برغم خطط اليونيسيف.. نصف الأطفال السوريين بلبنان خارج المدارس

برغم خطط اليونيسيف.. نصف الأطفال السوريين بلبنان خارج المدارس
يعاني تعليم اللاجئين السوريين في لبنان الكثير من المشكلات، تبدأ بقلة المدارس مقارنة بعدد الطلاب السوريين، ولا تنتهي بسوء إدارة التعليم المسائي والمناهج التي تدرس في تلك المدارس. 

فبعد مضي أكثر من ست سنوات على بدء الأزمة السورية، لايزال كثير من السوريين الموجودين في لبنان محرومين من التعليم، ورغم الجهود التي بذلتها وزارة التربية والمنظمات الدولية في هذا المجال، لم تتعدَ نسبة الطلاب السوريين المسجلين في المدارس الرسمية للعام 2017-2018 أكثر من 52% من الأطفال السوريين في عمر الدراسة.

 

خطة خماسية لتطويق تسرب الطلاب

مصادر في وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية تقول إن الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات الإيجابية لتسجيل الأطفال السوريين في التعليم الرسمي، ولكن المنظومة التعليمية واجهت صعوبات في مواجهة هذا الوضع، حيث بات يوجد أكثر من 250 ألف طفل اي ما يعادل نصف الأطفال في سن الدراسة والمسجلين في لبنان بدون تعليم. 

وتقول البيانات إن "السلطات اللبنانية سمحت للاجئين بالتسجيل دون إبراز إثبات على الإقامة القانونية، وأعفتهم من رسوم التسجيل، وفتحت فصولاً دراسية في دوام ثانٍ بعد الظهر في 238 مدرسة حكومية لتوفير التعليم الرسمي للسوريين".

وفي 2014 تبنَّى لبنان سياسة "توفير التعليم لجميع الأطفال" (RACE) التي ساعدته على رفع عدد الأطفال السوريين المسجلين في المدارس الحكومية إلى 158321 بحلول نهاية السنة الدراسية 2015-2016.

وفي بداية العام الدراسي 2017-2016، تبنى لبنان خطة لتنفيذ المرحلة الثانية من السياسة نفسها (RACE II) للسنوات الخمس المقبلة، بهدف تسجيل 440 ألف طفل سوري في التعليم الرسمي بحلول العام 2020-2021.

 

مزاجية المدارس اللبنانية

في المقابل ترد أوساط اللاجئين أن الكثير من الطلبات التي تقدم إلى المدارس اللبنانية بغرض تسجيل الطلاب السوريين يتم التعامل معها بفوقية وعنصرية ويتم رفضها رغم أن وزارة التربية ومنظمة اليونيسيف يدفعان الأهالي لتسجيل أبنائهم، ما أدى الى تفاقم في التسرب المدرسي بشكل كبير جداً.

ويقول "محيي الدين" والد الطالب "عمر" في الصف التاسع إنه سعى لتسجيل ابنه في إحدى المدارس الرسمية اللبنانية، لكن دائماً ما تقوم المدارس بتقديم الأعذار له وترفض طلبه، مُرجِعاً ذلك إلى عدم رغبة المديرين بإشراك السوريين في منظومتهم التعليمية.

أما "أبو زياد" يقول إنه لم يستطع تسجيل أبنائه الأربعة في المدارس اللبنانية وبالتالي لم يتمكن من إعادتهم إلى مقاعد الدراسة منذ هروبهم من مدينة دير الزور السورية قبل أربع سنوات، والسبب عدم وجود إقامات لديهم في لبنان.

أكثر من 70% من السوريين تحت خط الفقر

ورغم سعي المفوضية وشركائها إلى زيادة عدد الأماكن المتاحة للسوريين داخل المدارس الرسمية، تشير ليزا أبوخالد، المتحدثة باسم المفوضية، إلى أن "النقص في الأماكن ليس السبب الوحيد الذي يفسر عدم ارتياد الأطفال المدراس، فالعديد منهم يسجّلون في المدارس ثمّ يتسرّبون منها". A

وفق أبوخالد فإن السبب الأول للتسرّب المدرسي، هو سوء الأوضاع الاقتصادية حيث تعيش حوالي 70% من العائلات السورية في لبنان تعيش تحت خط الفقر. ما يجعل تعليم الأطفال أقرب إلى الترف، ما يدفع العائلات إلى إرسال أطفالها إلى سوق العمل عوضاً من المدرسة.

عقبات إضافية

وتعتبر المناهج سبباً آخر في عدم إكمال الطلاب السوريين سنواتهم الدراسية، إذ مازال كثير من الطلاب السوريين يواجهون صعوبة في التعلّم بسبب اختلاف المنهاج اللبناني عن السوري، ولاسيما لناحية اللغة الفرنسية التي تعتبر الخيار الوحيد في بعض المدارس التي لم تدخل اللغة الإنكليزية كخيار ثاني أمام الطلاب.

وتواجه الطلاب السوريين أيضاً مشكلة النقل، حيث تستثني المفوضية والوزارة من المستلزمات المدرسية كلفة النقل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات