"أورينت نت" ترصد بداية العام الدراسي في مدينتي دوما والباب

"أورينت نت" ترصد بداية العام الدراسي في مدينتي دوما والباب
يتوجه الطلاب في المناطق المحررة بسوريا هذه الأيام إلى مدارسهم لاستقبال عام دراسي جديد، إلا أن مناطق المعارضة تشهد تحديات وصعوبات أثقلت كاهل السكان وزادت من همومهم.

وانتشرت صور الطلاب في بعض الصحف الغربية، ولعل "النيويورك تايمز" كانت من بين الصحف التي سلطت الضوء على هذه المأساة المتعلقة بالعملية التعليمية، حيث ظهر الطلاب وهم  يضعون حقائب الظهر في تلك المدارس المنكوبة، ووجوه بعضهم البريئة تبتسم بين مقاعد مغطاة بغبار خلفته إحدى غارت النظام الجوية في استهداف مباشر لمراكز العلم والتعليم في مناطق المعارضة السورية.

التعليم في دوما

وينقل مراسل أورينت نيوز، محمد عبد الرحمن، حال التعليم في مدينة دوما بالغوطة الشرقية قائلا: "مع بداية السنة الدراسية الجديدة توافد الأطفال إلى مدارسهم بأعداد كبيرة، إلا أن ارتفاع أسعار اللوازم المدرسية بات يثقل كاهل معظم أسر الغوطة الشرقية، وسط حالة الفقر والبطالة التي يعانيها معظم أرباب الأسر، فضلاً عن شح وندرة الكتاب المدرسي والذي تمنع ميليشيا النظام وصوله إلى أطفال الغوطة منذ عدة سنوات."

ويقول هيثم، الأب لثلاثة أطفال في إحدى مدارس مدينة دوما، " ليس من السهل تأمين اللوازم المدرسية للأطفال، فسعر الدفاتر و الحقائب وباقي المستلزمات القرطاسية بلغ حداً خياليا، فضلاً عن ألبسة الأطفال،  الأمرُ مرهق لي و لمعظم عائلات الغوطة". 

و يقول مراسل أورينت نيوز إن التحديات المذكورة تبقي الأطفال رهن تفاعل المنظمات الدولية والإنسانية مع الواقع الحالي الذي كان ولازال يهدد الآلاف منهم بترك المدرسة والانخراط في عمالة الأطفال مما يزيد في الجهل والأمية.

مناطق درع الفرات

تعمل مديرية التربية التي يرأسه المدرس أحمد كرز في مدينة الباب في ريف حلب الشرقي بالتنسيق مع الحكومة التركية جاهدة على إعداد المدارس حيث تم تجهيز نحو عشرة مدارس مابين ابتدائية وإعدادية وثانوية وشرعية.

وأكد الكرز أن عدداً من المدرسين والمدرسات خضعوا لدورة تدريبية أقامتها وزارة التربية التركية الشهر الماضي من أجل تحسين وتطوير القدرات التدريسية ووسائل التعليم عندهم.

وأجرت أورينت نت اتصالاً مع المدرِّسة تهاني الشهابي، مديرة مدرسة "آمنة بنت وهب" في مدينة الباب، والتي تحدثت بدورها عن حال العملية التربوية في المدينة بعد تحريرها من تنظيم الدولة في شباط الماضي قائلة: "بعد مرور حوالي سبعة أشهر على تحرير مدينة الباب من تنظيم الدولة تشهد مدرسة "أمنة" وسائر مدارس المدينة إقبالاً شديداً من الطلاب المتعطشين لنهل العلم  بعد ويلات الحرب والجهل الذي ذاقه كل من الطلاب والمدرسيين والأهالي على مدى السنوات السبع الماضية نتيجة لبراميل نظام الأسد وتشديد التنظيم المتطرف".

وأكدت المدرسة أنه تم تزويد المدرسة التي تعمل فيها بالأثاث المدرسي الضروري، بما في ذلك المقاعد والألواح، كما تم توزيع ما يلزم الطلاب من القرطاسية وأخذ مقاسات الطلاب كي يتم توزريع اللباس المدرسي مجاناً أيضاً.

النظام استهدف المدارس عمداً

أكدت مجموعات المراقبة الدولية أن نظام الأسد استهدف عمداً المدارس والمستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وقد قطعت الحرب تعليم الأطفال، و أدى هجمات الأسد إلى تدمير جزئي أو كامل لأكثر من 5000 مدرسة في سوريا، وفقا لما ذكره مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.

ومع نزوح ما يقرب من ستة ملايين سوري داخليا و خمسة ملايين آخرين ممن فروا من البلاد كلاجئين، أصبح عدم الحصول على التعليم قضية رئيسية، أما في البلدان المجاورة التي تستضيف أغلبية اللاجئين السوريين، فإن ما لا يقل عن نصف مليون طفل في سن الدراسة لا يحصلون على تعليمهم، وفقا لتقرير صدر مؤخراً عن هيومن رايتس ووتش. 

وفي يوم الأحد، أفادت منظمة إنقاذ الطفولة أن المشكلة قد ازدادت سوءاً، وأن ثلث الأطفال اللاجئين السوريين أصبحوا غير ملتحقين بالمدارس هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

وقبل أسبوع من فتح مدارس دوما والباب، قامت أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام، بزيارة مدرسة افتتحت حديثا في طرطوس، التي يسيطر عليها النظام، وظهرت أسماء الأخرس في صور تعانق الأطفال وسط صفوف مطلية بألوان زاهية، في مشهد مغاير لذاك الصف الذي ثقبته براميل الأسد في دوما التي لا بد من المرور عبرها قبل الوصول إلى مدينة طرطوس الساحلية.  

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات