برعاية السيستاني تحويل الحشد الشعبي إلى حرس ثوري عراقي

برعاية السيستاني تحويل الحشد الشعبي إلى حرس ثوري عراقي
كشفت مطالبة المرجع الديني الشيعي علي السيستاني، مؤخراً بإدماج المليشيات المرتبطة بإيران، في الأجهزة الأمنية في العراق، نوايا تلك الميليشيات في التحول إلى "حرس ثوري عراقي" بدلاً من أن تنصهر فعلياً في مؤسسات الدولة الأمنية، والتحكم في المشهد السياسي بالبلاد أمنياً وسياسياً، بما يمكّنهم من أن يكونوا جاهزين مستقبلاً للتحرك السريع لفرض واقع أمني يحكم سيطرة إيران ووكلائها بقوة السلاح على العراق.

الجدل الواسع في العراق حول مصير ميليشيا الحشد الشعبي مستقبلاً (التي تشكلت على أثر فتوى  أصدر ها السيستاني في منتصف عام 2014 عرفت وقتها بـالجهاد الكفائي دعت إلى قتال تنظيم داعش في العراق)، أثير بعد إعلان قوات حكومة بغداد في أواخر الشهر الماضي، القضاء على داعش في العراق.

مستقبل  ميليشيا الحشد الشعبي

حيث برزت عدة اتجاهات داخل الأوساط السياسية في البلاد بين مقترحٍ بالإبقاء على ميليشيا الحشد الشعبي كقوة عسكرية، وآخرٍ مطالب بحله، ودمج عناصره المنضبطة بقوات الجيش أو الشرطة ومنح مكافأة للآخرين تشمل قطعة أرض سكنية وراتباً شهرياً أسوةً بمتقاعدي الجيش العراقي، فيما ذهب أصحاب الخيار الثالث إلى الدعوة إلى تخفيض عدد عناصرها والبالغ 140 ألف، والإبقاء عليها كقوات إسناد تستدعى في الحالات الطارئة كقوات احتياط، وخاصة أن العبادي رفض في مطلع آب الماضي دعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى حل الحشد الشعبي والذي ساهم بتصاعد المواجهة السياسية بين التيار الصدري والأطراف التي تدعم الميليشيا، وأبرزها كتلة "دولة القانون" التي يتزعمها نوري المالكي، والتي أعلنت رفضها حتى فكرة مناقشة مستقبل "الحشد".

واليوم تحول الحشد الشعبي إلى ورقة رابحة في المعادلة العراقية، بانتقاله من قوة عسكرية كبيرة، إلى قوة سياسية قادرة على أن تقلب الحسابات في الانتخابات التشريعية المقبلة في العراق عام 2018.

وبالرغم من أن ميليشيا الحشد الشعبي  بات ذراع إيران العسكرية في العراق، فإن طهران تدرك، في الوقت نفسه، أن هذه اليد يمكن أن تُشل في أي وقت، في ظل نظرة إيران للعبادي على أنه طفل أمريكا المدلل في العراق، رغم محاولته ألا يثير غضب الجارة صاحبة اليد الطولى في البلاد، إلا أن هناك حقيقة بات حلفاء واشنطن يجاهرون بها وهي أن تنامي ميليشيا قوة الحشد الشعبي سياسياً وعسكرياً تشكل  خطراً ليس على العراق فحسب، وإنما على عموم المنطقة، وخصوصاً المنطقة الخليجية.

حكومة العبادي تنفي مزاعم الحشد حول الحدود السورية

التطور البارز ما حصل اليوم (الأحد)، والمتمثل برد قوات حكومة بغداد على مزاعم ميليشيا "الحشد الشعبي" التابعة لإيران حول تعرض نقاط حدودية تابعة لها لإطلاق نار من داخل الأراضي السورية، حيث سارعت ميليشيات "الحشد" للدفع بقطع عسكرية على الحدود مع سوريا تحت هذه المزاعم مما أحرج العبادي بعد تعهده بأن تكون الحدود تحت سلطة حكومته، ولا سيما أن  الميليشيا قد نشرت عناصرها على الحدود السورية، وبرر قائد عسكري بالحشد هذه الخطوة بالقول إنهم يتوقعون أن يلجأ تنظيم داعش إلى حرب عصابات بعد خسارته معاقله الحضرية الفترة الماضية، في حين أكد ضابط في قوات حكومة بغداد أن هذا الانتشار جاء بالتنسيق نظام الأسد و"قسد" التي تدعمها أمريكا.

وقال بيان لـ "القوات العراقية المشتركة"، إن تنظيم داعش يسيطر فقط على مقطع من الحدود شمال نهر الفرات من الجانب السوري"، وأن مناوشات تحصل بين الحين والآخر، وأكدت قوات حكومة بغداد أن منطقة الحدود مُسيطرٌ عليها من قبل قوات الحدود، وفقاً لـ "العربية".

محلل : لا يوجد تنسيق بين "الحشد الشعبي" وحكومة بغداد

بدوره ينظر المحلل العسكري والاستراتيجي العميد حاتم الفلاحي، في حديثه لأورينت نت، إلى نفي قوات حكومة بغداد مزاعم ميليشيا "الحشد الشعبي" بسيطرتها على الحدود السورية العراقية، بأن هناك "تضارب بالمعلومات بين بغداد والحشد الشعبي يدل على عدم وجود تنسيق بينهما، وأن الحشد يعمل ضمن أجندات خارجية لا تمت للبلاد بصلة".

وأشار "الفلاحي" إلى أن نائب رئيس مليشيات الحشد الشعبي في العراق، صرح مؤخراً أنهم يسيطرون على 60 % من حدود العراق مع سوريا، من مجموع 550 كم مساحة تربط بين البلدين، وبالتالي "فإن هذا تأكيد واضح  على أن من يسيطر على الحدود هو الحشد وليس حكومة بغداد".

ونوه "الفلاحي" إلى أن هدف بغداد من نفي سيطرة ميليشيا الحشد على الحدود هو " أنها تريد ألا تضع نفسها في إحراج أمام قوات التحالف الدولي، بسبب الضغوطات الأمريكية، وبالتالي يجب على تلك المليشيات تسليم أسلحتها، كي تحافظ حكومة بغداد على الدعم اللوجستي والاستخباراتي  والعسكري الأمريكي".

وحول مهام ميليشيا الحشد الشعبي مستقبلاً قال "الفلاحي"، إنه إذ "طلب منها الذهاب لسوريا ستذهب، لأنها جزء من أدوات طهران ومن مشروع توسعها الذي يشمل كثير من الدول العربية، وبالتالي فإن هذه المليشيات تقوم بتنفيذ هذه الأجندات  وقد يكون لها دور مستقبلاً مع قوات النظام أو ميليشيا قسد".

ميليشيا الحشد الشعبي

تضم ميليشيا الحشد الشعبي الذي تحول إلى حرس ثوري إيراني في العراق، حوالي 140 ألف مقاتل من الشيعة، ويشرف عليه قادة عراقيون معروف عنهم بأنهم رجالات إيران الأقوياء في العراق، ناهيك عن أن هذا الحشد، بمليشياته المختلفة، يعتبر المرشد الإيراني، علي خامنئي، مرجعا ومرشدا له، وهنا خطورة هذه المليشيات، إضافة لارتكابه انتهاكات ترقى إلى درجة "تطهير عرقي" بحق السنة في العراق في المدن التي جرى طرد "داعش"، منها بين 2014 و2017، بحسب منظمات محلية ودولية، منها التعذيب والإخفاء القسري، وقتل مدنيين وأسرى تحت التعذيب، ونهب وسلب المدن العراقية.

التعليقات (2)

    ادريس

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    بصراحة تامة و بدون خوف و لا خجل يعترف الايراني العميل بان الحشد الشيعي يحكم العراق .حسبنا الله و نعم الوكيل .

    الله يلعنكم يانواصب

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    هذا عادتكم الكذب والافتراء حالكم حال اجدادكم ال اميه عندما شاهدوا الامام علي يصلي قالو وهل ان الامام يصلي وهو خير من عبد الله بعد الرسول انضروا كيف كان الاعلام الكاذب فقط نحو الشيعه اما اليهود فلا فلس يصرف نحو نصرة القبلة الثانية للمسلمين والسبب معروف
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات