هآرتس: لهذه الأسباب بدأت روسيا باستخدام طائرة "الشبح" في سوريا

هآرتس: لهذه الأسباب بدأت روسيا باستخدام طائرة "الشبح" في سوريا
انتشرت تقارير مؤخراً تشير إلى بدء روسيا باستخدام طائرات الشبح والتي تنتمي للجيل الخامس في سوريا. صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تبين الأسباب التي دفعت بروسيا لإدراج أحدث الطائرات التي تمتلكها في سوريا.

وتشير الصحيفة، إلى أنه غالباً ما تتسارع الأسلحة الجديدة للظهور في أوقات الحرب، ويتم إدراجها في الخدمة قبل  أن تختبر بشكل صحيح. فخلال المعارك، لا يوجد الكثير من الخيارات، وأي سلاح جديد يمكن أن يلعب دوراً مهماً في ساحة المعركة. ومع ذلك، فروسيا لا تخوض حرباً في الوقت الحالي، والنزاع منخفض الحدة في سوريا، فالطائرات الروسية والتي تقصف جيوب الثوار عشوائياً، الأمر الذي يسبب مقتل مئات المدنيين أسبوعيا، تضربهم لإخضاعهم على الأرض، حتى تتمكن قوات حليفها (بشار الأسد) وحلفائه بالوكالة من استعادة الأراضي في نهاية المطاف.

وبالتالي، ترى الصحيفة، أنه لا يوجد مبرر عسكري لروسيا لنشر مقاتلات الشبح الأكثر تطوراً لدى روسيا لحد الآن، في سوريا. حيث قامت في الأسبوع الماضي، بإرسال أربع طائرات من طراز سوخوي "سو-57" إلى "قاعدة حميميم الجوية".

كانت أول مرة استخدمت فيها طائرة "سو-57"، قبل ثماني سنوات، في كانون الثاني 2010. وكمثيلاتها من أنظمة الأسلحة الجديدة، شهد تطورها وقتاً طويلاً وشاقا. وتشير الصحيفة، أنه وحسب المعلومات المتاحة، فلم تنتج روسيا سوى 10 نماذج قابلة للطيران حتى الآن، حيث إن عمليات التسليم إلى العميل الرئيسي لدى سوخوي - القوات الجوية الروسية - لم تتم بعد.

وتهدف روسيا إلى أن تكون هذه الطائرات هي المقاتل الشبح الأول في الخدمة الروسية. بسبب شكلها الإيرودناميكي، وموادها التي تقلل إلى حد كبير إمكانية كشفها في الرادار. 

وبناء عليه، تسأل الصحيفة، ما الذي دفع بموسكو لإرسال أربعة نماذج من طائراتها القيمة على نحو غير متوقع، وتعطيل برامج الاختبار التي تخضع لها هذه الطائرات التي لم تصل بعد للقدرة التشغيلية الأولى والمعروفة باسم (IOC)؟

مهام جوية ضد الثوار

وبحسب الصحيفة، لا يوجد مبرر بسيط ومباشر لهذه الخطوة. وعلى غرار طائرات الشبح الشبيهة، فأن "سو-57" تحمل أسلحتها داخل خلجان بجسم الطائرة لتحد من التقاطها بواسطة الرادار، الأمر الذي يؤدي للحد من قدرتها على حمل الذخائر الجوية – الأرضية التي يمكن أن تحملها (لأنها ستحمل صواريخ جو - جو للدفاع عن النفس)، مما يجعلها غير فعالة في عمليات القصف على الغوطة الشرقية وإدلب.

ضمن المهمات الجوية، تستخدم مقاتلات الشبح المحسنة، لضرب أهداف عالية القيمة بدون أن تستهدف من البطاريات المضادة للطائرات. حيث تستخدم ميزاتها التي تمكنها من المراوغة لاختراق الدفاعات الأرضية وتنفيذ ضربات عالية الدقة.. كل هذه القدرات المتقدمة لا لزوم لها خلال الطلعات الجوية الروسية الروتينية في سوريا والتي تتكون من إسقاط طن من المتفجرات فوق المستشفيات والمخابز.

كما أن الجماعات العسكرية الثورية في سوريا لا تمتلك دفاعات مضادة للطائرات. وأفضل ما يمتلكونه، بحسب الصحيفة، صواريخ "ستريلا" المحمولة على الكتف والتي تعود للحقبة السوفيتية، والتي تمكنوا من خلالها من تحقيق بعض النجاحات ضد طائرات نظام والطائرات الروسية التي تحلق على علو منخفض. ولكن هذا لم بردع الروس، الذين عادة ما يقصفون من ارتفاعات تتجاوز نطاق "ستريلا"، الأمر الذي يجعل وجود "سو-57" غير ضروريا ضد هذه المقاومة التي لا تكاد تذكر.

وقد قدم بعض الخبراء تفسيراً مفاده أن الطائرة "سو-57" يجري نشرها لتدريب الطواقم الجوية وطواقم الصيانة وتزويدهم بتجارب قتالية على الطائرة جديدة. والذي ينقصهم المعرفة الأساسية للطائرات الشبحية ويلزمهم عدة أشهر، إن لم يكن سنوات، لاكتساب الدراية الكافية لاستخدام هذه الطائرات بكفاءة في الخارج.

مواجهة مع الطائرات الأمريكية

 

وتشير الصحيفة، إلى نظرية أخرى أثيرت في الأيام الأخيرة. وهي أن طائرات "سو-57" ستواجه أي ضربة جوية أمريكية أخرى ضد المرتزقة الروس، على غرار تلك التي حصلت في شرق سوريا، في مطلع هذا الشهر والتي أدت بحسب تقارير إلى مقتل ما يقرب من 200 مرتزق. لكن الولايات المتحدة، والتي يفترض أنها ستواجه، لديها أربع قوى أكثر تفوقاً بكثير في المنطقة، بما في ذلك مقاتلاتها الشبح "أف – 22". مواجهة أربعة طائرات متطورة أمام أخرى لم تختبر أبدا على أرض الواقع، سيناريو لا يمكن أن يخطط له الكرملين والذي آخر ما قد يرغب به هو المخاطرة بإذلال طائرته النفاثة الأكثر تقدما بإسقاطها فوق سوريا.

وتضيف الصحيفة، إن نشر ما يقارب من نصف النماذج التي أنتجتها "سوخوي" في سوريا، لن يؤدي فقط إلى تأخير في برنامج الاختبار الخاضعة لها، باعتبار أنها ستستخدم ضمن نطاق محدود، مع عدم تنفيذ أهداف في شروط ملائمة خاضعة للقياس بشكل مناسب، بل أنه يخاطر بكشف بعض القدرات الفريدة للطائرة، لكل رادار يبلغ نطاقه 400 كيلومتر عن "قاعدة حميميم الجوية" حيث يوجد الكثير منهم. غير أنه أن من الأكيد، أن "الناتو" سيركز على الكشف عن "سو-57" للحصول على قراءات الرادار وأجهزة الاستشعار.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات