خبراء.. لهذه الأسباب لا يمكن لروسيا إنجاح مؤتمرها في سوتشي

خبراء.. لهذه الأسباب لا يمكن لروسيا إنجاح مؤتمرها في سوتشي

تبدي روسيا حماساً كبيراً لمؤتمر سوتشي وتزعم أنه سيؤسس للحل السياسي في سوريا ولكن بين ما تروجه روسيا وبين واقع يقول أنها استخدمت حق النقض الفيتو 11 مرة لحماية نظام الأسد وطائراتها التي لا تغادر السماء السورية وتدمر المدن والبلدات السورية يبدو الفرق شاسعاً فروسيا تريد أن تلعب دور "القاضي وهيئة المحلفين وسلطة إنفاذ القانون"، موقع كارنيغي طرح آراء لخبراء عن مدى واقعية التفكير الروسي بنجاح مؤتمر بوتين في سوتشي والذي يحول دون ذلك.

توقف روسيا عن قصف المدنيين

وحول إمكانية نجاح قمة سوتشي ومخرجاتها، رأت سارة لياه ويتسون المديرة التنفيذية لدائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة "هيومان رايتس ووتش"، أن الاجتماع  يبدو مجمّداً وعالقاً في سلسلة العقد السياسية التي يُسببها العديد من الحروب بالواسطة في هذا النزاع.

وقالت "إذا كانت روسيا جادّة حقاً في السعي إلى تحقيق عملية سلمية ناجحة، ستكون في حاجة إلى معالجة القضايا الرئيسة التي تُبقي البلاد في حالة انقسام".

وأضافت "كي تقوم (روسيا) بذلك، من الضروري للغاية أن تلتزم بحزم بوضع حد لكلٍ من الغارات الجوية المتواصلة وغير الشرعية ضد المدنيين ولعمليات الحصار، وأن تحل معضلة آلاف المعتقلين (وبعضهم مفقود منذ سنوات عدة الآن)، وأن توفّر ولو قدرٍ من المحاسبة، على الأقل من خلال عملية محلية للإفصاح عن الحقيقة، هذا علاوة على ضمان خطة متساوية لإعادة البناء الوطني. كما يتعيّن على روسيا التأكد من أن حليفيها، أي النظام وإيران، لن يسعيان إلى نسف هذه الجهود".

وأكدت ويتسون أنه إذا لم يحدث كل ذلك، لن يتم تحقيق أي تقدم ذي معنى، وستنتهي المحادثات حول الدستور الجديد وعملية الإصلاح إلى لاشىء، تماماً كما المحادثات السابقة.

النظام لن يقبل تشاطر السلطة

في هذا السياق قال، بول سالم نائب رئيس أول للبرامج والأبحاث في مؤسسة الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة، إن الحرب استمرار للسياسة بوسائل أخرى. لكن في السياق السوري، تبدو الصورة معكوسة. فالآن، وبعد أن شعر نظام الأسد وحلفاؤه بأنهم ضمنوا نصراً أساسياً في الحرب، يحرص الروس على ترجمة الهيمنة على الجبهات العسكرية إلى "تسوية" سياسية تضفي الشرعية على حكم بشار الأسد، في مقابل تنازلات محدودة وشكلية للمعارضة.

وأردف "في حين أن سوريا تحتاج بالفعل إلى مؤتمر وطني سوري لإعادة التفاوض على الميثاق الوطني السوري، إلا أن شيئاً من هذا لا يبدو مطروحا. فنظام الأسد منذ السبعينيات لم يقم على أساس الشمولية للجميع وتشاطر السلطة، وهو لا يبدو مستعداً لتحقيق ذلك الآن". 

وأوضح سالم، "وعلى رغم أن البعض حاول تعلّم بعض الدروس من كيفية إنهاء لبنان المجاور لحربه الأهلية المديدة، وبغض النظر عن مزايا هذه الحالة، إلا أن محادثات سوتشي لن تُسفر عن أي شيء كاتفاق طائف سوري. ذلك أن حكومة لبنان كانت تستند منذ عقود عدة إلى مبدأ مشاطرة السلطة، وكانت المفاوضات في الطائف محاولة حقيقية من جانب كل الأطراف للاتفاق على ترتيبات جديدة حول الحوكمة. هذا في حين أن الروس والأسد، في المقابل، لايريدون في الواقع سوى ورقة تين سياسية".

وخلص سالم بالقول: "وحتى لو حقّق  نظام الأسد وحلفاؤه الهيمنة كأمر واقع في المستقبل المنظور، إلا أن التسوية السياسية الحقيقية في سوريا لاتبدو في الأفق"

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات