النظام يحوّل مجمعاً للنازحين في السويداء إلى معتقل لآلاف السوريين! (صور)

النظام يحوّل مجمعاً للنازحين في السويداء إلى معتقل لآلاف السوريين! (صور)
كشفت مصادر محلية في مدينة السويداء لأورينت نت عن تحويل النظام مجمعاً للنازحين السوريين إلى معتقل يحتجز فيه قرابة 5 آلاف مدني جلهم من مدن الجزيرة السورية.

وكانت السويداء قد استقبلت على مدى السبع سنوات الماضية آلاف من الذين فروا من القصف والدمار من مختلف المدن السورية، واستقروا في المحافظة التي بقيت هادئة نسبياً قياساً بما حصل من قتل وتهجير في باقي المدن السورية الثائرة.

وعلى خلاف المخيمات التي بنيت للمهجرين بفعل قصف النظام في الشمال السوري، أقام ضيوف السويداء في منازل المدنيين من سكان المحافظة، فاستأجروا بيوتاً وانخرط بعظهم بمشاريع اقتصادية في محاولة لإكمال حياتهم بشكل طبيعي.

أما القسم الذي لم يتمكن من استئجار منزل في المدينة وريفها، فقد توجه إلى "معسكر الطلائع" في قرية (رساس) بريف السويداء، ليقطن في الغرف الاسمنتية، وسط ظروف أقل ما يمكن وصفها بالمأساوية، بعيداً عن عدسات وسائل الإعلام.

سجن يديره الأمن العسكري

ويؤكد (وائل الأحمد) مسؤول في مكتب السويداء الإعلامي، أن "فرع الأمن العسكري في السويداء يشرف بشكل مباشر على حراسة المعسكر، ويقوم الفرع عبر ثلاث نقاط مسلحة تابعة له بحراسة المعتقل، مانعاً أي شخص من مغادرته؛ إلا لظروف معينة ولمدة محددة، كما يمنع الفرع خروج أي عائلة بشكل كامل من داخل المركز".

وأوضح (الأحمد) في حديثه لأورينت نت، أن "حافلات مخصصة تنقل التلاميذ من المعسكر إلى مدارسهم وإعادتهم في الوقت المحدد، كما يفرض على عدد كبير من المقيمين فيه زيارة فرع الأمن العسكري كل فترة".

وبحسب (الأحمد) فإن الدفعة الأخيرة التي جاءت بعد عام 2016 من شمال شرق سورية، أدخلت عنوة إلى المعتقل هذا، حيث تم نقلهم عبر باصات للأمن العسكري من شرق السويداء إلى داخل المعسكر.

"معتقل نازي"

وكانت وسائل إعلام قد أكدت منذ العام 2016 أن المعسكر مرصود بقنّاصة يتمركزون على سطح المدرسة داخل المعسكر، وفيه مفرزة أمنية عند المدخل تمنع دخول أي شخص لا يحمل إذناً من المحافظ أو من القوى الأمنية، كما تمنع خروج أي نازح لا يحمل إذناً بالمغادرة، ممهوراً بتوقيعات قيادة المعسكر والمفرزة الأمنية هناك، مشيرة إلى أن "المعسكر" يشبه إلى حد كبير "معتقلات ومعسكرات النازية" اثناء الحرب العالمية الثانية.

من جانبه، أفاد (غيث فياض) وهو ناشط من مدينة السويداء، أن عدد  القاطنين داخل معسكر الطلائع في قرية (رساس) بلغ قرابة 5 آلاف مهجّر.

وأوضح (الفياض) في حديث لأورينت نت بأن "معظم الوافدين المقيمين داخل المعسكر ينحدرون من مناطق شمال سورية (دير الزور والرقة وريف حلب) ويقدر عددهم بحوالي (3200) مهجّر، مشيرا إلى أن تاريخ نزوح هؤلاء بدأ بعد عام (2016) وأن العدد الباقي من المهجّرين في السويداء يتوزعون على محافظات (درعا والقنيطرة وريف دمشق والحسكة) والحصة الأكبر من هؤلاء الوافدين هم من محافظة درعا.

ظروف صعبة

ويفتقر المعتقل الذي تطلق عليه قوات أمن النظام "مركز الإيواء" للكثير من مقومات الحياة، لاسيما أن المشكلة الإنسانية تفاقمت بعد تهجير الآلاف من أهالي أرياف حلب ودير الزور والرقة (أي بعد عام (2016) حيث يغيب المعتقل عن وسائل الإعلام عدا تلك التابعة لنظام الأسد وميليشيا "حزب الله" بهدف الترويج للنظام ومسؤوليه، وفقا لمصدر خاص من داخل المعسكر.

ويضيف المصدر (رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية) بحديثه لأورينت نت أن "نزوح المدنيين من شمال شرق سوريا تسبب بازدحام كبير داخل المعتقل، نتيجة عدم قدرة المكان على استيعابهم ضمن الغرف الإسمنتية، ما استدعى إنشاء خيام لسد العجز".

كما أكد "المصدر" أن المركز يحتاج لبناء عدد إضافي من الغرف الإسمنتية، وتحسين البنية التحتية، وهو بأمس الحاجة لفتح مراكز تأهيل وتدريب ودعم نفسي وخاصة للأطفال، والأهم من ذلك نقل إدارة المركز لسلطة مدنية من المختصين.

أين تذهب المعونات؟

ونوه المصدر إلى أن المكان يفتقد لعيادات طبية مختصة ومدارس، والأمر الذي يزيد من معاناة النازحين عمليات سرقة المعونات المقدمة لهم، خصوصا المعونات الصحية، حيث تقوم منظمة الهلال الأحمر في السويداء بتوزيع بعض المعونات لقاطني المعتقل، ولكن عبر لجنة إشراف مكلفة من محافظ السويداء، حيث تتسلم الأخيرة المعونات من منظمة الهلال الأحمر لـ "تشرف" على توزيعها للنازحين، مشيراً إلى أنه "في وقت سابق حاولت منظمة الهلال الأحمر توزيع المعونات بشكل مباشر، إلا أنها واجهت معوقات كبيرة من قبل المحافظة".

وعن دور مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية قال "المصدر": "للأسف هناك دور بسيط وضعيف جدا لهذه المنظمات، حيث يقتصر عمل هذه المؤسسات على بعض ورش الدعم النفسي، والحفلات الترفيهية، ولم تتمكن من أخذ أي دور فاعل في التعاطي مع المقيمين في المركز".

يشار إلى أن محافظة السويداء كانت قد استقبلت الآلاف من النازحين من المحافظات السورية، على مدى السنوات السابقة من عمر الثورة السورية، ومع حسن استقبال أهالي المدينة للمهجرين، إلا أنهم يتعرضون لانتهاكات وابتزاز مستمر من قبل ميليشيات النظام، وفقاً لمصادر من المهجرين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات