يديعوت أحرنوت: بشار في سوتشي "ولد يستغفر"

الصحيفة في مقالة لـ (اليكس فيشمان) ترجمها "كورد ستريت"، قال فيها: "كَولد أُدخل للحظة إلى الغرفة كي يقول شكراً للأعمام على الهدايا التي تلقاها منهم، هكذا بدا أمس بشار الأسد في سوتشي، يقف جامداً وضائعاً بينما في محيطه قيادة جهاز الأمن الروسي. صورة واحدة – نشرها بالمناسبة الكرملين – تعبر عن وضع سوريا والتسوية الدائمة التي يعده الروس لها، وبقدر كبير لنا أيضاً".

وأشار (فيشمان) إلى أن لقاء بشار لم يكن مدرجاً على برنامج الرئيس الروسي، وأن وصوله تصادف مع لقاء دوري لبوتين مع قيادة جهاز الأمن وهذه اللقاءات لا يدخلها سياسيون أجانب، وفيما يبدو تعبيراً عن  التقليل من شأن بشار. يقول (فيشمان): "أما بوتين فببساطة جر الاسد الى الغرفة كي يكرر الولد اقوال الشكر اللازمة".

في السياق، قالت وسائل إعلام، إن سبب الاستدعاء جاء تعبيراً عن "غضب" الكرملين من صمت النظام عن مسارعة إيران وأنصارها في الإعلان عن الانتصار على تنظيم "الدولة" في سوريا دون أي ذكر للدور الروسي، أمر يفسر إصرار بوتين فيما يبدو على عرض بشار أمام الجنرالات الروس وتأكيده على أنهم "أصحاب الدور الحاسم في إنقاذ سوريا".

تحييد روسيا

الخلافات الجديدة القديمة بين روسيا وإيران بما يخص سوريا طفت على السطح مؤخراً، بعد مسارعة إعلان قائد ميليشيا "فيلق القدس" الإيرانية عن الانتصار على تنظيم "الدولة" (داعش) في مدينة البو كمال (شرق دير الزور 100كم)، دون أن يأتي على ذكر الدور الروسي، ناسباً "الإنجاز" للميليشيات الإيرانية و"حزب الله" فقط.

ويبدو أن الإيرانيين تعمدوا الإسراع في إعلان النصر وتضخيمه لتحييد الدور الروسي، ليذهب البعض حد المطالبة بمنح "سليماني" جائزة نوبل للسلام! حيث طالب "مرجع التقليد الشيعي الإيراني الكبير" (ناصر مكارم شيرازي) العالم أجمع أن يعلن تقديره لسليماني وتكريمه بجائزة نوبل، وكان سليماني قد ذكر الميليشيات الطائفية بالاسم والنظام والعراق إضافة لعلي سيستاني وحسن نصر الله في خطابه لإعلان "النصر"، دون الاتيان على ذكر روسيا.

امتعاض إيراني

بالمقابل تناولت سائل إعلام إيرانية الرسالة الروسية لإيران من خلال استدعاء بوتين لبشار إلى سوتشي، منها الموقع الإيران "إيران وير" (iranwire)، منوهاً إلى "امتعاض" إيراني من عدم ذكر أي شكر من بوتين لإيران أو حتى الحديث عن دور لإيران في سوريا، متسائلاً عن تغييرات في الموقف الروسي حول بقاء بشار في مرحلة انتقالية والذي بدوره سيغير المعادلة في الملف السوري.

ونوه الموقع الإيراني إلى أن مسألة بقاء بشار في السلطة ليست مسألة ذات أهمية لها، بينما تعتبرها إيران "خط أحمر" على حد وصفه.

وسبق أن طفت الخلافات الروسية الإيرانية بما يخص سوريا في نقاط عدة منها قيادة ملف المفاوضات والتنسيق العسكري على الأرض ومصير بشار في السلطة، وقد تبلورت خلافات الطرفين بتصريحات لكبار المسؤولين الإيرانيين، لا سيما تلميح ملالي طهران بأحد تصريحاته إلى عدم قدرة بلد واحد (أي روسيا) على فرض مستقبل سوريا، إضافة لتصريح قائد ميليشيا "الحرس الثوري" اللواء محمد علي جعفري بأن مواقف روسيا لا تتطابق مع مواقف إيران حول الأسد.