ومن جهة أخرى تعتبر هذه الانتخابات تصويتاً جديداً على قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما تذرعت به ماي عند إعلانها عن تقديم الموعد بأن عملية الخروج من الاتحاد تحتاج إلى قيادة مستقرة حيث أن "البلاد متحدة في هذا الشأن، لكن ليس هذا هو حال البرلمان"، وبنفس الوقت يرى اليساريون ومعارضو الخروج أن خطوة ماي الغاية منها إقصاؤهم.
تيريزا ماي
تعتبر "تيريزا ماي" زعيمة حزب المحافظين، من أبرز المرشحين للفوز، وهي المرأة الثانية التي تتولى منصب رئيس الوزراء في بريطانيا بعد "مارغريت تاتشر" المعروفة بـ"المرأة الحديدية" ولعل وصول ماي للحكم دون الفوز بأي انتخابات شكل دافعاً لها لتقريب موعد الانتخابات.
وجاءت ماي لرئاسة الحكومة خلفاً لـ"ديفيد كاميرون" الذي آثر الاستقالة بعد فشله في منع خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، توصف ماي بأنها "عنيدة" و"تفتقر للمرونة" وكان أحد رفاق ماي في حزب المحافظين قد وصفها مرة بأنها "امرأة صعبة المراس للغاية".
وكانت ماي، قبل توليها رئاسة الحكومة، تعتبر شخصية غامضة حتى بالنسبة لرفاقها بالحزب، بحسب شبكة "بي بي سي"، فماي سياسية انطوائية جداً بالمعايير المعاصرة، ولم تفصح يوما عن مشاعرها أو معتقداتها الشخصية.
كانت ماي من معارضي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولكن بعد توليها الحكم أظهرت نفسها بأنها سياسية مؤتمنة ستنفذ إرادة الشعب البريطاني بإخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي بأفضل الشروط الممكنة.
جيريمي كوربين
يعتبرجيريمي كوربين" زعيم حزب العمال من أبرز منافسي ماي وهو تولى زعامة الحزب في أيلول 2015 بشكل مشابه لماي، حيث إن ترشيحه جاء لأن أحد زملائه اليساريين لم يرغب بالترشح وتمكن لاحقاً من كسب تأييد قاعدة حزب العمال بشكل لم يفلح فيه منافسوه الثلاثة الأصغر سناً والأكثر طموحاً حيث كان كوربين يبلغ من العمر 66 عاماً عند فوزه بزعامة الحزب.
ويعتقد قادة بارزون في حزب العمال أن السياسات التي ينادي بها كوربين، ومنها تأميم خطوط سكك الحديد ووضع حد لعقود العمل غير المحدودة، تتمتع بشعبية في صفوف الناخبين، كما يعتقدون بأن الناخبين سينظرون إلى الزعيم العمالي على أنه إنسان مبدئي وخلوق خصوصا إذا قورن بمنافسيه المحافظين.
المرأة الثانية
كما يدخل "تيم فارون" عن حزب الليبراليين الديمقراطيين الذي يعتبر من أكثر الأحزاب البريطانية تأييداً للاتحاد الأوروبي ويقول فارون إن حزبه أصبح هو الحزب المعارض الأساسي للمحافظين في البرلمان.
المرأة الثانية التي تشارك بالسباق هو "نيكولا ستيرجين" زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي، انضمت للحزب القومي الاسكتلندي عندما كانت في الـ 16 من عمرها وأصبحت زعيمة له في سن 44، عام 2014، دعت لإجراء استفتاء على استقلال اسكتلندا بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي.
صاحب الاستفتاء الأشهر
أصبح زعيماً لحزب "استقلال المملكة المتحدة" خلفاً لمؤسس الحزب "نايجل فاراج" في شهر تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي، ويعتبر البعض أن هذا الحزب من أنجح الأحزاب السياسية في بريطانيا حيث تمكن من تحقيق هدفه بإجراء استفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ونجح بذلك.
يأتي ناتول من أرضية يمينية حيث يطالب بمحاربة الفكر الماركسي ويشكك بالاتفاق العالمي حول المناخ ويدعم عودة العمل بعقوبة الإعدام ويتبنى بطبيعة الحال آراءً حادة تجاه الهجرة ولا يوافق على طروحات اندماج المهاجرين المسلمين بالمجتمع البريطاني.
أما "كارولين لوكاس" فهي أول نائبة بمجلس العموم البريطاني عن حزب الخضر وأصبحت أول زعيمة لحزب الخضر عام 2008 بعد أن تخلى الحزب عن التقليد القائل بأن يكون لديه متحدث ذكر وأنثى، و يبرز اسم " جوناثان بارتلي" من حزب الخضر وهو، بحسب "بي بي سي"، اشتهر بعد المواجهة التي جمعته مع رئيس الحكومة المحافظ السابق ديفيد كاميرون في حملة عام 2010 الانتخابية، والتي دافع فيها عن المعاملة التي يتلقاها الأطفال المعاقون في النظام التعليمي.
التعليقات (0)