سهيل الحسن.. "نمر" صنعته إيران واشترته روسيا

سهيل الحسن.. "نمر" صنعته إيران واشترته روسيا
بينما ركزت روسيا على بناء قواعد عسكرية تابعة لها في العديد من المحافظات السورية مثل اللاذقية وحماة وطرطوس وتدمر، دعمت إيران انتشار الميليشيات الشيعية التي تنتمي لعدة دول في بقاع سوريا.

وبين النفوذين الروسي والإيراني، باتت قوات النظام تفقد السيطرة الفعلية على العديد من المناطق، بينما ساهمت إيران في خلق شخصيات قيادية من نظام الأسد تتبع لها بولاء مطلق.

وتحولت بعض هذه الشخصيات من تقديم الولاء لإيران إلى الوقوع بحضن روسيا بعد تنامي تدخلها في سوريا وتوسع نفوذها العسكري.

العقيد في ميليشيا النظام (سهيل الحسن) والمعروف بـ "النمر" دعمته إيران ومنحته قوة عسكرية كبيرة في سوريا مقابل الولاء المطلق لها، والذي كان يظهر في مقابلاته عندما تحدث في أكثر من مرة عن "ظهور المهدي بسوريا والإعجاب بقائد ميليشيا حزب الله حسن نصر الله".

ومع مرور الوقت وتركيز روسيا على توسيع نفوذها العسكري في سوريا، انتقل ولاء "النمر" من إيران إلى روسيا ليصبح أكثر ضباط النظام المقربين من الروس بمن فيهم الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين).

إنتاج الحرس الثوري

حتى أواخر العام 2013، لم يكن يذكر اسم (سهيل الحسن) في وسائل الإعلام، حتى بدأت الحملة الإيرانية لفتح طريق حماة-حلب عبر خناصر.

يقول مصدر مطلع لأورينت نت: "أوكل الحرس الثوري الإيراني مهمة فتح الطريق للعقيد في قوات النظام سهيل الحسن، وأشرف الضباط الإيرانيون في مبنى البحوث العلمية جنوب شرق مدينة حماة على العمليات العسكرية ضد الثوار، وعملوا على الترويج لسهيل الحسن كواجهة عسكرية سورية عبر وسائل الإعلام".

وأضاف "نتيجة الضوء الأخضر الممنوح للإيرانيين والنظام باستخدام القوة المفرطة لإبعاد الثوار عن معامل الدفاع في السفيرة بريف حلب الجنوبي، صعد نجم (الحسن) الذي بدأ يظهر على وسائل الإعلام ويهدد ويتوعد بسحق المعارضة مع مطلع 2014".

ويؤكد المصدر، أن الإيرانيين نجحوا بالفعل في خلق "أسطورة النمر" واستطاعوا من خلاله السيطرة على ريف حلب الجنوبي وتشييد أهم قاعدة عسكرية لهم في جبل عزان، مشيراً إلى أن هذه "الأسطورة" كادت أن تسقط مع تحرير "جيش الفتح" لمدينة إدلب، وسيطرته على جسر الشغور، وصد كل الحملات العسكرية للنظام وميليشيات إيران لاستعادة ما خسروه رغم تهديد ووعيد "النمر".

البساط الإيراني

سعت روسيا منذ بداية تدخلها إلى التقرب من (سهيل الحسن) الذي يعتمد في معاركه على سياسة الأرض المحروقة قبل تقدمه إلى أي منطقة.

وبدأت روسيا تعتمد على قواته في المعارك التي تخوضها ضد الثوار في سوريا، فمن معركة حلب والتي دمرت فيها أحياء حلب الشرقية وهجرت أهلها، إلى معارك ريف حلب الشرقي وريف الرقة ودير الزور والبادية السورية وريف حمص وحماة ضد تنظيم "الدولة".

وتشير عدة مؤشرات إلى تصاعد الخلاف بين الجانب الروسي والإيراني، لا سيما فيما ينتهجه الروس في الغوطة الشرقية، حيث تشير الدلائل إلى شبه انعدام للدور الإيراني وتفرد الروس، أمر أفصح عنه مؤخراً (ياسر دلوان) مدير المكتب السياسي في (جيش الإسلام) بأن "الإيرانيين يحاولون زج قوات الجيش الأسدي باقتحامات لا تروق لروسيا لأن الروس لا يريدون توغل الإيرانيين أكثر" مدللاً على ذلك بأن "روسيا تعمدت استهدفت مطلع هذا الشهر ميليشيات موالية لإيران، وهو ما يبدو حرص أو عدم ثقة الروس بالإيرانيين" وهذا ما يمكن اعتباره (أي سلب النمر وقصف ميليشيات إيران) ضمن محاولات الروس المستمرة في سحب البساط من تحت أرجل الإيرانيين.

مصير مجهول بين الأسد وإيران

والملاحظ كما ينوه المصدر إلى أن المعارك الجارية حاليا في الغوطة الشرقية بريف دمشق يقودها (سهيل الحسن) بحماية قوات روسية خاصة، خشية من أي عملية اغتيال قد تطاله على جبهات القتال، سواء من ضباط النظام المحسوبين على إيران أو من قبل إيران نفسها بعد أن صنعته وباعها لصالح الروس.

يشار إلى أن روسيا قد سعت لتكريم (سهيل الحسن) أكثر من مرة في قاعدة حميميم العسكرية، ومنحته هدايا وأوسمة لشراء ولائه بشكل كامل، لا سيما الاهتمام الذي أولاه بوتين بـ "النمر" أثناء زيارة للقاعدة العسكرية، فيما بدى على أنه محط اهتمام أكثر من بشار نفسه، ما يجعل الأخير الأكثر نقمة عليه ونية في "افتراسه" في قادم الأيام.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات