"نيويورك تايمز" تكشف تفاصيل جديدة عن الضربة الغربية لمواقع الأسد

"نيويورك تايمز" تكشف تفاصيل جديدة عن الضربة الغربية لمواقع الأسد
خلص تقرير أعدته الاستخبارات العسكرية أن النظام قادر على متابعة العمل في برنامج الأسلحة الكيماوية وذلك على الرغم من اعتبار الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) أن "المهمة قد أنجزت" في سوريا.

التقرير الذي أصدره البنتاغون ونشرته صحيفة "النيويورك تايمز" تم إعداده بعد أقل من ثلاثة أيام من الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لتقييم وضع ترسانة النظام وقدرته على إنتاج الأسلحة الكيماوية مجدداً.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن محلل استخباراتي، تحدث للصحيفة بشريطة عدم الكشف عن اسمه، أنه من المرجح أن يواصل (الأسد) البحث عن أسلحة كيماوية والعمل على تطويرها لاستخدامها في المستقبل.

وقال الجنرال (كينيث ماكنزي) مدير هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، يوم الخميس إن نظام (الأسد) "مازال يحتفظ بقدرة متبقية" من الأسلحة الكيماوية، مضيفاً أن الأسلحة هذه "تنتشر في أرجاء مختلفة" من سوريا. وحول قدرة النظام على شن هجمات جديدة بالسلاح الكيماوي، قال (ماكنزي) "أنا لا أستبعد ذلك".

وبحسب الصحيفة، فإن التخطيط لضرب ثلاثة أهداف تابعة للنظام - مرافق لتخزين الأسلحة الكيميائية ومقر للبحوث بالقرب من دمشق وحمص -  تتطلب 105 صواريخ واستغرق أسبوعاً كلاماً من التحضير.

وكان (ترامب) قد أعلن ليلة الجمعة في واشنطن، أن الولايات المتحدة تقوم بضربة عسكرية للنظام، قبل حلول يوم السبت بتوقيت واشنطن. 

وتشير الصحيفة إلى أن الهجوم الذي استمر حوالي دقيقتين، تتطلب ساعات من العمل لإنجازه.

وأعلن (ترامب) بعد ساعات من توجيه الضربة على تويتر، أن الضربة العسكرية التي وجهها الحلفاء لـ(الأسد)، بسبب الهجوم الكيمائي الذي حصل في 7 نيسان، "لا يمكن أن تكون نتائجها أفضل من ذلك".

واعتبرت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة "نيكي هيلي"، خلال جلسة مجلس الأمن يوم السبت، بأن الولايات المتحدة "واثقة من أنها شلت برنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا".

المسؤولون الآخرون في إدارة (ترامب) كانوا أكثر حذرا. قال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية للصحفيين يوم السبت إن النظام ما يزال يمتلك السارين والكلور والأسلحة القادرة على حمل مواد كيميائية والتي يمكن استخدامها في هجمات مستقبلية. ومع ذلك، اعتبر المسؤول أن الضربات ساهمت بنجاح في "إعادة الردع" من خلال البرهان أن (ترامب) مستعد للقيام بعمل عسكري.

وعلى الرغم من أن الجانب الأمريكي قد أعلن أن جميع الأهداف تم أصابتها بنجاح قالت وسائل الإعلام الحكومية الروسية يوم الخميس إن سوريا عثرت على صواريخ كروز لم تنفجر وسلمتها للمسؤولين الروس.

استعدادات ضخمة وتخوف من هجوم مضاد

وتشير الصحيفة إلى أن تكلفة الضربة العسكرية تعدت 100 مليون دولار. في هجوم بلغ حجمه ضعف الضربة العسكرية التي وجهت للنظام العام الماضي، والذي استخدمت فيها سفينتان حربيتان أمريكيتان لاستهداف مطار الشعيرات، حيث اعتبر المسؤولون الأمريكيون حينها أن قوات (الأسد) استخدمته لشن هجمات خان شيخون التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 80 شخصا والتي كانت تخضع لسيطرة الثوار.

واستخدمت في الضربة الحالية، طائرات وسفن أمريكية وبريطانية وفرنسية، أطلقت خلالها صواريخ كروز من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي. بالإضافة إلى عشرات من طائرات التزود بالوقود وطائرات الاستطلاع والمرافقة وأجهزة التشويش المحمولة جوا، خوفاً من أي هجوم مضاد روسي أو سوري، سواء بصواريخ أرض - جو أو باستخدام طائرات حربية، وذلك وفقا لمسؤولين عسكريين أمريكيين.

وبحسب الصحيفة، فإن معظم العمليات التي نفذت أثناء الضربة تم إدارتها من قبل القاعدة البحرية الأمريكية في البحرين، مركز الأسطول الأمريكي الخامس، بالإضافة إلى مركز القيادة الجوية في قاعدة العديد في قطر. حيث يوجد العشرات من المخططين الأمريكيين وحلفائهم أمام أجهزة الكمبيوتر والخرائط وشاشات الفيديو العملاقة لإدارة الطائرات والصواريخ المشاركة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وتسبب تنفيذ الضربة إلى خلق بعض الحساسية الدبلوماسية في الدول العربية، بسبب عبور الطائرات فوق أجوائها. حيث قال أحد كبار الضباط الأمريكيين المشاركين في التخطيط للضربة إن المملكة العربية السعودية والأردن وضعتا في موقف حساس بسبب السماح للمقاتلات والقاذفات التابعة للتحالف بالتحليق فوق مجالهم الجوي.

وبعد أخذ الأذن من تلك الدول، قامت الولايات المتحدة بإطلاق قاذفات من نوع "B-1" من القاعدة الأمريكية في قطر بالإضافة إلى طائرة الحرب الإلكترونية وطائرة للتزود بالوقود، بحسب مسؤولي البنتاغون. وترجح الصحيفة أن تكون صواريخ كروز أطلقت من تلك القاذفات داخل المجال الجوي الأردني، حيث يحمل كل صاروخ 450 كغ من الرؤوس الحربية، قادرة على ضرب أهداف ضيقة من على بعد مئات الكيلومترات الأمر الذي أدى إلى عدم وقوع إصابات بشرية على الإطلاق.

كما تم استخدام مجموعة متنوعة من صواريخ كروز في الضربات من قبل السفن والطائرات دول التحالف المشاركة، بالإضافة إلى طائرات وغواصة أمريكية تخوفاً من هجوم مضاد. وتشير الصحيفة إلى أنه حتى لو تم إسقاط أي من الطائرات الأمريكية بصاروخ أرض – جو المتقدمة بسبب التحديثات الأخيرة التي قام بها الجيش الروسي خلال ثلاث سنوات الماضية، إلا أن الطيارين كانوا قادرين على القفز بالمظلة إلى أرض ودية للغاية، أو فوق مياه تحرسها سفن صديقة.

شكوك حول جدوى الضربة

وبحسب الصحيفة، تم تدمير منشأة برزة للأبحاث والتطوير بالكامل، وأضاف المحلل العسكري للصحيفة أن معظم الصواريخ كانت موجهة إلى المنشأة، حيث اعتقد الحلفاء الغربيون أن نظام (الأسد) كان يعيد بناء برنامج الأسلحة الكيميائية. 

وتم رصد المنشأة عن كثب منذ أن وجدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عامل الأعصاب في سوريا في 2014.

وأصابت الضربة، هدفين لتخزين واستعمال الأسلحة الكيمائية، حيث لحقت بهم أضرار بالغة. إلا أن المحلل قال للصحيفة إن التقرير أشار إلى شاحنات مغطاة تزن خمسة أطنان من الممكن أن تكون حمولتها معدات أو أسلحة كيميائية، شوهدت تغادر أحد تلك المواقع قبل يوم من وقوع الهجمات.

وأعرب خبراء عسكريون عن شكوكهم العميقة في أن تكون الضربات الجوية قد استطاعت إعاقة برنامج (الأسد) للأسلحة الكيميائية.

وقال (جيفري لويس)، المحلل في مركز دراسات عدم الانتشار في "معهد ميدلبيري للدراسات الدولية"، إن الادعاءات التي تقول إنه تمت إعادة البرنامج الكيميائي لسنوات إلى الوراء تعتمد في جزء منها على ما كان بداخل منشأة برزة وقت وقوع الهجمات.

"قد يكون ذلك صحيحا لو أن برزة كانت مليئة بالمعدات التي يصعب استبدالها أو إذا قتل أفراد مهمون خلال الضربة" قال (لويس) مضيفاً "لكن ما نراه هو مجرد مبنى. هل نحن متأكدون من أن جميع الأشياء المهمة كانت فوق الأرض ودمرت في الغارة الجوية؟"

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات