محلّل روسي ينكر "مجزرة الأتارب" ورحّال يؤكد بالبراهين!

محلّل روسي ينكر "مجزرة الأتارب" ورحّال يؤكد بالبراهين!
أصرّ المحلل الروسي آندريه مورتازين طوال مشاركته في حلقة "هنا سوريا" يوم أمس على إنكار حدوث مجزرة الأتارب في ريف حلب، زاعماً أنّه لم يسمع بالخبر من وكالة أنباء بلاده أو من وزارة دفاعها، ورغم أن مشاهد المجزرة عُرضت طيلة الحلقة وبرغم تأكيدات المذيعة أحلام طبرة بأن كافة وسائل الإعلام العالمية بثّت مشاهد من الدمار الذي وقع نتيجة ضربة جوية، إلا أنّ الضيف الروسي استمر في الإنكار، وهو ما استفزّ العميد أحمد رحال ودعاه إلى التوضيح بشكل تفصيلي لدلائل تورّط روسيا بمجزرة الأتارب.

مورتازين: لم أسمع بالخبر!

استبقت مقدّمة البرنامج أحلام طبرة النقاش بعرض تقريرٍ يتناول آثار الهجمة الجوية التي طالت سوقاً شعبياً في مدينة الأتارب بريف حلب، حيث طرح التقرير تساؤلاً عن مدى الثقة بالجانب الروسي كضامن لاتفاق خفض التصعيد، فنقلت طبرة السؤال إلى مورتازين، الذي قال بدوره إنه أول مرة يسمع بهذا الخبر، وعندما قاطعته مقدّمة البرنامج لتأكيد ما حدث تغيّرت نبرته وتابع في الإنكار. 

وبينما كان مورتازين يكذّب وقع المجزرة تبدّت علامات الغضب على وجه العميد المنشق أحمد رحّال، حيث بدأ مشاركته بالقول "من حق الضيف الروسي أن لا يعترف بوقوع المجزرة لأن لدينا معلومات تقول أنّ الإعلام الروسي بكافة أنواعه يُملى عليه بأن لا ينشر أي خبر عن سوريا ما لم يمر عبر غرف الأركان ووزارة الدفاع الروسية، ولهذا لا يسمع الإعلام الروسي بخبر المجزرة لكن نحن في عصر الفضاء والأنترنت وبإمكان الجميع إذا ما أرادوا البحث عن المعلومة والحقيقة."

وأضاف رحّال أنّ ما حدث في الأمس "أمر يندى له الجبين، فمدينة الأتارب تبعد نحو 30 كلم جنوب غرب مدينة حلب، و30 كلم شمال شرق مدينة إدلب، و15 كلم عن الحدود التركية، وهي ليست معبراً حدودياً لمرور الأسلحة، كما لا تعدّ جبهة قتال ولا يوجد فيها هيئة تحرير الشام  أو غيرها من الفصائل، بل من يسيطر عليها مجلس محلي ومجموعة من الشرطة المدنية، فضلاً عن كونها واقعة في خارطة وقف التصعيد التي أقرتها موسكو، وهي تخضع أيضاً للولاية التركية بموجب اتفاق تركي روسي".

واعتبر رحّال أنّه لا يوجد سبب لقصف المدينة، لكنها بالواقع الفعلي رسالة من بوتين تؤكّد أن السوريين يتعاملون مع عصابة متخرجة من جهاز كي جي بي الأمني، بحسب قوله.

هدية الوثوق بالروس!

أشار العميد أحمد رحّال أن الرد الروسي على رفض المعارضة حضور "مهزلة سوتشي"، وفق وصفه، بدلَ أن يأتي من الخارجية جاء من وزارة الدفاع عبر قاعدة حميميم، بطائرات سو 21 و30 وصواريخ خ 29 القادرة على خرق خراسنة "إسمنتية" حتى 7 أمتار، وهي تستخدم عادة لدى الجيوش ذات التحصين العالي، والنتيجة، كما أوضح رحّال: 60 شهيداً و15 مفقوداً بينهم 5 نساء و3 أطفال إضافة إلى أكثر من 100 جريح وتدمير الأتارب وإعلانها مدينة منكوبة.

أما عن الثقة بالضامن الروسي، لفت رحّال أنّ أحداً لم يمنحها للروس، قائلاً "ما انفكّت موسكو يوماً عن خندق طهران والأسد، ومن وثق بالروس وذهب إلى أستانا عليه أن يتحمّل جريرة ما حصل، والأتارب هي هدية لكل من وثق بالروس!

96-QJmLf868

من جانبه أصرّ المحلل الروسي آندريه مورتازين على تكذيب حدوث الهجمة الجوية على مدينة الأتارب، معتبراً أنّ أي مجزرة في مناطق خفض التصعيد أمرٌ غير واردٍ إطلاقاً وليس لروسيا وأي طرف آخر أن تسمح بمثل ذلك. وفي ما بدا تراجعاً عن حدّة إنكاره قال مورتازين " إذا كانت الضربة الجوية فعلاً صحيحة فهذا أمر مؤسف جداً، لكن روسيا عملت على إقامة مناطق خفض التوتر لحماية المدنيين وليس لقصفهم".

بدوره استعرض العميد أحمد رحّال نقطتين تؤكدان تورّط روسيا في قصف الأتارب، حيث قال "في الأول من أيلول/ سبتمبر من العام 2014 أعلنت غرفة عمليات حميميم عن ربط وسائل الدفاع الجوي الأسدية والروسية، وهذا بالعرف العسكري يعني أنّ كل القوى الجوية التي تخرج من مطارات سواء كانت للروس أم للنظام أصبحت تُقاد من غرفة عمليات واحدة وتتفرع منها غرف عمليات مناطقية، أي أنّ الطائرات التي حلّقت فوق الأتارب وقصفتها تخضغ لقرار قائد غرفة عمليات حميميم."

أما النقطة الثانية فتستند، بحسب رحّال، إلى كون "مناطق خفض التصعيد تخضع لرقابة أرضية وجوية فنية وبشرية، وبالتالي فإنّ مدينة الأتارب التي تقع في مناطق خفض التصعيد الرابعة يُفترض بالطيران الروسي المسيّر والسطع والقتالي أن يرصد المقاتلات المهاجمة". وأكّد رحّال "إن لم يكن الروس مدانين فعليهم أن يقولوا أن طرف ثالث قام بالأمر، لكن صمتهم ورفض الإدارة الأمريكية كشف تسجيلات الرادارات، فضحَهم، وأثبت أن موسكو في ورطة".

رسائل روسية!

وبينما عاد الضيف الروسي إلى إنكار حدوث المجزرة، أشار رحّال إلى معطيات أخرى تثبت عدم جدّية موسكو في المضي بالحل السياسي، وقال "إعلان روسيا أن تفسير الاتفاق في الجنوب لا يعني خروج الإيرانيين من المنطقة هو تراجع عن موقفها في منطقة مُتّفق عليها مع أمريكا والأردن ومن خلفهم إسرائيل، وكذلك تصريحات روسيا بإنّ التوصل إلى حلٍّ سياسي لا يعني بقاء بعض المناطق تحت سيطرة المعارضة، يعني أنّنا أمام انقلاب على الموقف."

واستطرد رحّال "بالتالي نحن أمام رسائل روسية متعددة.. من الجنوب وبالأمس في الأتارب ومنذ 4 أيام على لسان مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي الذي قال إنّ المعركة القادمة بعد دير الزور والبوكمال ستكون في إدلب. إذاً الخيار العسكري هو الحل الوحيد لدى روسيا وطهران ونظام الأسد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات