الأمم المتحدة تعترف: أعداد المحاصرين في سوريا إلى تناقص.. لأنهم يموتون!

الأمم المتحدة تعترف: أعداد المحاصرين في سوريا إلى تناقص.. لأنهم يموتون!
في ظل حصار قوات النظام وميليشياته الخانق على الغوطة الشرقية، وتعريض حياة مئات الآلاف من سكانها لخطر المجاعة والموت بسبب نقص المواد الإغاثية والطبية، تجد الأمم المتحدة نفسها "عاجزة" عن تقديم أدنى متطلبات الحياة الإنسانية لهؤلاء المحاصرين، وتتذرع بمنع قوات النظام دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى الغوطة، وسط "لامبالاة" المجتمع الدولي للضغط (في أسوأ الأحوال) على نظام الأسد.

في انتظار الموت!

الأمم المتحدة اعترفت مؤخراً أن 16 شخصاً على الأقل قضوا أثناء انتظارهم عمليات إخلاء طبي من منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق.

وقال رئيس مجموعة العمل الإنساني التابعة للأمم المتحدة في سوريا، يان إيغلاند، إن لائحة وضعت قبل عدة أشهر تتضمن نحو 500 شخص بحاجة ماسة لإجلاء، يتقلص عددها بسرعة، مشيراً إلى أن "الرقم ينخفض، ليس لأننا نقوم بإخلاء الناس بل لأنهم يموتون"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف إيغلاند للصحفيين في جنيف: "لدينا تأكيدات بوفاة 16 شخصاً من تلك اللوائح منذ إعادة تقديمها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وربما يكون العدد أعلى"، مسلطاً الضوء على وفاة طفل في 14 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، مع فشل الجولة الأخيرة من محادثات جنيف.

وتابع: "أخشى أن يكون هناك المزيد. خلال فترة أعياد الميلاد هذه، سيكون هناك المزيد من الوفيات ما لم نبدأ عمليات الإخلاء"، مؤكداً أن "عمليات الإجلاء والجهود لإدخال مساعدات إلى المنطقة، متوقفة لعدم الحصول على موافقة النظام".

لعبة الأمم

تصريحات "إيغلاند" تزامنت مع اختتام الجولة الثامنة من مباحثات أستانا وقال: "آمل من اجتماعات أستانا بأن يكون لدينا دافع ما للتغيير في الجانب الإنساني".

وتساءل المسؤول الأممي "كيف نشعر بالأمان والسلام في أعياد الميلاد… فيما أكثر الناس براءة في هذا النزاع يموتون"، وقال إنهم يموتون "ليس لعدم وجود مواد إغاثة، أو لأن لا أحد يرغب في التوجه إلى هنا بل لأنهم جزء من لعبة نفوذ".

وأضاف: "آمل أن يكون هناك وقف للأعمال العدائية في الغوطة الشرقية قبل أن يفتك الجوع بجميع السكان، وأن نخرج الجرحى والمرضى".

2017 الأسوأ على الغوطة

في السياق ذاته قال مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية "يان إيجلاند" إن "عام 2017 تحدى التوقعات وكان أسوأ من 2016 في مناح عدة على الرغم من انخفاض عدد المحاصرين، ومن لا يتسنى توصيل مساعدات إليهم"، مشيراً إلى أن عدداً أقل من قوافل الإغاثة تدخل للمحتاجين. وقال للصحفيين في جنيف: "في ديسمبر لم نصل ولا إلى شخص واحد" في مناطق محاصرة.

وكشف إيغلاند أن "ما يقرب من 14 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية داخل ما تبقى من سوريا"، وأن أكثر من نصفهم يحصلون على المساعدة كل شهر. والأشياء أكثر تعقيداً بالنسبة إلى 3.4 مليون شخص يعيشون في المناطق المحاصرة وما يسمى بالأماكن التي يصعب الوصول إليها"، بما في ذلك الغوطة الشرقية.

وأوضح المسؤول الأممي أن قوة العمل الإنسانية الدولية ساعدت "العشرات والعشرات" من قوافل المساعدات على الوصول الى المناطق التي كان يتعذر الوصول اليها في السابق، بيد أن العديد من الأماكن الأخرى ما تزال خارج الحدود، داعياً الى تحسين وصول المساعدات إلى أكثر المجتمعات المحلية ضعفاً في عام 2018.

وقال إيغلاند، على موقع الأمم المتحدة، "على الرغم من أن عدد من يعيشون في هذه المناطق خط المواجهة قد انخفض بنسبة النصف تقريبا منذ عام 2016، فإن وصول المساعدات الإنسانية لم يتحسن".

والحال أن انخفاض أعداد المحاصرين الذين تتحدث عنهم الأمم المتحدة، يعود في شق منه إلى وفاة العديد من المدنيين جراء الحصار، باعتراف الأمم المتحدة ذاتها، وفي شق منه إلى "تهجير" قسم منهم بإشراف ورعاية أممية بعد اتفاقات فرضها نظام الأسد على البلدات الثائرة على نظامه.

تركيا على الخط

في ظل هذا الواقع المتردي، دخلت تركيا على خط ملف حصار الغوطة الشرقية، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد إن بلاده تعمل مع روسيا في سبيل إجلاء نحو 500 شخص من ضاحية الغوطة الشرقية المحاصرة.

وأضاف الرئيس التركي قبل أن يتوجه في زيارة رسمية للسودان "هناك نحو 500 شخص بينهم 170 من الأطفال والنساء بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة".

وأشار إلى أنه ناقش الموضوع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وتريد أنقرة نقل من يحتاجون للمساعدة إلى تركيا لتوفير العلاج والرعاية لهم.

وقال أردوغان إن رئيسي أركان الجيش في روسيا وتركيا سيناقشان الخطوات اللازمة في العمليات التي سيشارك فيها أيضا الهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ التركية.

ويعيش نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية المحاصرة في ظل ظروف إنسانية قاسية، بسبب نقص الغذاء والدواء جراء الحصار المفروض من قبل قوات النظام على الغوطة، وسط استمرار القصف على المدن والبلدات، والذي خلف عشرات الضحايا من المدنيين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات