هكذا قرأت أنقرة كواليس وأهداف الضربة الغربية لمواقع الأسد

هكذا قرأت أنقرة كواليس وأهداف الضربة الغربية لمواقع الأسد
صرّح الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) قبل أسبوعين بالانسحاب القريب من سوريا، إلا أنّه بدل الانسحاب قام بضربة عسكرية لمواقع الأسد فُسّرت على أنّها محاولة لترسيخ بقاء قواته في سوريا وليس العكس.

ولم تتمخّض عن الضربة الأمريكية-الفرنسية-البريطانية كما أفاد بعض المحللين حرب عالمية ثالثة، وعلى أساسه بدأت أنقرة بتحليل أبعاد الضربة، واستنباط أهم الأهداف التي حاولت تحقيقها.

(بولنت أي ديمير) من صحيفة خبر ترك، أشار إلى أنّ أنقرة  رأت في الضربة الغربية ما يلي:

 1- لم يرغب ترامب بأن يكون نسخة عن سلفه أوباما الذي اتُهم باللامبالاة في سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط،، ولذلك يسعى إلى أن تكون أميركا على دفّة القيادة في سوريا.

2- كان لا بدّ لواشنطن من أن تقوم بعملية عسكرية، وذلك لحفظ ماء وجهها، وخصوصا بعد أن صرّحت روسيا ردّا على تغريدات ترامب بـ (سنسقط الصواريخ في حال استهداف سوريا) والتي تعني بعبارة أخرى (لا يمكنكم ضرب مواقع الأسد).

3- إبعاد تركيا عن محور روسيا وإيران.

وبحسب أنقرة اضطرّت أمريكا للقيام بالضربة عقب التصريحات الروسية المهددة، إذ لم يكن بوسع البيروقراطيين والدبلوماسيين الأمريكان، بالإضافة إلى العسكريين سوى القبول بالقرار وتنفيذ الضربة، ولكن أمريكا حرصت في ذلك على أن تبقي الضربة محدودة، بحيث لا تتصادم مع روسيا.

وأكّد أي ديمير على أنّ أمريكا حاولت من خلال الضربة إخافة الأسد، وإعطاء صورة للعالم توحي بوحدة السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا السبب كان دعم فرنسا وبريطانيا مهما إلى حدّ كبير بالنسبة إلى واشنطن.

وذهب أي ديمير إلى أنّ تحالف بريطانيا وأمريكا وفرنسا جاء ردّا على تحالف روسيا وتركيا وإيران، موضحا أنّ الضربة ستدفع بتركيا خلال المرحلة القادمة إلى ضرورة الاختيار ما بين الغرب أو البقاء في الحلف مع روسيا وإيران.

وأضاف مراسل خبر ترك في الإطار ذاته: "لن تعارض تركيا عودة أمريكا إلى الساحة، وخصوصا إن كانت ستسرّع عملية ذهاب الأسد، إلا أنّ أنقرة تعيش حالةً من عدم الثقة مع واشنطن، وذلك على خلفية دعم الأخيرة الوحدات الكردية في سوريا، ولذلك على أمريكا أن تبذل جهدها لتكسب ثقة أنقرة من جديد.

ولفت أي ديمير إلى أنّ أنقرة بدلا من البقاء ما بين روسيا وأمريكا، تسعى في الوقت الراهن إلى تحقيق سياسة عادلة ومتوازنة مع الدولتين.

وبحسب المراسل ووفقا لم تراه أنقرة، فإنّ الولايات المتحدة الأمريكية لن تنسحب من سوريا، بل على العكس تسعى إلى استلام دفة القيادة فيها من جديد، وما يؤكّد ذلك هو وجود ما يقارب 20 قاعدة عسكرية فوق الأراضي السورية، وتخصيص البنتاغون حصة من ميزانيتها كرواتب لما يزيد عن 10 آلاف عنصر من الوحدات الكردية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات