واشنطن تشدّد عقوباتها على الحرس الثوري الإيراني وطهران تتوعد بإجراءات انتقامية

 واشنطن تشدّد عقوباتها على الحرس الثوري الإيراني وطهران تتوعد بإجراءات انتقامية
شدّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوباتها على إيران، طالت 16 فرداً وكياناً، اتُهموا بمساندة برنامجها للصواريخ الباليستية، وذلك بعد ساعات على إبلاغ الإدارة الكونغرس أن طهران تلتزم الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، لكنها اتهمتها بانتهاك "روحيته"، واعتبرتها واحداً من "أخطر التهديدات للمصالح الأميركية ولاستقرار المنطقة"، وتعهدت "التصدي لسلوكها الشرير"، بينما نددت طهران بالعقوبات الأميركية وتعهدت بالرد عليها بفرض عقوبات على أفراد جدد وكيانات أمريكية جديدة.

العقوبات تستهدف أفراداً وكيانات في إيران وتركيا والصين

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، بالتنسيق مع وزارتَي الخارجية والعدل، أن العقوبات تستهدف أفراداً وكيانات، في إيران وتركيا والصين، معظمهم مرتبط بـ "الحرس الثوري" الإيراني وبرنامج طهران للصواريخ الباليستية وعمليات قرصنة تنفذها، إضافة إلى «منظمات إجرامية إيرانية عابرة للقارات». 

والجهات المستهدفة مُتهمة بالمشاركة في تطوير طائرات بلا طيار ومعدات عسكرية، وإنتاج زوارق وصيانتها، وشراء مكونات إلكترونية، إضافة إلى تنسيق سرقة برمجيات أميركية وغربية بيعت للحكومة الإيرانية.

واشنطن: لن نتسامح سلوك إيران الاستفزازي 

واعتبر وزير الخزانة ستيفن مينوشين أن العقوبات "توجّه إشارة قوية (تفيد) بأن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتسامح، ولن تتسامح مع سلوك إيران الاستفزازي والمزعزع للاستقرار".

 وأضاف: "ستواصل هذه الإدارة استهداف نشاط إيران الخبيث، بما في ذلك دعمها المستمر الإرهاب وبرنامج الصواريخ الباليستية وانتهاكات حقوق الإنسان".

يأتي ذلك بعدما أبلغت إدارة ترامب الكونغرس، للمرة الثانية في عهده، أن طهران تلتزم الاتفاق النووي الذي كان الرئيس الأميركي تعهد "تمزيقه" خلال حملته الانتخابية.

 واستدرك مسؤول بارز في الإدارة أن ترامب ووزير الخارجية ريكس تيلرسون يعتقدان بأن إيران "ما زالت واحداً من أخطر التهديدات للمصالح الأميركية وللاستقرار في المنطقة".

 وتطرّق إلى تطويرها صواريخ باليستية ودعمها الإرهاب ومتشددين، وتواطؤها في انتهاكات ارتُكبت في سورية وتهديدها ممرات مائية في الخليج. 

وزاد: "يعتبر الرئيس ووزير الخارجية أن تلك النشاطات الإيرانية تقوّض بشدة المقصود من الاتفاق، وهو المساهمة في السلام والأمن، إقليمياً ودولياً. نتيجة لذلك يرى الرئيس ووزير الخارجية والإدارة بأكملها أن 

إيران تنتهك روحية الاتفاق" النووي.

وأشار إلى أن الإدارة تعتزم تطبيق استراتيجية من أجل "التصدي لشمولية السلوك الإيراني الشرير"، لافتاً إلى أنها تبحث أيضاً عن سبل لتعزيز الاتفاق وتطبيقه في شكل أشد صرامة، ومنبهاً إلى مخاوف من أن الاتفاق سيتيح لطهران السعي إلى تخصيب وقود نووي على نطاق صناعي. وتابع: "سنعمل مع حلفائنا لاستكشاف خيارات للتصدي لعيوب الاتفاق، وهي كثيرة".

طهران تتوعد بإجراءات انتقامية ضد واشنطن

طهران تندد

في المقابل، دانت إيران العقوبات الأميركية الجديدة ضد برنامجها للصواريخ البالستية، ووعدت بأخذ إجراءات انتقامية، بحسب ما أوردت وكالة ايرنا للأنباء.

وجاء في بيان أوردته الوكالة الحكومية "أن وزارة الخارجية الإيرانية، مع تنديدها بالبادرة التي لا قيمة لها للولايات المتحدة بفرض عقوبات لا شرعية ضد أشخاص جدد (على صلة ببرنامج الصواريخ البالستية الإيراني)، سترد بفرض عقوبات على أفراد جدد وكيانات أميركية جديدة عملت ضد الشعب الإيراني وباقي الشعوب المسلمة في المنطقة".

إشارات متناقضة

بدوره، أعلن أحد قادة الحرس الثوري الجنرال أمير علي حجيزاده المكلف البرنامج البالستي للبلاد إن "الأميركيين يريدون إضعاف قدرات وقوة النظام الإسلامي من خلال الضغوط السياسية والثقافية والعقوبات الاقتصادية خصوصا ضد البرنامج البالستي، مضيفاً نقترح اتخاذ خطوات مماثلة سيدفع الأميركيون ثمنها غاليا".

أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فاعتبر أثناء زيارة إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك أن الولايات المتحدة ترسل "إشارات متناقضة" بشأن مدى احترامها للاتفاق النووي مستقبلا.

وفي تصريحات صحفية قال الوزير الإيراني أن الإدارة الأميركية فرضت على بلاده "عقوبات غير قانونية بهدف تسميم المناخ الدولي.

وقبل أن تعلن واشنطن عن عقوباتها أعلنت طهران انها ستعزز ميزانية برنامجها البالستي وفيلق القدس في الحرس الثوري المكلف العمليات الخارجية وخصوصا في سوريا والعراق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات