يوم سوري جديد مع التهجير
بعد عوائق ومشاكل لوجستية، أدت إلى تأجيل تنفيذ أبرز بنود الاتفاق إلى اليوم الخميس، تتواصل التحضيرات لإتمام عملية إخراج نحو 3500 شخص من مدينة الزبداني وبلدتي "مضايا وبقين" بريف دمشق، باتجاه محافظة إدلب، مقابل إخراج 8000 شخص من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين بريف إدلب باتجاه مدينة حلب، بينهم عناصر ومرتزقة من مليشيات إيران وحزب الله.
أما إخراج الدفعة الثانية من أهالي الفوعة وكفريا المقدر عددها 8200، فستتم لاحقاً مقابل إجلاء مقاتلي "جبهة تحرير الشام" من مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوب العاصمة دمشق.
كما يتضمن الاتفاق أيضاً الإفراج عن 1500 معتقل من سجون النظام معظمهم نساء، ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات في مناطق جنوب دمشق.
وتمت قبل يومين عملية تبادل للأسرى بين "جيش الفتح" والميليشيات الشيعية في كفريا والفوعة بإشراف الهلال الأحمر، حيث تم بموجبها تسليم جثث لقتلى من عصابات الأسد وحزب الله والعديد من أبناء كفريا والفوعة كانوا معتقلين لدى القوى الأمنية التابعة لجيش الفتح، في حين أفرجت الميليشيات الشيعية عن عدد من 19 أسيراً بينهم مقاتلين من الفصائل العسكرية، وذلك تطبيقاً للمرحلة الأولى من الاتفاق.
الجيش الحر في جنوب دمشق يرفض الالتزام بالاتفاق جملة وتفصيلاً
في هذه الأثناء، شدد القائد العسكري لـ"لواء شام الرسول" المهندس "أبو إسلام" في تصريح لـ"أورينت نت" على أن الفعاليات العسكرية والمدنية السياسية في جنوب دمشق غير معنية لا من قريب ولا من بعيد بأي اتفاق يخص المنطقة، خصوصاً أن اتفاق "المدن الأربع" تم التوصل إليه بعيداً عن إطلاع أو استشارة أي جهة في جنوب دمشق.
وأكد "أبو إسلام" أن فعاليات جنوب دمشق لم تخول أحداً بتقرير مصير منطقتها، وبناءً عليه لن نلتزم بالاتفاق جملةً وتفصيلاً، مشدداً على أن المنطقة تمثلها "اللجنة السياسية" بتفويض من جميع مكوناتها المدنية والعسكرية، وهي الجهة الوحيدة المخولة في تحديد مستقبل جنوب دمشق.
الاعتراض على أي دور وتدخل لـ"جبهة تحرير الشام" وإيران في المنطقة
وبرر القيادي في أكبر فصيل للجيش السوري الحر في منطقة جنوب دمشق التي تضم بلدات (يلدا، ببيلا، بيت سحم) اعتراضه على الاتفاق، كون الفعاليات العسكرية والسياسية في جنوب ترفض أي دور أو تدخل لـ"جبهة تحرير الشام" في منطقتنا سياسياً كان أم عسكرياً.
اتفاق "المدن الأربعة" مجحف
واعتبر "أبو إسلام" أن اتفاق "المدن الأربع" مجحف بحق أهالي "الزبداني و مضايا وبقين"، مضيفاً " كنا نترقب أن يكون جزاء صبرهم الطويل على الحصار والقصف والقتل والمعاناة هي تثبيتهم بأرضهم وفك الحصار عنهم وليس تهجيرهم".
ورأى القائد العسكري في جنوب العاصمة، أن عملية التهجير والتغيير الديموغرافي في مناطق ريف دمشق، ولا سيما القريبة من الحدود اللبنانية السورية، تأتي تطبيقاً لأهداف وغايات ميليشيا حزب اللبنانية وإيران.
حصر السنة في مكان واحد هو مخطط إيران
من جهته، هاجم رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم" "مصطفى سيجري" اتفاق المدن الأربع (الزبداني، مضايا، كفريا، الفوعة)، الذي تم التوصل إليه بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام من جهة، والجانب الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة أخرى، بعد مفاوضات استضافتها العاصمة القطرية الدوحة.
"سيجري" وفي تصريح لـ"أورينت نت" اعتبر أن "كل من يساهم في عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي، وتشييع دمشق وتمكين الروافض منها وحصر السنة في مكان واحد تحت مظلة القاعدة هو عميل لإيران".
ورأى "سيجري" أن الاتفاق يهدف إلى تمكين المشروع الإيراني في المنطقة، ويساهم في تقسيم سوريا، وتدمير مدينة إدلب بعد أن يتم وصفها بـ"الإرهاب".
بين الصفقات السرية والمفاوضات العلنية
وأشار القيادي في الجيش السوري الحر إلى أنه تم توجيه دعوات إلى التنسيقيات والمنابر الإعلامية لتكون تظاهرات يوم غد الجمعة، رافضة للاتفاق الذي كان بالسر وعلى حساب الشعب السوري.
ورأى أن "ديدن القاعدة هي عقد الصفقات السرية، واتفاق "المدن الأربعة" ليست الصفقة الأولى وربما ليست الأخيرة مع إيران، مشدداً على أن مرحلة التخوين والتكفير والمزاودات على فصائل الثورة قد ولّت، مؤكداً أن الشعب السوري لن يقف مكتوف الأيدي تجاه من يعبث بمستقبله.
وذكّر رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم" بمحادثات أستانا، حيث توجهت الفصائل إلى مفاوضات علنية وعلى مرأى من وسائل الإعلام من أجل تحقيق مصالح وأهداف الشعب السوري، ورفضت ابرام أي اتفاق سري أو تقديم أي تنازل أو حتى القبول بالاعتداء على أي فصيل محسوب على الثورة، وذلك في الوقت الذي أقدمت فيه "جبهة فتح الشام" على تخوين وتكفير فصائل الجيش السوري الحر، وشن عميات عسكرية لاجتثاث تلك الفصائل واغتيال قادتها.
مظاهرات في جنوب دمشق
هذ وخرج أهالي بلدات "يلدا وببيلا وبيت سحم" الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر في منطقة جنوب دمشق، الأربعاء، بمظاهرات احتجاجية على إقحام المنطقة في اتفاق المدن الأربع (الزبداني، مضايا، كفريا، الفوعة)، ورفضاً لعمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي.
وكانت "اللجنة السياسية" في جنوب دمشق، قد أكدت في مطلع الشهر الجاري أن اتفاق المدن الأربع "لا يعنيها باعتبارها الجهة الممثلة عن جنوب دمشق".
وتأجلت عملية إخلاء مدن وبلدات الفوعة وكفريا ومضايا والزبداني، والتي كان من المقرر أن تتم أمس، إلى اليوم الخميس، وذلك بسبب مشاكل تتعلق بأمور لوجستية، وفق تأكيدات مصادر إعلامية في بلدة مضايا لـ"أورينت نت".
ودخلت عشرات الحافلات مساء أمس الثلاثاء إلى بلدة مضايا في ريف دمشق، لنقل المهجرين إلى محافظة إدلب، وذلك في إطار تنفيذ اتفاق المدن الأربع (الزبداني، مضايا، كفريا، الفوعة)، الذي تم التوصل إليه بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام من جهة، والجانب الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة أخرى، بعد مفاوضات استضافتها العاصمة القطرية الدوحة.
وخرج الاتفاق إلى العلن بعد أن أكدت وكالة أنباء "تابناك" الإيرانية قبل أسابيع، وجود مفاوضات سرية بين "هيئة تحرير الشام" وممثلين عن إيران، في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف البحث في مصير بلدتي كفريا والفوعة الواقعتين في ريف إدلب الشمالي، مشيرة إلى أن "زيد العطار" المعروف بـ "حسام الشافعي" القيادي في "هيئة تحرير الشام "شارك في المفاوضات.
التعليقات (7)