"كيماوي الأسد" على طاولة مجلس الأمن وروسيا تلوّح بالفيتو الثامن

"كيماوي الأسد" على طاولة مجلس الأمن وروسيا تلوّح بالفيتو الثامن
من المرتقب أن يصوت مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، على مسودة قرار غربي لإجراء تحقيق للكشف عن الهجوم الكيميائي الذي أودى بحياة حوالي 100 شخص في مدينة خان شيخون، حيث يطالب القرار نظام الأسد بالتعاون الكلي مع لجنة التحقيق وتشمل خطط الطيران وسجلات الرحلات، وتفتيش المطارات العسكرية، في حين أعلنت موسكو بانها ستستخدم حق النقض ضد مشروع القرار البريطاني الفرنسي الأمريكي.

نسخة قرار معدلة

وأكد ديبلوماسيون غربيون لوكالة رويترز أن مندوبي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في "مجلس الأمن" اقترحوا مسودة قرار معدلة، مشابهة لنص وزّعوه على أعضاء المجلس الخمسة عشر الأسبوع الماضي، يندد بالهجوم الكيماوي على خان شيخون ويطالب نظام الأسد بالتعاون مع المحققين.

مسودة القرار الجديدة لا تختلف عن مسودة سابقة طرحتها في مجلس الأمن في 6 نيسان الدول الثلاث ذاتها، وأرجئ التصويت عليها بعدما قدمت روسيا والدول العشر المنتخبة في "مجلس الأمن" مشروعي قرارين حول الموضوع ذاته.

مسودة القرار تطالب نظام الأسد بالتعاون الكلي

وتدين مسودة القرار الأميركي البريطاني الفرنسي المشترك، بـ"أقوى العبارات ما أفادت به التقارير بشأن استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا، ولا سيما الهجوم الذي وقع على خان شيخون".

وتدعو مسودة القرار "جميع الأطراف بأن توفر إمكانية الوصول الآمن إلى موقع الحادث المبلغ عنه في خان شيخون، ويطالب البعثة بالإبلاغ عن نتائج تحقيقاتها في أقرب وقت ممكن".

كما يطالب مشروع القرار الأميركي البريطاني الفرنسي المشترك النظام السوري بتقديم معلومات كاملة عن "خطط الطيران وسجلات الرحلات وأي معلومات أخرى عن العمليات الجوية، بما في ذلك جميع خطط الطيران أو سجلات الرحلات المودعة في 4 نيسان 2017".

 كذلك يطالب بأسماء جميع الأفراد الذين يقودون أي سرب من الطائرات العمودية وترتيب الاجتماعات المطلوبة، بما في ذلك مع الجنرالات أو غيرهم من الموظفين، وإتاحة الوصول فورا إلى القواعد الجوية ذات الصلة التي تعتقد البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أنها قد شنت هجمات تنطوي على مواد كيماوية كأسلحة.

كما تشير المسودة المعدلة أيضاً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2118 الذي يقضي في حالة انتهاكه بفرض إجراءات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يعني جواز استخدام القوة العسكرية لتنفيذه.

ثامن فيتو روسي ينتظر القرار 

في هذه الاثناء، أعلن غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن موسكو ستستخدم حق النقض ضد مشروع القرار البريطاني الفرنسي الأمريكي إلى مجلس الأمن الدولي حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن غاتيلوف قوله: "إن مشروع القرار هذا في صيغته الحالية غير مقبول بالنسبة لنا، ولن ندعمه بالطبع. سنصوت ضده إذا لم يستجب شركاؤنا لدعواتنا ويستمروا في الترويج للمشروع بشكل اصطناعي، بهدف وحيد، وهو جعل روسيا تستخدم الفيتو مجددا".

وأضاف: "لا نرى أية حاجة إلى قرار إضافي من مجلس الأمن بهذا الخصوص، إن القرارات المتخذة سابقا تخلق أرضية كافية لإجراء التحقيق".

وستكون هذه المرة الثامنة التي تفرض فيها موسكو الفيتو على تحرك للأمم المتحدة ضد تابعها نظام الأسد.

مجلس الأمن ناقش الأسبوع الماضي ثلاثة مشاريع نصوص منفصلة

وكان مجلس الأمن قد ناقش الأسبوع الماضي ثلاثة مشاريع نصوص منفصلة، لكنه فشل في التوافق والمضي قدما ولم يطرح أي منها على التصويت، لأن روسيا كانت ترفضها، خاصة المادة المتعلقة بمطالبة النظام السوري بتقديم بيانات عن عملياته الجوية في المنطقة التي شهدت الهجوم الكيميائي في خان شيخون.

الوثيقة الأولى أعدتها بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وتطالب السلطات السورية بتقديم معلومات حول جميع تحليقات طائراتها في يوم الحادث للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بالإضافة إلى ضمان إمكانية وصول الخبراء المختصين إلى القواعد العسكرية، التي كان من الممكن أن يتم انطلاقا منها توجيه الضربات إلى خان شيخون.

وينص المشروع الثاني، الذي صاغته روسيا، على إعطاء الأولوية لتشكيل فريق خبراء مستقلين له تمثيل دولي واسع، وإرساله إلى موقع الهجوم الكيميائي المزعوم لإجراء تحقيق موضوعي على الأرض.

أما الوثيقة الثالثة، فأعدتها الدول الـ10 غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي كمشروع قرار توفيقي، إلا أن بحثها لم يستكمل بسبب الضربات الصاروخية التي شنتها الولايات المتحدة، من دون انتظار أي تحقيق، على قاعدة الشعيرات السورية الواقعة وسط محافظة حمص.

واشنطن على يقين بان الأسد استخدم الكيماوي

وكان وزير الدفاع الاميركي "جيم ماتيس" قد أكد الأربعاء أن الولايات المتحدة ليس لديها "أي شك" في ان النظام السوري هو المسؤول عن الهجوم الكيميائي الذي استهدف بلدة خان شيخون في ريف ادلب في الرابع من نيسان الجاري، محذراً ماتيس النظام السوري من أنه سيدفع "ثمناً باهظاً جداً جداً" اذا ما عاود استخدام اسلحة كيميائية.

كما أن وزارة الصحة التركية أكدت بعد الهجوم أن العناصر التي جمعت جراء التحاليل الاولية على جثث الضحايا تشير الى تعرضهم لغاز السارين الذي يضرب الأعصاب بقوة.

وكان مسؤول أميركي قد أكد في وقت سابق أن الولايات المتحدة تحقق في امكانية ضلوع روسيا في الهجوم الكيميائي، وتساءل بحسب وكالة رويترز "كيف يمكن أن تتواجد قواتهم (الروس) في القاعدة نفسها مع القوات السورية التي أعدت لهذا الهجوم وخططت له ونفذته، من دون ان تعلم مسبقا به؟"، مضيفا "نعتقد أنه سؤال علينا طرحه على الروس".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات