كيف يرى سوريون نهاية الحملة على الغوطة؟

كيف يرى سوريون نهاية الحملة على الغوطة؟
توقع قرابة نصف المصوتين على استطلاع رأي أجراه موقع أورينت نت، بأن تكون الغوطة الشرقية ساحة لمعركة حاسمة ضد قوات الأسد، بالرغم من أن الأخير وحلفاءه يشنون حملة إبادة على المنطقة المحاصرة منذ عشرة أيام، أسفرت عن مقتل أكثر من 550 شخصاً.

وكان موقع أورينت نت استطلع أراء متابعيه الأسبوع الماضي حول مصير الغوطة الشرقية في ظل الحملة العسكرية لنظام الأسد وحلفائه عليها، حيث صوت أكثر من 47% بأن تكون الغوطة ساحة لمعركة حاسمة مع النظام، في حين رأى قرابة 38% من المصوتين بأن تكون سيناريو ثان لما جرى لأحياء مدينة حلب الشرقية المحاصرة عام 2016، والتي أسفرت حملة النظام عليه عن اخراج فصائل الثوار وتهجير العشرات من أهلها إلى الريف الشمالي، بينما رجّح ما نسبته 15% من المصوتين استمرار المجازر في المنطقة.

تأييد جمهور الثورة

"تدل نسبة التصويت الأعلى على الاستطلاع من قبل المصوتين على تأييد شعبي من قبل جمهور الثورة للمقاتلين المدافعين عن الغوطة" بحسب الصحفي السوري (أيمن محمد) والذي يرى أن التصويت بهذه النسبة يعكس مدى ثقة هذا الجمهور بقدرة الثوار على امتصاص هجوم النظام ومن وراءه دولة إقليمية (إيران) ودولة عظمى (روسيا)، وتحويله لهجوم يكسر جبروت النظام وحلفائه.

ويؤكد (المحمد) أن ثاني أعلى نسبة في الاستطلاع (تكرار سناريو حلب) يعكس مدى فقدان ثقة السوريين بالمجتمع الدولي والذي تغافل أكثر من مرة عن مأساة السوريين لا سيما في حلب والغوطة، وعجزه عن وضع حد للنظام وإجرامه.

آخر الجبهات

ويذهب في هذا الاتجاه الصحفي السوري (خالد الخلف) والذي يوافق (المحمد) على أن نتائج الاستطلاع تعطي مؤشرات واقعية لاتجاه الرأي العام السوري حيال ما تشهده الغوطة اليوم، فالغالبية العظمى من السوريين وفقا لـ (الخلف) "ترى في غوطة دمشق آخر الجبهات التي يمكن التعويل عليها واقعيا في كسر شوكة نظام الأسد، سيما مع الحاضنة الشعبية للثوار، والتصاقها الجغرافي بالعاصمة دمشق، وطبيعة فصائلها ومقاتليها المحليين والمتجانسين، الذين صمدوا لسنوات من الحصار القاسي منذ عام 2013، والمحافظين على مساحة تقدر بحوالي 100 كيلو متر مربع،  عدا عن كونهم قادرين على استهداف النظام في عقر داره وفي أكثر المواقع حساسية لديه".

ويؤكد الصحفي السوري، أن "الغوطة في أذهان السوريين هي رأس الحربة في مقارعة نظام الأسد، والذي استعاد بعض قوته وهيبته - بمساندة روسية سياسيا وعسكريا، وخاصة مع تراخي جبهات الجنوب واشتعال الصراعات الداخلية والمحلية في جبهات الشمال".

الغوطة ليست حلب

أما بالنسبة لتكرار سيناريو حلب، يرى (الخلف) أنه "الخيار الأكثر سوداوية الذي يشعل هواجس السوريين، فقد يتسلل التشاؤم واليأس لبعضهم، وخاصة مع تقدم نظام الأسد خلال العام الماضي، مع اعتماده على سياسة (القضم البطيء) التي أدت إلى استعادة سيطرته على بعض المناطق، إلا أن اختلاف الظروف والسياق ببن الحالتين (حلب - الغوطة) يؤدي لاختلاف النتائج" كما يقول، ويزيد "في حلب كان النظام يسيطر على نصف المدينة، ويقاتل على جبهتين من داخل المدينة وخارجها، إضافة إلى قوة وزخم التدخل الروسي حينذاك، ولعدة اعتبارات سياسية وإقليمية حينها عدة مكنت النظام من السيطرة على المدينة".

وفيما يتعلق بالنسبة الضئيلة نوعاً ما والتي رجحت استمرار المذبحة في الغوطة، توقع (الخلف) أن يكون سببه التغطية الإعلامية والإنسانية الضخمة من وسائل إعلام عالمية كبرى، والتي خلقت رأي عام عالمي شعبي حول مأساة الغوطة، عدا عن أن روسيا لن تدعم نظام الأسد وتغطيه سياسيا إلى ما لا نهاية، فهناك كلفة سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة لها حدود معينة، وفي اليوم الذي ترفع روسيا يدها عن نظام الأسد، قد نشهد خلال أشهر وصول الثوار إلى ساحة الأمويين.

التعليقات (1)

    Majed

    ·منذ 6 سنوات شهر
    القتلى 550 .. العدد اكبر من ذلك بكثير .. ولكن وسايل الاعلام .. تخفي الحقيقة .. لماذا ؟؟؟
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات