مجلة تابليت: لهذا السبب أخفى أوباما جرائم الأسد عن الشعب الأمريكي

مجلة تابليت: لهذا السبب أخفى أوباما جرائم الأسد عن الشعب الأمريكي
نشر الصحفي (توني بدران)، محلل شؤون الشرق الأوسط في مجلة "تابليت" الأمريكية، وزميل الأبحاث في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" تقرير كتبه وأعده للمجلة (قاسم عيد)، الناجي من مجزرة الغوطة آب 2013 التي خلفت 1400 قتيل. (عيد) يورد كواليس لقاءه بمسؤولين في إدارة أوباما ومحور الأحاديث التي دارت مع سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة (سامانثا باور).

ويشير (عيد) أنه في الشهر الماضي، دافعت (سامانثا باور) عن الإرث المخجل للرئيس (أوباما)، الذي مكن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها السوريين. فعندما سألت في حوار أجرته معها شبكة "NBC" من قبل الصحفي (تشاك تود) حول إذا ما فكرت بتوجيه ضربات لنظام (الأسد) قالت إنها تتفق مع مستشار (أوباما) للأمن القومي (بن رودس) في إعادة كتابة التاريخ والدفاع عن القرار الذي اتخذه (أوباما) بعدم ضرب نظام (الأسد) بعد مذبحة آب 2013.

وبحسب (باور) و(رودس) فإن (أوباما) كان على حق في توخي الحذر والتفكير في المخاطر التي يمكن عن تنجم من مثل هذا الضربات، الأمر الذي كان يمكن أن يترك الولايات المتحدة "معزولة" على حد تعبيرهم، إلا أن (عيد) يقول إن (أوباما) هو من اتصل بالرئيس (فرانسوا هولاند) لمنع الطائرات المقاتلة الفرنسية من ضرب (الأسد).

أبرم (أوباما) صفقة مع الروس بعد المجزرة الكيماوية في آب 2013 بغرض تدمير برنامج (الأسد) الكيميائي تماماً. إلا أن هجمات (الأسد) الكيميائية، بحسب التحقيق الأخير للأمم المتحدة، استمرت على الرغم من ادعاءات (أوباما) بان تدمير برنامج الأسد الكيمائي كان ناجحاً. حيث يثبت هجوم نيسان 2017 أن (الأسد) لا يزال يمتلك مخزونات ضخمة من الأسلحة الكيميائية. بالإضافة إلى هجمات غاز السارين التي قام بها ضد المدنيين في خان شيخون، حيث رد حينها الرئيس (ترامب) بشن ضربات ضد المطار الذي كان يستخدم لإطلاق هذه هجمات. ويضيف (عيد) أن جميع زعماء دول العالم أيدوا قرار (ترامب)، حتى شخصيات مهمة في إدارة (أوباما) منهم وزيرا الخارجية (هيلاري كلينتون) و(جون كيري) وشخصيات أخرى من كلا الحزبين بما في ذلك 78 عضوا في مجلس الشيوخ. ومن الغريب، يقول (عيد) صمت (باور) بينما انتقد شريكها، (بن رودس) الهجوم على تويتر.

الانطباع الأول للقاء باور

ويورد (عيد) كيف أنه التقى السفيرة (سامانثا باور) في الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة في بعثة في 14 نيسان 2014 بعد شهرين من فراره من سوريا وأقل من عام من هجوم (الأسد) باستخدام غاز السارين.  ويقول إنه عندما التقى بالسفيرة (باور) أخبرته أنها كانت تسعى جاهدة لإقناع (أوباما) بالقيام بعمل حاسم ضد نظام (الأسد) كما أخبرته أنها كانت تخجل من تقاعس (أوباما). ثم روت له بعض تجاربها الشخصية، كصحفية وناشطة، عندما كانت تغطي الحروب اليوغوسلافية والإبادة الجماعية في البوسنة.

ويصف (عيد) تأثيره بكلام (باور) وإحساسه بأنها صدقة في كلامها وكذلك تجربتها الشخصية والتي دفعتها لكتابة كتاب بعنوان "مشكلة من الجحيم" والتي أوضحت فيه كيف يمكن للسياسيين التدخل لوقف الإبادة الجماعية. ويضيف، لقد تشرفت بالحصول على نسخة من الكتاب موقعة منها، وبالمقابل، أعطيتها نسخة من كتاب "الموت السوري" الذي يحتوي على أسماء أول 100،000 سوري قتلوا في ذلك الوقت. في تلك اللحظة، لم يكن (عيد) يتخيل ابدأ، انه سياتي اليوم والذي يكتشف فيه أن (سامانثا باور) كانت تكذب في وجهه، تماما مثل السياسيين الذين مكنوا الإبادة الجماعية، التي كتبت عنها (باور) في كتابها، على حد تعبيره.

مشكلة من الجحيم

في كتاب "مشكلة من الجحيم"، تشرح (باور) كيف حاولت الإدارة الأمريكية أن تغطى على الإبادة الجماعية في البوسنة عبر وصفها بأنها "حرب أهلية". ومع ذلك، يقول (عيد) فقد نجت هي والرئيس (أوباما) من الهروب من المسؤولية عن جرائم الحرب الموثقة والمثبتة في سوريا في ظل حملة (الأسد) الوحشية. ولو أن السفيرة (باور) كانت تقول الحقيقة، كان يجب عليها الاستقالة، تماما كما لامت هي الدبلوماسيين في وزارة الخارجية لعدم استقالتهم أثناء الإبادة الجماعية في البوسنة.

ويضيف (عيد)، أن نظام (الأسد) علم الأطفال في المدارس أنه لا وجود للمحرقة وأخفى حقيقة وجود محارق للجثث ومعسكرات للاعتقال حيث قتل الملايين من اليهود بوحشية. وكذلك إدارة (أوباما) حيث أنها رفضت أيضا أن تتصرف على الفور أو تكشف عن شهادة شهود عيان تلقتها من المحرقة في سجن صيدنايا في سوريا، حيث قتل ما يقدر بنحو 100,000 شخص بوحشية ثم أحرقت جثثهم إلى رماد لإخفاء الحقيقة. 

وينقل (عيد) سؤاله للإدارة الأمريكية خلال اجتماعاته في وزارة الخارجية في عام 2014 للتحقيق في سجن صيدنايا وجبل قاسيون، على اعتبار أن بعض النشطاء من أصدقاءه في تلك المناطق أخبروه مرارا وتكرارا منذ عام 2012 كيف كانوا يشمون رائحة كريهة ناتجة عن حرق اللحم. إلا أن ما حصل كان وعود فارغة. ويضيف، إذا كانت مجموعة من الناشطين السوريين على علم بمحرقة الجثث، فليس هناك شك أن (أوباما) كان يعرفها من تقارير الاستخبارات التي كان يتلقاها. 

ويقول (عيد) أنه شبه متأكد من أن (أوباما) لم ينشر هذه التقارير لتفادي اتخاذ إجراءات ضد (الأسد). حيث أظهرت إدارة (ترامب) للعالم أخيرا، هذه الحقائق في العام الماضي، ونشرت الحقيقة التي حاول طمسها كلا من سامانثا (باور)، (بن رودس)، والرئيس (أوباما).

على إدارة أوباما الاعتذار

تتجول كلاً من (باور) و (رودس) في الولايات المتحدة كناشطين من أجل الحقيقة، يشجبان "الأخبار المزيفة" وعدم الصدق، التي يقولان إنها تخلق واقعا بديلا. ولكن وفي الوقت نفسه، قام هذان الشخصان أثناء عملهما في إدارة (أوباما) على إنشاء عالم بديل لإخفاء الإبادة الجماعية في سوريا، على حد تعبير (عيد) الذي أضاف، أن (رودس) صاحب الخبرة في الكتابة الإبداعية استخدم مهاراته، بعد أن تم تعيينه في منصب نائب مستشار الأمن القومي من قبل الرئيس (أوباما)، لكتابة عالم بديل ولإخفاء حقيقة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها السوريين والاتفاق الإيراني. ويضيف، أنه شيء محير فعلاً، فكيف لاثنين كانا فعالين جدا في تضليل الشعب الأمريكي، أن يكونوا بأي حال من الأحوال أن ناشطين من اجل الحقيقة.

في صيف عام 2014، وصل منشق من نظام (الأسد) أطلق عليه اسم "القيصر" إلى واشنطن العاصمة، بعد أن تمكن من الفرار من سوريا بصحبة آلاف الصور من السوريين الذين تعرضوا للتعذيب بشكل منهجي حتى الموت من قبل نظام (الأسد). كانت مجموعة قيصر للصور الفوتوغرافية دليلا آخر لا جدال فيه على استمرار الإبادة الجماعية في سوريا. التقى (قيصر) مع السفير (باور)، الذي قدم أدلة دامغة توصف الأهوال التي شهدها خلال مسيرته كمصور عسكري لنظام (الأسد). أعطى (قيصر) أيضا (باور) مذكرة مكتوبة بخط اليد لتقديمها إلى الرئيس (أوباما)، لكنه لم يتلق أي رد. 

وأشار (عيد) إلى أنه طلب عقد لقاء مع الرئيس (أوباما) كناج من جرائم الحرب في سوريا في مناسبات عديدة، عبر البيت الأبيض ووزارة الخارجية وسفيرته في الأمم المتحدة، إلا أنه تم رفض جميع طلباته. ولم يرغب أي من السفيرة أو الرئيس (أوباما) في الاعتراف بالحقيقة.

يختتم (عيد) قوله بأن السفيرة (باور)، (بن رودس)، والرئيس (أوباما) مدينين باعتذار للشعب السوري والشعب الأمريكي للتستر على أدلة جرائم الحرب والإبادة الجماعية في سوريا، وإخفاء الحقيقة خدمة لأجنداتهم السياسية وحفاظاً على صورهم العامة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات