واشنطن بوست: على ترامب مطابقة أقواله بالأفعال في سوريا

واشنطن بوست: على ترامب مطابقة أقواله بالأفعال في سوريا
تناولت صحيفة (واشنطن بوست) في تقرير لها النقاط الأساسية التي يجب على الولايات المتحدة القيام بها في سوريا لتحقيق مصالحها وخلق توازن بين شركائها المحليين في سوريا والدول الحليفة لها بالاستناد إلى إعلان وزير الخارجية عن استمرار التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة.

مصالح أمريكية طويلة الأمد في سوريا

تشير المعركة الدامية الحاصلة بين حلفين للولايات المتحدة في شمال سوريا بوضوح، أنه على الرغم من النهج الجديد الذي اتبعته إدارة (ترامب) في سوريا؛ إلا أنها ما تزال ينقصها الإرادة والنفوذ اللازمين لقيادة حل لـ "الأزمة" السورية أو حتى للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة هناك.

وعرّف وزير الخارجية (ريكس تيلرسون) بشكل صحيح التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في فترة ما بعد تنظيم الدولة "داعش" في سوريا، في خطابه منذ أسبوعين في كاليفورنيا. بما في ذلك مواجهة التهديد الإرهابي المستمر، والتوسع الإيراني والعدوان الوحشي المستمر من (بشار الأسد) عبر الإعلان عن بقاء القوات الأمريكية في البلاد، وبدا (تيلرسون) مدرك لضرورة النفوذ الميداني على الأرض بالنسبة للولايات المتحدة لتحقيق أهدافها. 

وأخبرت مصادر رسمية داخل إدارة (ترامب) الصحيفة، أن رسم سياسة لسوريا تتطلب جهداً هائلا، حيث نصح العديد من الرسميين السابقين في إدارة (أوباما) بالتركيز فقط على تنظيم الدولة "داعش" وترك باقي الصراع في سوريا ليتساقط أينما كان، حيث ما تزال هناك فئة من صناع القرار تريد أن تغادر المنطقة بأسرع وقت ممكن. 

وبينما تصرح الإدارة الحالية بوجود مصالح طويلة الأمد للولايات المتحدة في سوريا، لا تزال تفتقر هذه التصريحات لخطة حقيقة، فما هو واضح إلى الآن أن الالتزام الحالي للإدارة الأمريكية في سوريا غير كافي. 

الفراغ الذي ولدته إدارة ترامب وأوباما

"إن الذين يعرفون التاريخ يعرفون أن كل شيء هو مسألة النفوذ" يقول الكاتب الفرنسي (برنار هنري ليفي) في تصريح للصحيفة، ويرى (ليفي) حيث تستمر معركة تركيا العسكرية على حدودها مع سوريا في الأسبوع الثاني، وقد اختارت إدارة (ترامب) تأييد الحملة تكتيكياً، أن ذلك يعتبر خيانة للأكراد، الذين قاتلوا تنظيم "داعش" إلى جانب الولايات المتحدة، ودعموا وتشاركوا قيم وأهداف الولايات المتحدة.

وبحسب وجهة نظره، فإن كلاً من إدارة (ترامب وأوباما) تخلت عن مسؤولياتها وعن "القيادة" في سوريا، مما خلق فراغ تتعجل القوى الشمولية في روسيا وإيران وتركيا لشغله، حيث ترى هذه القوى أن الولايات المتحدة هجرت الأكراد العراقيين عندما هاجمتهم الميليشيات العراقية والإيرانية السنة الماضية، وبناء عليه خلصوا أنه لا حساب للهجمات الحالية ضد الأكراد السوريين، على حد قوله. 

ويرى (ليفلي) أن "المصلحة الحقيقية لأمريكا هي في دعم الأكراد، لأنهم حلفاء مخلصون" مشيراً إلى أن "أردوغان ليس حليفا مخلصا" وأن تسامح الولايات المتحدة مع الهجوم التركي يعتبر "فضيحة" بحسب تعبيره.

خلق توازن بين شركاء الولايات المتحدة

وكان (تيلرسون) قد قال الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة تحاول إقناع تركيا بالحد من الهجمات التي تشنها ضد الأكراد في منطقة عفرين، ولكن ما يجري خلف الكواليس، هو مسارعة المسؤولين الأمريكيين لمنع القوات التركية من مهاجمة منبح، حيث تتواجد القوات الأمريكية، وهو الأمر الذي هدد (أردوغان) بفعله.

ويجادل البعض، أن الولايات المتحدة يجب أن تحترم المخاطر التي تهدد الأمن التركي، ولكن ليس من خلال رمي الأكراد تحت الحافلة، وفقاً لـ (الواشنطن بوست) ومع ذلك، فحتى لو استطاع فريق (ترامب) تحقيق هذا التوازن، فإنه لن يستطيع مواجه الخلل الأساسي في استراتيجيته بسوريا، والتي ينقصها النفوذ الكافي على الأرض لخلق رؤية (تيلرسون).

"الزمنا أنفسنا بشكل تكتيكي صارم، بمعارك قصيرة النظر، منذ البداية في سوريا، مما أدى إلى تفاقم هذه القضايا الاستراتيجية، بما فيها العلاقة مع تركيا، والحرب الأهلية في سوريا ومواجه إيران" يقول (وائل الزيات) المسؤول السابق في وزارة الخارجية، والذي يدير منظمة غير ربحية تدعى "Emgage".

وبحسب الصحيفة، فإن إدارة (ترامب) تستمر بتكرير العديد من الأخطاء الرئيسية التي ارتكبها (باراك أوباما) فلا تزال الولايات المتحدة تعتمد على روسيا لممارسة الضغط على نظام الأسد، الأمر الذي أتضح أن موسكو غير راغبة أو غير قادرة على القيام به. 

كما تراهن إدارة (ترامب) على عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي كانت فاشلة دائماً، باعتبارها الطريق للحل السياسي، وأن الجهد المبذول لمواجهة إيران في سوريا لا تتوفر له الموارد الكافية، وليس هناك ضغط حقيقي على الأسد لوقف فظائعه الجماعية.

الخيارات الأمريكية في سوريا

تقول الصحيفة، إنه وبعيداً عن التواجد الكبير للقوات الأمريكية والذي لا ينصح أحد به، هنالك العديد من الطرق التي تمكن الولايات المتحدة من زيادة قوتها في سوريا. أولاً، على الولايات المتحدة ألا تهجر الأكراد الذين دربتهم، لأن هذا من الممكن أن يذهب بهم لإبرام صفقة مع نظام الأسد أو الروس، ولما في ذلك من عواقب وخيمة.

ثانياً، على الولايات المتحدة، أن تتحرك لزيادة تأثيرها على المجموعات العربية التي تسيطر وتدافع عن المناطق ذات الغالبية السنية، وهذا يعني استئناف دعم الثوار المعتدلين، خصوصا في إدلب، حيث يقوم نظام الأسد وشركاءه بالتقدم، كما يعني أيضاً، إدخال عناصر عربية أكثر لقوات "قسد" ودعم الحكم المحلي في المناطق التي لا تخضع لسيطرة الأسد. 

ثالثاً، يجب على إدارة (ترامب) أن تزيد الضغط على الأسد والروس والإيرانيين، بما في ذلك العقوبات، كما أن التهديد الموثوق الصادر عن قوات الولايات المتحدة أو أي مصدر آخر ربما يقنعهم بالوفاء بمعاداتهم، في مناطق "خفض التصعيد" والتي يقومون بانتهاكها ويفاوضون عليها، والتي إلى الآن، ليس لديهم نية للقيام بذلك.

وتختم الصحيفة "بعد مرور عام على رئاسة (ترامب) تقول إدارته إن الولايات المتحدة لديها مصلحة طويلة الأمد في سوريا. الخطوة التالية هي مطابقة تلك الكلمات مع الأفعال".

لقراءة التقرير باللغة الإنكليزية (اضغط هنا)

التعليقات (1)

    ادريس

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    لا مكان للغرباء في سوريا . على امريكا و روسيا و ايران و كل مرتزقة العالم الخروج من سوريا و الدفاع عن الحق و العدالة حتى و ان لم تفعلوا فاتركوا اهلها يدبرون شؤونهم . الاستعمار و النهب و الثروة و خوفكم على اسرائيل الارهابية كل ذلك جعلكم تتسارعون و تتنازعون على سوريا و كانكم كلاب وحشية .
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات