وأشار أبو أحمد إلى أن ميليشيا النظام دعت المحاصرين عبر مكبرات الصوت إلى تسليم أنفسهم دون أي ضمانات وإلا ستستمر بقصف الحويجة، مؤكداً استشهاد عدد من المدنيين نتيجة القصف خلال الأيام الماضية بينهم امرأة وطفل.
وقال المصدر، إن المحاصرين يرفضون تسليم أنفسهم للنظام لأنه سيقوم بقتلهم وتصفيتهم كما حدث مع المدنيين الذين سلموا أنفسهم في أحياء العرضي والشيخ ياسين، لافتاً إلى وجود ميليشيات إيرانية مع عناصر النظام ما يزيد من مخاوف المحاصرين.
وأضاف أبو أحمد، أن المحاصرين يعانون من فقدان الغذاء والدواء، ما أدى لوفاة أحد الأطفال نتيجة الجوع.
وعن وعود ميليشيا "قسد" لهم بالسماح لهم بالدخول، قال أبو أحمد إن "قسد" تتعمد الكذب علينا. "في كل يوم منذ أسبوع إلى الآن تقول لنا قسد بأنها ستسمح لنا بالدخول لكن هذا الشيء لم يحدث".
وأشار إلى أنها قامت بالتراجع من جهة الحسينية لحساب النظام لكي تبتعد عن المحاصرين أكثر، وأنها طلبت من المحاصرين السباحة لجلب السفن وعندما قام أحد المتبرعين بالسباحة قامت ميليشيا الأسد بقنصه وقتله على الفور.
ووجه أبو أحمد عبر أورينت نت، نداء لجميع المنظمات الدولية لكي تتحرك لنجدتهم وإنقاذهم قبل أن تتمكن ميليشيا نظام الأسد والميليشيات الأجنبية بدعم روسي من السيطرة على الحويجة.
أين تقع الحويجة
في هذا السياق، قال المهندس معن الشيخ أحد أبناء دير الزور (مطلع بشكل مباشر على أوضاع المحاصرين في الحويجة)، تقع حويجة قاطع على نهر الفرات الذي يمر من مدينة دير الزور ويحدها من الجهة الغربية الجسر المعلق ومن الجنوب حي الحويقة ومن الشمال قرية الحسينية التي يفصلها عن الحويجة 100 متر.
وأوضح أن مساحة الحويجة 1500 دونم وهي عبارة عن أراضي زراعية خالية من المنازل ولايوجد فيها اتصالات وخطوط كهرباء.
مأساة المحاصرين
يقول معن، إن أهالي مدينة دير الزور لجؤوا إلى الحويجة مع تزايد حدة المعارك والقصف على المدينة هرباً من القصف قبل نحو 11 يوماً. وأضاف أنهم عبروا إليها باستخدام قوارب بدائية من جهة حي الحويقة الغربية والذي يبعد عن النهر 100 متر أيضاً بقصد عبورهم من الجزيرة إلى الضفة الشمالية من نهر الفرات في قرية الحسينية عن طريق زوارق النهر.
وأشار معن، أنه وبسبب ضعف الاتصالات في الحويجة لم يتم التأكد من الأعداد الموجودة هناك، لكنهم يقدرون بقرابة 300 شخص بين رجال ونساء وأطفال ومصابين سابقين في القصف على ديرالزور، مشيراً إلى أنهم يعيشون في ظروف صعبة مع انعدام جميع مقومات الحياة.
وقال، إنه وفي تطور أخير لأحداث الحويجة قامت "قسد" بالتراجع من قرية الحسينية لحساب النظام تقدم قواته وأطبقت الحصار عليها.
كما استطاعت ميليشيا الأسد بحسب المصدر، من مد جسر حربي روسي عائم حيث عبرت من خلاله عربات عسكرية ثقيلة باتجاه الحويجة مما يهدد بحدوث مذبحة فيها. وأشار إلى أن عرض الجسر يبلغ 6 أمتار وبطول 100 متر وهو عبارة عن صفائح معدنية عائمة لعبور الآليات الثقيلة.
وأكد المصدر، أن مأساة المحاصرين في الحويجة تتلخص بأنهم مُنعوا من العبور إلى الضفقة الشمالية من النهر التي تسيطر عليها "قسد" بينما يحاصرهم ويقصفهم جيش الأسد من الجهة الجنوبية والشرقية والغربية ليصبحوا بين فكي كماشة بين قوات الأسد التي تهدد بقتلهم عبر مكبرات الصوت من جهة و"قسد" التي تمنع عبورهم من جهة أخرى.
التعليقات (0)