آلاف الطلاب مهددون بالتسرب بسبب إغلاق المدارس بريف إدلب

مع بدء العام الدراسي وافتتاح المدارس أبوابها في المناطق المحررة، تعاني أكثر من 15 مدرسة تتبع لمديرية التربية في حماة، في منطقة "تجمع مخيمات الكرامة" الواقعة في منطقة أطمة الحدودية شمال إدلب ومنطقة حارم، من الإغلاق بشكل كامل.

7000 طالبhttps://orient-news.net/news_images/17_10/1508932357.jpg'>

 ويعود سبب الإغلاق لتوقف الدعم عنها من قبل المنظمات الداعمة للتعليم، حيث أضحى أكثر من 7000 طالب وطالبة مهددون بالتسرب والتشرد والجهل، بسبب انقطاع كافة أشكال الدعم عنهم وعن مدارسهم وعدم استلام المعلمين لرواتبهم منذ شهور.

حيث أن ما يقارب 500 مدرس ومتطوع لم يتقاضوا رواتبهم في العام الماضي، ومع بداية هذا العام بشكل كامل، حتى أضحت المدارس في تلك المنطقة بين مدارس مدعومة وأخرى تتلقى الدعم بشكل جزئي ومدارس تم انقطاع الدعم عنها بشكل كامل.

ويقول إبراهيم السلوم (28عاماً)، وهو أستاذ في تجمع مخيمات الكرامة والذي انقطع راتبه منذ شهور، لأورينت نت "مدرستنا تضم طلاب من الصف الأول إلى السابع وفيها 235 طالب وطالبة، لقد تم قطع راتبنا الذي يقدر بـ 150 دولاراً منذ حوالي 5 أشهر فيما هناك معلمون لم يتقاضوه منذ عام كامل ونعمل مجانا منذ ذاك الوقت".

لقمة العيش

ويضيف، مع بداية العام الدراسي فضل بعض المعلمين في هذه المدارس الجلوس في منازلهم أو الذهاب للبحث عن عمل أفضل من مواصلة التدريس مجاناً، حيث إن كل معلم له طاقة معينة من التحمل خصوصاً أن الجميع لديه أسرة وبحاجة إلى مدخول يمكنه من كسب لقمة العيش.

ويشير إلى أن التعليم جزء أساسي ومهم في الحياة الاجتماعية، وإذا لم يتم تدارك هذا الأمر وتسليط الضوء على الأضرار الناجمة عن توقف الطلاب عن التعلم وتسربهم في الشوارع، سيؤدي إلى جيل جاهل لا يتمتع بالعلم وسيثمر عن كارثة إنسانية لاحقاً.

وتشرف مديرية التربية والتعليم في حماة على 35 مدرسة في المناطق المحررة، بينها 15 مدرسة أضحت غير مدعومة بشكل كامل منذ منتصف الفصل الدراسي في العام الماضي، حيث يقوم المدرسون بإعطاء الدروس للطلاب بشكل تطوعي على أمل أن يتم دعم هذه المدارس وإعادة استلام رواتبهم من جديد.

عدم مساواة

ويقول الأستاذ عبد الرحمن حمادة نائب مديرية التربية والتعليم في حماة لأورينت نت بأن المدارس غير المدعومة منتشرة في قاطع الكرامة في منطقة أطمة وقاطع السلام وسرمدا بالإضافة إلى منطقة حارم، ناهيك على أنه هناك مدارس تشرف عليها مديرية التربية والتعليم في إدلب وبعضها غير مدعومة ومهددة بالتوقيف.

ويضيف بأنه أصبح هناك تسيب كبير في المدارس غير المدعومة بالإضافة إلى نقص المدرسين الأمر الذي أثر على العملية التعليمية، حيث إن قسما من الطلاب قد تسرب بشكل فعلي والقسم الآخر أضحى مهددا بالتسرب حتى بات أكثر من 7000 طالب بلا تعليم الآن.https://orient-news.net/news_images/17_10/1508932339.jpg'>

ويشير الحمادة إلى أن الطلاب في مدارسنا ينظرون إلى زملائهم في المدارس المدعومة حيث يتم دعمهم بالقرطاسية والدفاتر والأقلام واللباس المدرسي وكافة مستلزمات العملية التعليمية الأمر الذي يولد لديه حافزاً أكبر للتسرب في ظل عدم المساواة بين المدارس.

وتحاول مدير التربية والتعليم في حماة التواصل مع عشرات المنظمات الداعمة للتعليم وقاموا بعرض الأمر على أكثر من 5 منظمات، حيث إن عدة منظمات حازت على بيانات المدارس في الصيف ووعدتهم بدعهما لاحقاً ولكن مع بداية العام الدراسي تم تأجيل المشروع عدة أشهر.

وينهي الحمادة حديثه بأن الرد النهائي للمنظمات الداعمة للتعليم بأن المتغيرات على الأرض والوضع الأمني وعدم اتضاح الملامح للمستقبل أثر على المشاريع التعليمية، حيث أضحت منظمات التعليم في سبات إلى حين تفعيل عملها من جديد.