تفاصيل إنشاء اوتستراد طهران - دمشق.. هكذا تخطط إيران لتنفيذ مشروعها

تفاصيل إنشاء اوتستراد طهران - دمشق.. هكذا تخطط إيران لتنفيذ مشروعها
كشفت تقارير صحفية عن توقيع كلّ من ايران والعراق وسوريا على إنشاء اوتستراد يربط كلاً من طهران وبغداد ودمشق وربما يصل إلى بيروت، وتعتبر هذه التقارير أن هذا الاوتستراد هو الأضخم في غرب آسيا.

وذكرت مواقع إيرانية أن مدة إنجاز هذا الاوتستراد هي عامان، حيث بدأ وضع اللمسات الأولى لهذا المشروع منذ أيام قليلة فقط. وأضافت هذه المواقع أنّ طول هذا الاوتستراد 1700 كم وبعرض يتجاوز 200 متر، حيث ينطلق من العاصمة الايرانية طهران مروراً بالجبال الإيرانية، ثم يدخل سهول العراق حتى مدينة بغداد العراقية، وصولاً إلى بادية الشام ثم مدينة دمشق السورية.

وأوضحت التقارير الصادرة عن المواقع المقرّبة من حكومات هذه الدول أنّ الاوتستراد ينقسم إلى خمسة أقسام، قسم بعرض 50 متراً للشاحنات وقسم آخر بعرض 50 متراً  للسيارات الخاصة والعامة، هذا باتجاه الذهاب ويُقابلها مثلها باتجاه الإياب، ويُضاف لها قسم آخر مخصص للسيارات العسكرية وشرطة المرور لمراقبة الأوتوستراد من بدايته وحتى نهايته.

من المُستفيد الأكبر من المشروع؟

وعن هذا المشروع، قال المعارض الايراني الحقوقي "عبد المجيد محمد" لأورينت نت، إن ايران هي المستفيد الأكبر من مشروع الاوتستراد الرابط بين الدول الثلاث (إيران والعراق وسوريا)، وذلك من خلال الشركة الإيرانية المنفّذة، بالإضافة لمردود السياحة الدينيّة الكبير بين هذه الدول والذي أغلبه يصبّ بصندوق المرجعيّة الدينية الشيعيّة في ايران.

وأردف "محمد" قائلاً، بمثل هذه المشاريع تستطيع إيران استكمال نسج كل خيوط الهلال الشيعي اقتصادياً ودينياً وعسكرياً، ولا ينقص المشروع إلا لبنان ليكمل الطوق الشيعي بالمنطقة، وهذا ما سيحصل قريباً بدخول لبنان ضمن هذه المشاريع، حسب قول "محمد".

وأما المهندس "علي قرنفل" مدير النقل والخدمات في مجلس حلب الحرة صرّح لأورينت نت قائلاً، احتلال الدول يكون بشكلين "عسكرياً أو اقتصادياً"، وبهذه المشاريع فإن ايران تمهّد للسيطرة على سوريا اقتصادياً وبالتالي السيطرة على قرار الدولة السياسي.

وأضاف "قرنفل"، إن ايران تُريد أن تُبقي على احتلالها لسوريا بمثل هذه الاستثمارات وخاصة بعد علمها بأن ورقة "بشار الأسد" قد بدأت بالاحتراق، وهذه الاتفاقية ليست الأولى مع النظام، فقد سبقتها اتفاقية الطاقة الكهربائية والشبكة الخليوية ومصفاة النفط، وكل هذا يدلّ على تثبيت ايران لوجودها الطويل داخل سوريا، حسب كلام "قرنفل".

وأكدت مواقع إيرانية أنّ الشركة المنفّذة لمشروع الاوتستراد هي شركة ايرانية، وستقوم الشركة بإنشاء محطات الوقود والفنادق والاستراحات على طول الطريق للاستفادة من المشروع سياحياً عدا عن الضريبة المالية المفروضة على السيارات العابرة عليه لمدة خمس سنوات والكفيلة بتعويض قيمة تنفيذ المشروع، ومن بعدها سيكون العبور عليه مجاناً.

ونوّهت التقارير، أنّ الأوتوستراد سيكون مراقباً من قبل الجيش الإيراني والعراقي والسوري، بالإضافة لمراكز الشرطة والأمن على طول الطريق والتي يُتوقع أن يصل عددها لحوالي 300 مركزا.

ربط المراقد الشيعية

بدوره قال أحمد صبّاغ وهو أحد المدراء السابقين بشركات النقل السياحي بين سوريا والعراق إن مشروع الاوتستراد بين طهران وبغداد ودمشق سيعود بالنفع الكبير لحكومة ايران المبنيّة على أساس طائفي شيعي، وهذا الاوتستراد هو لربط المراقد الشيعيّة ببعضها عبر ما تُسمى مكاتب السياحة الدينيّة أكثر من كوْنه طريقاً للنقل التجاري.

وأشار صباغ إلى أنه قبل انطلاق الثورة السورية كانت الشركات السياحية تنقل بريّاً أكثر من مليون زائر خلال المناسبات الشيعيّة بين هذه الدول الثلاث، ولكنها تحوّلت لتصبح شركات نقل عسكرية أكثر ما هي سياحيّة، وما هذا الاوتوستراد إلاّ لنقل الحجيج الشيعة والنقل العسكري للميليشيات الطائفية، بالإضافة لنقل موارد ايران الخام إلى موانئ سوريا ولبنان، وبالتالي فإيران هي المستفيد الأكبر من هذا المشروع.

والجدير ذكره أن الميليشيات الشيعيّة التي أتت لسوريا من إيران والعراق لتُحارب بجانب النظام السوري، قد بلغ عددها أكثر من 35 ميليشيا وبعدد عناصر تجاوز المئة ألف مقاتل، وحسب توزّع سيطرتها حالياً فإنها تمهّد لربط ايران بالعراق وسوريا ولبنان، وبالتالي يَسهل دعم هذه الميليشيات من حكوماتها الطائفيّة لتنفيذ مخططاتها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات