الغارديان: ضربة (ترامب) العسكرية لم تكن بلا مخاطر

الغارديان: ضربة (ترامب) العسكرية لم تكن بلا مخاطر
وصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية العملية العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة ضد نظام الأسد، والتي تضمنت مساهمة أربع طائرات من طراز "تورنيدو" من سلاح الجو الملكي البريطاني، بأنها "عملية محدودة" وموجهة بدقة ضد أهداف مرتبطة بالأسلحة الكيميائية، وهي مخصصة لمرة واحدة، دون التخطيط لشن أي إضرابات أخرى ما لم يقم (بشار الأسد) بهجمات كيماوية في المستقبل.

وتأتي هذه الضربات، بعد أن أثارت العديد من التحليلات في الصحف الغربية بوجود مخاطر يمكن أن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، نتيجة لصدام أمريكي – روسي.

وتعتبر هذه الضربة، أثقل بكثير من تلك التي نفذتها الولايات المتحدة في العام الماضي من جانب واحد ضد مطار الشعيرات، والتي أطلقت فيها الولايات المتحدة 59 صاروخاً من طراز (توماهوك) ولم تستخدم أي طائرات حربية حينذاك، للتقليل من مخاطر الخسائر الأمريكية.

وبحسب البنتاغون، تعد هذه الضربة مضاعفة عن الضربة السابقة، حيث استخدمت فيها الطائرات والصواريخ، ومع ذلك تضيف الصحيفة، أن الضربة لا تعتبر تصعيداً كبيراً؛ إذ اقتصرت الأهداف على القواعد الجوية ومرافق الأبحاث وأماكن التخزين التي من المفترض أنها استخدمت في التحضير للهجمات الكيميائية.

وتشير الصحيفة إلى أن الهدف الرئيسي من العملية العسكرية، باستثناء إرسال رسالة إلى (الأسد) مفادها الامتناع عن استخدام بالأسلحة الكيميائية، هو البقاء أبعد ما يمكن عن المواقع الروسية والإيرانية، لتجنب توسيع الصراع من خلال الصدام المباشر مع روسيا أو إيران.

وعلى الرغم من التصريحات الروسية الحادة التي صدرت خلال الأسبوع الماضي والتي هددت بعدم القيام بأي عمل عسكري تجاه نظام (الأسد)، إلا أن روسيا في الواقع بعيدة كل البعد عن القوة العسكرية التي كانت تتمتع بها أيام الاتحاد السوفييتي، حيث ترى الصحيفة، أن موسكو كانت قلقة من احتمال توسع الصراع من قبل واشنطن.

وتنفق الولايات المتحدة حوالي 550 مليار دولار سنوياً على الدفاع مقارنة بـ 70 مليار دولار تنفقها روسيا، وتمتلك روسيا حاملة طائرات قديمة مهترئة في حين تمتلك الولايات المتحدة 20 حاملة للطائرات.

وبحسب الصحيفة، في حال سعت روسيا للانتقام، فسيكون ذلك من خلال شكل من أشكال الحرب المختلطة، وهو إجراء يمكن إنكاره والتهرب منه، مثل الهجوم الإلكتروني التي اعتادت موسكو على شنه بدلاً من الصراع المفتوح.

وللمساعدة على تجنب الصراع، حذرت الولايات المتحدة الروس مسبقاً من أن الهجوم قادم وأعلمتها بالممرات الجوية التي سيتم استخدامها وليس الأهداف.

وكان (ترامب) قد حدد هدفاً في سوريا، يتمثل بسحب قواته العسكرية بأقرب وقت ممكن قبل حدوث الهجوم الكيماوي على دوما، حيث أعلن سابقا، أنه وبمجرد أن تتم هزيمة تنظيم "داعش" ستنسحب الولايات المتحدة من سوريا.

وتشير الصحيفة إلى أن تغيير النظام في سوريا، ليس ضمن أولويات الولايات المتحدة، فقصر (الأسد) الرئاسي، والذي يقع على تل مرتفع فوق دمشق، تم تركه خارج قائمة الأهداف.

المخاطر المحتملة

وكانت هناك خشية لدى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، من مواجهة مخاطر قد تتعرض لها من نظام الدفاع الجوي المتطور نسبيا الذي قامت روسيا بتجهيزه في سوريا، حيث تحطمت طائرة إسرائيلية في شباط، والتي ادعى حينها النظام أنه أسقطها.

بالإضافة إلى خطر محتمل آخر يتمثل في انتشار السموم كنتيجة لضرب أي مستودع تخزين للأسلحة الكيمائية؛ إلا أن خبراء الأسلحة الكيميائية البريطانية وبحسب الصحيفة قالوا إن الخطر ضئيل وإنه سيتم تفجير أي أسلحة كيميائية بدلا من انتشارها.

وقال (هاميش دي بريتون غوردون) خبير الأسلحة الكيميائية والذي قاد فريق مواجهة الأسلحة الكيميائية في المملكة المتحدة وحلف الناتو: "إن أفضل طريقة لتدمير الأسلحة الكيميائية هي تفجيرها".

وأضاف (ريتشارد غوثري)، وهو خبير آخر في الأسلحة الكيماوية، في تصريح للصحيفة، أن الهجمات تعتمد على الشكل الذي كانت عليه المادة وكيفية تخزينها. وأكد أنه في أحد المرات، في إشارة إلى دراسة غير منشورة أجراها حول تأثير هجوم على مصنع كيميائي في البلقان، كان من الممكن أن تؤدي الضربات إلى خسارة كبيرة في الأرواح. 

 "وعلى الجانب الآخر، فإن مخزوناً صغيراً من المواد الخاصة بالأسلحة الكيميائية المحتفظ بها في شكل ثنائي ربما لا يتسبب بحدوث خطر كبير إذا ما تم قصفه" على حد قول (غوثري).

وتضيف الصحيفة بأن وجود مخاطر إضافية تتمثل في ضرب أفراد عسكريين روسيين أو إيرانيين أو استهداف تجمعات مدنية عن طريق الخطأ، كتلك التي حدثت في حرب العراق عام 1991، حيث أدت إلى إصابة ملجأ بالعامرية في بغداد إلى مقتل أكثر من 400 مدني، بالإضافة إلى حادثت قصف السفارة الصينية في بلغراد عام 1999.

وفي محاولة لتجنب وقوع قتلى (روس أو إيرانيين أو مدنيين) اختار المخططون الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون بحسب الصحيفة أهدافا اعتقدوا أنها بعيدة بما يكفي لتجنب مثل هذه النتيجة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات