في أولى تغريدات 2018.. ترامب يفجّر أزمة جديدة مع حليف قديم

في أولى تغريدات 2018.. ترامب يفجّر أزمة جديدة مع حليف قديم
في مؤشر على تخلي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن المزيد من نفوذها وحلفائها حول العالم، تخوض واشنطن معركة دبلوماسية وسياسية جديدة مع حليفتها التقليدية في جنوب آسيا (باكستان) بعد تغريدات جديدة للرئيس ترمب.

فقد استدعت باكستان السفير الأميركي لديها (الاثنين)، بعدما انتقد الرئيس الأمريكي في تغريدته الأولى للعام 2018 باكستان واتهمها بـ"الكذب" و"الخداع" في شأن إيواء "المتطرفين".

وأعلن ناطق باسم السفارة أنه طُلب من السفير "ديفيد هايل" التوجه الى وزارة الخارجية في العاصمة الباكستانية، فيما أكد ناطق باسم السفارة الأميركية أن هايل التقى مسؤولين، لكنه أضاف: "ليس لدينا اي تعليق في شأن جوهر اللقاء". ولم تشأ وزارة الخارجية التعليق على المسألة في الوقت الحاضر.

وكان ترامب هاجم إسلام اباد في تغريدته الأولى للعام 2018، فكتب: "ان الولايات المتحدة وبحماقة أعطت باكستان أكثر من33 مليار دولار من المساعدات في السنوات الـ 15 الأخيرة، في حين لم يعطونا سوى أكاذيب وخداع معتقدين أن قادتنا أغبياء"، مضيفاً "يقدمون ملاذاً آمناً للإرهابيين الذين نتعقبهم في أفغانستان من دون مساعدة تذكر. انتهى الأمر".

وأتت تغريدة ترامب بعد ساعات على تقرير لوكالة "رويترز" أفاد بأن الحكومة الباكستانية تعتزم السيطرة على جمعيتَي "جماعة الدعوة" و"مؤسسة فلاح الإنسانية" الخيريتين التابعتين للزعيم الإسلامي حافظ سعيد، الذي تعتبره واشنطن "إرهابياً".

وعرضت واشنطن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إدانة سعيد في تلك الهجمات، لكنه نفى مراراً تورطه فيها، كما برأته محكمة باكستانية لعدم كفاية الأدلة ضده. وهو في الوقت نفسه، يؤكد أن الجمعيتين اللتين أسّسهما ويديرهما ليستا مرتبطتين بالإرهاب، وأنه يدعم الحكومة من خلال الأعمال الخيرية.

في غضون ذلك، قال مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي (الاثنين)، إن "البيت الأبيض لا يعتزم إرسال 255 مليون دولار مساعدات لباكستان هذه المرة"، مضيفاً أن "الإدارة تواصل مراجعة مستوى تعاون باكستان".

ولم يتضح حتى الآن ما الذي دفع ترامب لانتقاد باكستان، لكنه يشكو منذ مدة طويلة من أن إسلام أباد لا تبذل ما يكفي للتصدي للمتشددين على حد وصف واشنطن.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت في 29 كانون الأول/ ديسمبر الماضي أن إدارة ترامب "تبحث بعمق" ما إذا كانت ستوقف مساعدات بقيمة 255 مليون دولار لباكستان. وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين سعوا للقاء عضو في شبكة "حقاني" المرتبطة بحركة "طالبان" بعد اعتقاله في باكستان في محاولة للحصول على معلومات في شأن أميركي محتجز رهينة لكن طلبهم قوبل بالرفض.

بالمقابل، سارعت باكستان الى الرد، معلنة أنها قدمت الكثير للولايات المتحدة وساعدتها في القضاء على تنظيم القاعدة، فيما لم تحصل سوى على "الذم وعدم الثقة"، في تعليقات غاضبة من وزيري الخارجية والدفاع.

وأكد وزير خارجية باكستان خواجه آصف (الثلاثاء) أن بلاده ترفض المساعدات الأميركية، رداً على انتقادات ترمب. وقال آصف فى مقابلة حصرية أجراها مع قناة "جيو" الباكستانية: إن "الولايات المتحدة تكيل التهم لباكستان بسبب إخفاقها في أفغانستان، وشعور ترمب شخصيا بخيبة الأمل إزاء هزيمة بلاده هناك". 

وأضاف: "لا نريد المساعدات الأميركية، ويمكن لترامب أن يرجع لإدارته في شأن أسباب تقديم هذه المساعدات، فباكستان قدمت خدمات فعلية للولايات المتحدة باستخدام طرقها البرية والبحرية والحديدية".

وحول الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان، أكد وزير الخارجية الباكستاني أن "المفاوضات السلمية تمثل الحل الوحيد للأوضاع في أفغانستان، وإنه يتعين على الولايات المتحدة أن تتفاوض مع طالبان".

وحذر أيضا من أن بلاده ستدافع عن سيادتها في حال قيام الولايات المتحدة بتنفيذ غارات بطائرات من دون طيار على أراضيها، مؤكدا أن سياسة بلاده الخارجية تركز على حماية مصالحها القومية.

وتنفي إسلام اباد باستمرار الاتهامات لها بالتغاضي عن العمليات المسلحة، منتقدة الولايات المتحدة لتجاهلها الآلاف الذين قتلوا على أراضيها والمليارات التي أنفقت على محاربة "المتطرفين" على حد قولها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات