ليس حباً بترامب.. لكن كرهاً للأسد

ليس حباً بترامب.. لكن كرهاً للأسد
لا خلاف حول أن أحداً لا يتمنى أن يرى الصورايخ الأجنبية تنهال على بلده لكن ما حدث بعد الضربة الأمريكية المحدودة أن السوريين ومن ورائهم كثير من العرب لم يخفوا بهجتهم بتلك الضربات ولعل ذلك راجع إلى أن الموقع الذي ضرب لا يمثل بأي شكل من الأشكال أرضاً يعتد بها أبناؤها ولا تعود لجيش يحمي أبناء وطنه بل على العكس هي مصدر موت للسوريين وعلى ذلك تكون بهجتهم بما أقدم عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مضض وليست كما يحاول النظام وأزلامه التسويق لها على أنها تندرج تحت باب الخيانة.

 فبعد ست سنوات لا أحد يشك في تبعية هذا الجيش وولائه بأنها لغير سوريا، بل موقفهم هذا جاء نتيجة لما عانوه تحت سطوة براميل الأسد وأسلحته الكيماوية والمحرمة دوليا، والتي لم تجد على مدار سنوات الثورة من يوقفها لا بقرار جاد ولا بفعل حقيقي يوقف نزيف السوريين ومن هنا أعتقد أن الثقة المفقودة بالمجتمع الدولي هي من جعلت القصف الأمريكي أمراً مقبولا لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن السوريين لا يعرفون أن الضربة الأمريكية تأتي تلبية لمصالح أمريكية أولاً وآخراً وترحيبهم بها لا يزيد عن المثل القائل: "مكرهاً أخاك لا بطل".

الضجة الهائلة التي أثارتها هذه الصفعة على خد الأسد وداعميه تناولها كثير من السوريين بسخرية غير محدودة فهناك وضع نفسه موضع الموالين للأسد قائلاً: الخونة فرحين بالتدخل الخارجي.. بدكن الغريب يضربكن؟ ليش بشو مقصر معكم جيش بلدكم؟ "لكننا قوم نحب الأجانب"!

فعلاً والحق يقال أن هذا الجيش كفى ووفى لم يقصر في نوع من أنواع القصف بحق الشعب السوري من الرصاص إلى الدبابات والمدفعية والبراميل والصورايخ مروراً بالفراغي والعنقودي والفوسفوري وصولاً إلى الكيماوي والسارين، وعلى الرغم من أن السوريين تناولوا تسارع الأخبار بسخرية مفرطة عشية الضربة إلا أنهم كانوا حذرين حتى في آمالهم نتيجة لتجربتهم السابقة عقب مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية صيف عام 2013 والتي اكتفت وقتها الولايات المتحدة بعقد صفقة عرّت بموجبها النظام من أسلحته الكيماوية أو هكذا يُفترض.

الضربة الأمريكية التي وصفت بالمحدودة وإن كان النظام على علم بها إلا أنها تشكل أول رد فعلي من جنس ما يقوم به الأسد في سوريا منذ سنوات وإذا كانت أصوات المؤيدين للنظام قد علت مع قصف مطار الشعيرات الذي أقلعت منه الطائرات التي ارتكبت مجزرة الكيماوي فإننا لم نسمع لهم صوتاً على مدار نحو سنتين كانت فيه الطائرات الروسية الأجنبية أيضاً كالأمريكية تقتل المدنيين في مختلف المناطق السورية، بل على العكس كانت الطائرات الروسية مفخرة للموالين للنظام منذ اليوم الأول كيف لا وهي التي أعادت له الحياة مؤقتاً منذ بدء تدخلها؟.

لذلك فإن اتهام السوريين بالخيانة بعد الضربة الأمريكية يأتي من باب البطر الوطني والمزايدة الرخيصة على انتماء السوريين لبلدهم خاصة بعد أن استجلب الأسد كل الميليشيات الطائفية والاحتلال الروسي للدفاع عن نظامه إثر عجزه عن إسكات صوت الحرية.    

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات