصريحات الأمريكية والفرنسية والألمانية الأخيرة عن ترتيب أولوياتهم واستبعاد الأسد من على رأسها إلا خير دليل على ذلك هذا إذا صح فعلاً أنه تم وضع إسقاطه على قائمة أولوياتهم في يوم ما فما لمسه السوريون أنه مدرج بتوافق دولي على قوائم الأنظمة المحمية من قبلهم بالإجماع، هناك قيل للمجرم سلم سلاحك واحصل على الحماية لكن الغريب أنه حصل على الحماية رغم استمراره بقتل السوريين بنفس السلاح وبغيره. 

 

وإذا كان ثمة فرق مسجل في عيون الضحايا بين مغلقة في الغوطة ومفتوحة بخان شيخون فإن ذلك راجع إلى الصدمة الأولى فضحايا اليوم في لحظات الاختناق كانوا يعرفون جيداً أن صور أنفاسهم المتقطعة التي تلتقطها عدسات الناشطين ربما لن تجد وقتاً للعرض في أروقة المنظمات الدولية لحقوق الإنسان.  

التعليقات (2)

    عمار المحمود

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    الله ينتقم واكثرو بلحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله **والله يصبر اهاليهم* *

    عبد الرزاق جليلاتي

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    لعن الله الظالمين...و سلمت يداك على كتابات القيّمة.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات