نازحو ريف حماة من نار الحرب إلى قسوة الشتاء (صور)

نازحو ريف حماة من نار الحرب إلى قسوة الشتاء (صور)
أدت حملة النظام العسكرية الأخيرة على ريف حماة الشرقي التي بدأت مطلع تشرين الأول/أكتوبر العام المنصرم واستمرت حتى الأيام الماضية من هذا العام إلى نزوح قرابة الـ 300 ألف نسمة إلى وجهات عدة في الشمال السوري، بالتزامن مع دخول فصل الشتاء مما جعل معاناتهم تتضاعف في ظل تراجع دور المنظمات الإنسانية والإغاثية وغياب المساعدات.

فرّ أهالي ريف حماة الشرقي من ويلات حرب شنها النظام مدعوماً بمئات الغارات الجوية الروسية، فاصطدموا بواقع مأساوي للغاية في المناطق التي نزحوا إليها حيث تنعدم كل مقومات الحياة مع افتقارهم للخيام التي باتت تعتبر المأوى الوحيد لهم في هذا الوقت حيث تقيهم برد الشتاء القارس.

ومع دخول فصل الشتاء ازدادت معاناة النازحين خاصة كبار السن والمرضى والأطفال الذين يعانون من البرد الشديد في الوقت الذي لا تجد بعض العائلات من النازحين الأغطية والملابس التي تقيهم من البرد.

(جاسم الخليف) رب أسرة من قرية ربدة شرق حماة قال لأورينت نت، إن "مئات الأسر من قرى ربدة وعرفة وقصر شاوي وأم زهمك وقصر بن وردان وسروج وأبو عجوة والحوايس والرهجان وأم ميال والمستريحات وقرى أخرى فرت من الحرب التي اندلعت في منطقتهم بين ميليشيا النظام والفصائل المقاتلة ومحاور أخرى بين النظام وتنظيم داعش" .

وأضاف جاسم قائلاً إن "الحرب التي بدأت تدور رحاها في منطقتهم دفعتهم إلى النزوح نحو مناطق سنجار بريف إدلب الجنوبي وسط ظروف إنسانية صعبة دون أن يتمكنوا من جلب الخيام أو ألبسة"، وأردف "فقط كنا نحاول النجاة بأرواحنا".

وتابع أن الحرب بدأت تتواصل بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام وسط عمليات عسكرية للأخيرة إضافة للغارات الجوية الروسية في عمق المناطق الشرقية لريف إدلب، مما أجبرهم على مواصلة النزوح إلى جهات عدة في مناطق الشمال السوري لتحط بهم الرحال في ريف حماة الغربي. بحسب قوله.

وأضاف "وجدنا أنفسنا مع مئات الأسر في وضع يفتقر لأبسط مقومات الحياة دون أن تقف إلى جانبنا أي منظمة إنسانية وتقدم لنا الخيام" مشيراً إلى أن هناك أسر تفترش الأرض تحت قطعة من البلاستيك لتقي أطفالها الأمطار التي بدأت بالهطول بشكل غزير مع استمرار البرد القارس .

من جانبه، قال الناشط الحقوقي وعضو في نقابة المحامين الأحرار بحماة (محمد فارس) إن "عدد النازحين من ريف حماة الشرقي وصل إلى أكثر من 300 ألف نسمة بينهم مئات الأطفال. حيث كانت وجهة معظمهم إلى مناطق ريفي حماة الشمالي والغربي"، مشيراً في حديث لأورينت نت إلى أن جل الأسر لا تمتلك حتى خيمة تسكن فيها إليها مما دفعهم للعيش في المباني المدمرة بسبب القصف بعد إصلاحها بشكل جزئي.

وأضاف "لكن تبقى مقومات أخرى للحياة كالطعام ودواء الأطفال ووسائل التدفئة حاجات ماسة لهم ولا يمكن الاستغناء عنها"، مطالباً الجهات الإنسانية للمبادرة إلى مد يد العون لهؤلاء النازحين وتقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات إنسانية وغذائية .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات