وكان لافتاً في المقابلات عدم معرفة الناس بالمؤتمر وظهر ذلك جلياً في إجاباتهم على سؤال "ماذا تعرف عن سوتشي" حيث اعتبره أحدهم اسم لمطعم في حين قال آخر إن "سوتشي" اسم لوجبة طعام.
إلا أن سمة الهروب من الإجابة كانت سائدة في المقابلات، ما أثار حفيظة السائل ودفعه لإجبار بعضهم للإجابة على سؤال يبين الفرق بين سوتشي وجنيف بقصد مهاجمة مؤتمر جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة وكسب التأييد لمؤتمر سوتشي.
وفي وسيلة إعلامية أخرى، جاءت الإجابات على عكس ما تشتهي الوسيلة ما دفعها إلى عنونة الاستطلاع بـ"إجابات صادمة" حيث أجمعت الآراء على أن العدد المشارك ضخم وكبير (في إشارة إلى الوفد الذي أرسله النظام) مشككة في قدرة روسيا في إيجاد حل في سوريا بمنأى عن الدول الأوروبية وأمريكا، في المقابل لم تخلو الاستطلاعات من آراء تشبيحية للنظام وروسيا دون إبداء أي رأي بمؤتمر سوتشي خوفاً من المحاسبة في حال توجيه أي انتقاد كما بدا ذلك في المقابلات.
وانفض (الثلاثاء) مؤتمر سوتشي الذي ضم نحو 1600 شخصية معظمها موالية لنظام الأسد، بعد أن شهد أحداثاً "درامية" مختلفة، تنوعت بين الاعتصام في المطار، والانسحاب من جلسات المؤتمر والعودة إليه، وتعيين اللجان، إلى تهميش دور الأمم المتحدة، ومقاطعة الدول الغربية لفعاليات المؤتمر برمته.
وقوبل المؤتمر برفض شعبي لاعتبار راعية المؤتمر روسيا هي دولة احتلال لسوريا، وأنه لا يمكن التفاوض معها على أراضيها وإنما المفاوضات المقبولة تكون فقط تحت مظلة الأمم المتحدة وخارج الأراضي الروسية، إضافة لسعي موسكو جاهدة لتأمين شروط نجاح مبادرتها من خلال خلق حالة تأييد بجعل "المعارضة السورية" أغلبية مؤيدة لها أو موافقة لخطتها لشكل الحل في البلاد، وذلك عبر إقرار دستور وفق رؤيتها، فضلاً عن بحث المؤتمر عن آلية لإعادة تأهيل النظام وبقاء بشار الأسد في السلطة عبر الشخصيات المدعوة التي تدين معظمها بالولاء للنظام ولروسيا.
التعليقات (1)