كيف تناولت الصحف الغربية الضربات الجوية ضد نظام الأسد؟

كيف تناولت الصحف الغربية الضربات الجوية ضد نظام الأسد؟
تصدرت الضربة العسكرية التي أمر بها الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) لنظام الأسد عناوين الصحف الغربية، حيث أعلنت الدول المنضمة للتحالف (بريطانيا وفرنسا) أن الهجمات التي استهدفت النظام، عقابية رداً على استخدامه الكيماوي لقتل المدنيين السوريين.

وقال (ترامب)، متحدثاً من البيت الأبيض إن الهجوم الذي وقع في نهاية الأسبوع الماضي كان "تصعيداً كبيراً" من قبل (الأسد) في استخدام الأسلحة الكيميائية، ويستدعى استجابة دولية متصاعدة. وأضاف أن "استخدام الأسلحة الكيميائية ليست من أفعال الرجال. هذه الجرائم لا يقوم بها إلا الوحوش".

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى التناقض بين كلمة (ترامب) الذي قال فيها إن التحالف الذي شكل لاستهداف (الأسد) سيبقى مفتوحاً، بينما صرح رؤساء البنتاغون في وقت لاحق أن الضربات التي جرت لن تتكرر؛ إلا إذا اتخذ (الأسد) المزيد من الإجراءات التي تستدعي الرد.

وشمل الهجوم ذخيرة أطلقت من الطائرات والسفن البحرية، بما في ذلك نحو 100 صاروخ (توماهوك) وفقا لمسؤول في وزارة الدفاع تحدث للصحيفة، واشترط عدم الكشف عن اسمه، كما استخدم البنتاغون القاذفة الاستراتيجية B-1. 

نتائج غير أكيدة

ورفض وزير الدفاع (جيم ماتيس)، الرد على سؤال وجه إليه فيما أذا كان يعتقد أن الهجوم سيمنع (الأسد) من استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى.

وقال (ماتيس) "تم ضرب أهداف لإلحاق الضرر ببرنامج الأسلحة الكيميائية" وأضاف (ماتيس) أنه وعلى حد علمه لم تكن هناك خسائر في الولايات المتحدة أو الحلفاء من الضربة العسكرية.

من جانبه، حذر السفير الروسي في الولايات المتحدة (أناتولي أنتونوف) من أن "مثل هذه الأعمال لن تمر دون عواقب" قائلاً، إن "المسؤولية تقع على عاتق واشنطن ولندن وباريس".

وتضيف الصحيفة، أنه لم يتضح على الفور كيف ردت ميليشيات النظام على الهجوم، حيث قال الجنرال (جوزيف دانفورد) رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، إن قوات النظام أطلقت صواريخ "أرض – جو" لكن لم يكن لديه صورة كاملة عن الرد، مضيفاً أن البنتاجون سيقدم مزيدا من التفاصيل يوم (السبت).

وكان تلفزيون نظام الأسد بث شريط فيديو يظهر فيه إطلاق صواريخ على سماء في الليل، مدعياً انه تمكن من إسقاط 13 صاروخا بالقرب من الكسوة، الواقعة جنوب دمشق. 

وتوجت العملية أسبوعا من الجدل، أعرب فيه زعماء البنتاغون عن مخاوفهم من أن الهجوم قد يدفع الولايات المتحدة إلى الحرب في سوريا ومن الممكن أن يسبب نزاعا خطيرا مع روسيا حليفة (الأسد) دون أن يوقف بالضرورة الهجمات الكيماوية.

وتشير الصحيفة أن التطور الأخير، يعد الأخطر في صراع قتل فيه ما يقدر بنحو نصف مليون شخص منذ أن بدأت الاحتجاجات السلمية في عام 2011.

لم يتم إبلاغ الروس

من جانبها، أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن الولايات المتحدة لم تقم بتقديم إشعار مسبقاً لروسيا، التي لديها قوات في سوريا، حيث قال الجنرال (دانفورد) إن الاتصال الوحيد مع الروس الذين أدت تصرفاتهم إلى هذه الحملة العسكرية، كان من خلال الخط الساخن والذي تم تصميمه من أجل الدولتين للتواصل أثناء الحرب ضد تنظيم "داعش"، إلا أن تلك الاتصالات لم يكن المقصود بها إخطار رسمي لروسيا.

وكانت غواصات أمريكية وبريطانية مسلحة بالصواريخ تحركت داخل مدى يمكنها من ضرب أهدافها في سوريا، إضافة إلى المدمرة الأمريكية "USS Donald Cook"، والفرقاطة الفرنسية "Aquitaine" في شرق البحر الأبيض المتوسط، وثلاثة طرادات ومدمرات أمريكية أخرى منتشرة حالياً في الشرق الأوسط.

وأكد (ماتيس) أن الولايات المتحدة بذلت قصارى جهدها لتفادي وقوع إصابات في صفوف المدنيين بالإضافة إلى أي أهداف يتواجد فيها أفراد أجانب، وقد أعرب عن قلقه من أن أي غارة جوية لن تصعد النزاع في سوريا مع روسيا أو إيران.

وتشير الصحيفة إلى أن النظام تعرض لضربات مماثلة في 2017، ضمن عمل عسكري لمرة واحدة كان الهدف منه ردع قوات النظام من استخدام الأسلحة الكيميائية. حيث قال (ترامب) حينها إن ما يقرب 20٪ من القوات الجوية التابعة للنظام تم تدميرها في تلك الضربة؛ إلا أن المطار المستهدف، تم تشغيله بسرعة، وعاد (الأسد) إلى استخدام غاز الكلور الأقل فتكاً من السارين.

لن تنجحوا بدعم الوحوش والقتلة

صحيفة "نيويورك تايمز" أشارت إلى أن الدعوة التي وجهها (ترامب) إلى رعاة النظام، في روسيا وإيران لإجبار (الأسد) على وقف استخدام الغاز السام في الحرب التي دامت سبع سنوات والتي دمرت بلاده.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية (تيريزا ماي) إن سوريا لم تترك للحلفاء أي خيار، وإنه "يجب إيقاف هذا النمط المستمر من السلوك - ليس فقط لحماية الأبرياء في سوريا من الموت والإصابات المروعة التي تسببها الأسلحة الكيميائية، ولكن أيضاً لأننا لا نستطيع السماح بتآكل القاعدة الدولية التي تمنع استخدام هذه الأسلحة".

إلا أنها أكدت أيضا على حدود أهداف العملية، والتي تراها الصحيفة تعكس التردد في لندن وكذلك واشنطن، لتتحول الحرب في سوريا إلى حرب مغمورة جدا بين الأطراف المحلية في سوريا.

وقالت (ماي): "الأمر لا يتعلق بالتدخل في حرب أهلية، كما أن الأمر لا يتعلق بتغيير النظام.. ضربة محدودة لا تزيد من التوتر في المنطقة وتفعل كل ما هو ممكن لمنع وقوع إصابات بين المدنيين".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات