"الحافلة المدرسة".. آخر ابتكارات السوريين لتعليم أبنائهم

"الحافلة المدرسة".. آخر ابتكارات السوريين لتعليم أبنائهم
أجبر جيل كامل من أطفال سوريا على عدم الالتحاق بالمدارس بشكل منتظم خلال الأعوام الستة الماضية، حيث استهدف نظام الأسد والميليشيات الطائفية المنشآت التعليمية السورية بشكل ممنهج، كما أن سلاح التهجير القسري الذي استعمله النظام ضد السوريين دفعهم إلى النزوح عن بلداتهم ومدنهم وبالتالي حرم جيل كامل من الأطفال من التعليم عدا عن الآثار النفسية والجسدية التي لحقت بهم .  

 ورغم تعرض عشرات  المدارس جنوب سوريا للقصف العنيف بقذائف المدفعية الثقيلة والبراميل المتفجرة والغارات الجوية، إلا أن محاولات السوريين في البحث عن بدائل لم تتوقف على مدار الأعوام الماضية، فبات أي مكان بعيد عن مناطق القصف المتواصل صالحاً لتعليم الطلاب الذين حرموا من الالتحاق بتلك المدارس، بالرغم من ضعف الإمكانيات وبساطة وسائل التعليم .  

مدارس في الخيام لتجنب القصف

 

 بذل فريق  من المدرسين المتطوعين كل مابوسعهم لمساعدة حوالي 800 طالب من أبناء منطقة اللجاة في ريف درعا الشرقي لاحتوائهم في صفوف دراسية ضمن خيام مهترئة بالقرب من مخيمات نزوحهم، من أجل استمرارية تعلمهم بعيدا عن قذائف الأسد التي دمرت مدارسهم.

https://orient-news.net/news_images/17_4/1493029438.jpg'>

المدرس" عدنان. د"أحد أعضاء الفريق أوضح لأورينت أنهم تبنوا شعار"التعلم في العراء خير من الجهل في القصور" بعد فشلهم بإقناع أولئك الطلاب بالالتحاق بمدارس القرى القريبة من مخيماتهم، حيث يرفض الطلاب ذلك بسبب استهداف النظام المستمر للمدارس وما يحمله الطريق إلى المدرسة من رعب وخوف.

 وأضاف "عدنان" أنه وبالرغم من قساوة الطقس في فصل الشتاء يواظب الطلاب على الحضور إلى هذه المدارس المستحدثة التي تألفت من بعض الخيام ، والقليل من وسائل التعليم كالكتب والدفاتر وألواح الكتابة لتلقين الطلاب قواعد القراءة والكتابة، مؤكداً على استمراية هذا المشروع رغم كل تلك العقبات .

مخزن للأعلاف يتحول إلى مدرسة 

عجز فريق آخر عن تأمين بعض الخيام لاستيعاب  حوالي 200 طالب من قاطني مخيم للنازحين قرب بلدة "المسيفرة" مما زاد مشكلة تعليمهم تعقيداً، فاضطر الفريق لتجميع الطلاب في مخزن أعلاف مهجور وتحويله إلى مدرسة .

https://orient-news.net/news_images/17_4/1493029422.jpg'>

ويوضح "محمد"، أحد الطلاب، لأورينت نت معاناتهم  حيث يضطر معظمهم إلى الجلوس على الأحجار لعدة ساعات والتحديق بالكتاب الذي يحمله المعلم من على بعد أربعة أمتار خلال الحصة الدراسية نتيجة عدم توفر العدد الكافي من المقاعد وألواح الكتابة .  

وشكا "محمد" من صعوبة تنقل الطلاب في فصل الشتاء ، حيث يمشون في الطين للإنتقال من المخيم إلى المدرسة التي افتقرت أيضا لوسائل التدفئة .  

روضة للأطفال بالقرب من جبهات القتال

في بلدة "النعيمة" المجاورة لمركز مدينة درعا، يبقى الحذر والخوف ملازماً الأهالي بسبب أصوات القصف والإشتباكات التي لا تكاد تتوقف، وبالرغم من ذلك أصر بعض المتطوعين على إنشاء روضة للأطفال داخل البلدة لتعليم من بقي فيها من الأطفال بعد نزوح معظم سكانها، وأطلقوا عليها اسم روضة شعاع الأمل .    

  السيد "لؤي. م" أحد القائمين على  تلك الروضة أفاد أورينت أنهم استقبلوا حوالي 75 طفل  بعد الإعلان عن افتتاحها، مشيراً إلى أنهم لم يتوقعوا انضمام هذا العدد  نظراً لحساسية موقعها .  

والجدير بالذكر أن الدوام في هذه الروضة كثيراً ما يتم تعليقه بسبب هجمات النظام، حيث اشتدت وتيرة القصف على البلدة بعد انطلاق معركة تحرير حي المنشية في درعا البلد، وسقطت  بعض القذائف بالقرب من مكانها، إلا أنهم سيعيدون افتتاحها من جديد حالما تهدأ الأوضاع وتخف وتيرة القصف.

الحافلات الجوالة لتعليم طلاب المخيمات 

تختص منظمة "غصن زيتون" بإدارة العديد من المشاريع التعليمية في محافظتي درعا والقنيطرة منها 14 مدرسة ً تعنى بتقديم دورات تعليمية وترفيهية، وتهتم بإنشاء خيام  تعليمية في مخيمات النزوح المنتشرة في الجنوب السوري، بالإضافة لبعض مراكز الدعم النفسي والاجتماعي .  

https://orient-news.net/news_images/17_4/1493029388.jpg'>

إلا أن ابتكار مشروع الحافلات الجوالة التي تجوب  المخيمات كان أكثر مشاريع تلك المنظمة رواجاً، حيث تم تحويل بعض الحافلات إلى صفوف دراسية متنقلة  للقيام بزيارات يومية للمخيمات، مما عاد بالنفع على أكثر من 1000 طالب.

تشير تقارير  منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، في مارس/ آذار من العام الماضي إلى  أن حوالي 2.8 مليون طفل سوري في سوريا و دول النزوح المجاورة لم يلتحقوا بالمدارس، ويكافح السوريون لتوفير امكانية التعليم لأبنائهم عبر ابتكار الحلول رغم ظروفهم القاهرة. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات