دمشق 2017.. تهجير قسري وانتشار ظاهرة خطف الفتيات!

دمشق 2017.. تهجير قسري وانتشار ظاهرة خطف الفتيات!
تستمر مأساة قاطني دمشق في ظل أزمات معيشية تلقي بظلالها على الملايين، ورغم اعتياد السكان على شح الطاقة بأنواعها وغلاء الأسعار، فإن الفترة الطويلة لتلك الظروف فاقم من معاناة العائلات التي يعيش قسم كبير منها ظروفا اقتصادية متردية، كما أن ممارسات تجار السوق السوداء القائمة على احتكار بيع أساسيات الحياة بأسعار تعجز معظم العائلات عن تحملها.

تخبط أسعار صرف الليرة السورية

واصل اقتصاد نظام الأسد تدهوره خلال 2017، فتراجع سعر صرف الليرة مقابل باقي العملات بشكل واضح، ليصل عتبة 550 ليرة، وبلغت ميزانية الدولة 2017  نحو2660 مليار ليرة سورية، فهي أكبر ميزانية إنفاق يقرها النظام، كما أنها أضخم بـ 34% من 2016، ذلك بالرغم من أن قيمة عملتها مقابل الدولار أقل بكثير منها في 2016. لكن الحكومة تجد صعوبات متزايدة في الحفاظ على استمرارية الانفاق على الخدمات.

ولا يزال الغلاء يتسيد الموقف في سورية، ولعل الفساد في أجهزة النظام فاقم من معاناة المواطنين، ويتم الأمر بشكل فاضح فقائمة الأسعاد التي تتباهى بها وزارة التموين وحماية المستهلك لا تمت للواقع بصلة، كما شهد سوق صرف العملة الصعبة في الشهر الأخير من 2017 تخبطاً ملحوظاً ليصل في بعض المناطق إلى 390 ليرة مقابل الدولار الواحد، ليبدأ الحديث عن لعبة "قذرة" بين المصرف المركزي وتجار السوق السوداء كخطوة لسحب العملات الأجنبية من السوق، والبعض توقع بهذه الحركة منذ منتصف العام حيث تتزامن مع إغلاق الميزانيات، وما يرافقها من تجميع للعملات الأجنبية في الأرصدة.

وفي حديث لـ"أورينت نت" قال سعيد الجابر -وهو أب لثلاثة أطفال- إنه عاجز عن تلبية متطلبات العائلة، واصفاً حياته خلال السنوات الأخيرة بـ"صراع بين دخله الذي لا يتجاوز خمسين ألف ليرة سورية (نحو مئة دولار) وميزانية البيت من آجار إلى الفواتير والمستلزمات المدرسة والمونة".

وأوضح الرجل الأربعيني -الموظف في أحد المصارف العمومية- "أن عام 2017 الشعرة التي قصمت ظهر البعير، بعد أن باع مصاغ زوجته في السنوات السابقة وقطعة الأرض التي ورثها عن والده في الكسوة.

فناء الطبقة الوسطى

قدّرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدّة عدد السوريين، الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية داخل سوريا بـ "ثلاثة عشر مليون ونصف المليون سوري" وطال الخراب مساحاتٍ شاسعة من الأراضي السورية حيث أشارت دراسة محليّة إلى أنّ عدد المنازل المدمرّة في البلاد يتجاوز المليوني منزل، نزح منها حوالي الستة ملايين شخص، بينما أكد تقرير صادر عن البنك الدولي في تموز 2017، أن أكثر من 20% من المنازل في تلك البلاد (870,000 من أصل4,120,000  وحدة) أصيبت بأضرار بالغة، كما أن نسبة المدارس، والمستشفيات، والطرق، ومرافق إنتاج النفط والغاز المدمرة أو المتضررة هي أعلى من ذلك. ويُقدّر التقرير أن إزالة 15 مليون طن من الحطام في حلب وحمص وحدهما سوف يستغرق سنوات.

تهجير قسري

وفي نظرة عامة على أهم الأحداث في 2017 في حياة السوريين فقد سيطر عناصر النظام في 29 كانون الثاني على منطقة وادي بردى، خزان المياه المغذي لدمشق، وتم ذلك إثر اتفاق مع الجيش الحر قضى بخروج المقاتلين غير الراغبين بالتسوية مع عائلاتهم الى محافظة ادلب،  كما سيطرت قوات النظام في أيار على ثلاثة أحياء كانت تسيطر عليها المعارضة وهي القابون وبرزة وتشرين.

وكانت الأحياء الثلاثة تعد أبرز معاقل الفصائل المعارضة في دمشق منذ 2012. كما ازدحمت سماء سورية خلال العام بشكل غير مسبوق بالطائرات العسكرية للتحالف الدولي وروسيا في آن لضرب "داعش"، وكان للروس اليد الطولى على الأرض والجو، وأصبح لقاعدة حميميم بالساحل السوري ثقلاً كبيراً، وحظيت بنصيبٍ وافر من التغطيات الإعلامية، تدريبات جنودهم، أسلحتهم، فاعليتهم القتالية، غذاؤهم، وكيف يمضون أوقاتهم.

انتشار ظاهرة خطف الفتيات

لم يعد "تشبيح" عناصر الدفاع الوطني والميليشيات الطائفية المتواجدة في دمشق يقتصر على التجوال داخل المدينة وإطلاق المذياع بالأغاني الطائفية الاستفزازية، بل تعداه إلى طفرة جديدة ازدادت في 2017 تمثلت في خطف الفتيات أمام أعين المارة، على حد ما ذكر المواطن سامح الأشقر والذي قال: "إن سيارة دون نمرة يقودها مسلح برفقة عناصر من الدفاع الوطني، يتجولون في حي الميدان وعلى مرأى ومسمع الأهالي اقتربوا من فتاة تتسوق وحاولوا التحرش بها وإجبارها على الصعود معهم".

ويتابع الأشقر: "لم يتجرأ أحد من أصحاب المحال التجارية والمارة أن يقترب خطوة واحدة، إلا أن الفتاة ركضت محاولة الهرب منهم، لحسن حظها دخلت في شارع لا يتسع للسيارة تعلو أصوات ضحكاتهم الصفراء، وكأن شيئاً لم يكن".

التعليقات (1)

    دعاء بنت طلب فرج

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    الله يفرج عن المحاصرين بسوريا /امين ياسميع
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات