(هنا سوريا) يستعرض الأسباب التي أدت لاستقالة أعضاء من الائتلاف

(هنا سوريا) يستعرض الأسباب التي أدت لاستقالة أعضاء من الائتلاف
أرجع معارضون سوريون أسباب الاستقالات الجماعية من "الائتلاف الوطني السوري" إلى التهميش، والتنبّه لاتجاه خطير يسير بعيداً عن الثورة السورية عقب استيعاب "وفد الرياض2" لمنصتي موسكو القاهرة، في وقت لم يخف فيه الأعضاء المستقيلون صراحة من تقارب المسار السياسي للائتلاف مع المسار الروسي والذي يعيد تأهيل منظومة الأسد ومجرمي الحرب، بحسب ما جاء في بيانات الاستقالة. 

تهميش

استعرض برنامج (هنا سوريا) على شاشة الأورينت، الأسباب التي دفعت أعضاء الائتلاف (جورج صبرة، خالد خوجة وسهير الأتاسي) ليتخذوا قرار الاستقالة، حيث رأى (صلاح الدين الحموي) عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أن "هذه الاستقالات تتميز وتختلف عن الاستقالات السابقة .. جورج صبرا هو نائب رئيس الهيئة العليا السابقة، وسهير الأتاسي عضو فعال وكذلك خالد خوجة وهو رئيس الائتلاف السابق، وبالتالي فإن الاستقالة لها رسالة معينة، هم استقالوا بعد أن عزلوا، وتم التآمر عليهم في قصة هيئة التفاوض، وعقدت صفقة في الخفاء لاستبعادهم من داخل وخارج الائتلاف، لتحقيق أهداف معينة".

لماذا جرى إبعادهم عن المشهد؟

وأضاف (الحموي) "أنا لست مع استقالتهم لأنهم رموز مهمة في المعارضة لكن تحاورت معهم قبل الاستقالة كثيرا لمنعهم لكنهم أصروا عليها، ربما هم صدموا من خلال تفاهم واتفاق، لنؤكد أن استيعاب هيئة التفاوض لمنصتي موسكو القاهرة ربما هناك اتجاه خطير يسير بعيداً عن الثورة السورية وهذا ما دفعهم للاستقالة".

وتابع: "رئاسة الائتلاف المتمثلة برياض سيف لم تتعامل معهم بشكل إيجابي خلال الـ 4 شهور الماضية، والتي أنهوا فيها أعمالهم مع هيئة التفاوض السابقة مما أظهر لهم أنهم مستهدفون".

هناك رسالة

بدوره أشار (أسامة تلجو) عضو سابق في الائتلاف الوطني، إلى أن وراء الاستقالة، اسباب عدة "أولاً تهميش الائتلاف بحد ذاته الذي يتباهى بالاعتراف به من قبل 120 دولة كممثل شرعي لسوريا والثورة، ثم بدأ يتراجع الاهتمام به ودوره بشكل كبير ، ثم نتجت الهيئة العليا للمفاوضات ثم كان الائتلاف جزءا  ينتمي اليها ثم بدأ هذا الجزء يتقلص ويتقزم".

ثانياً "ما هي الصرخة التي أرادوا أن يوصلوها لنا، وبالتالي هناك رسالة، ولو كانوا يشعرون أن هناك فرصة للإصلاح في الائتلاف لفعلوه، وخاصة أنهم قالوا في بيانات الاستقالة إن هناك قلة قليلة في الائتلاف يريدون الإصلاح".

ولفت (تلجو) إلى أن "ماحدث السنة الماضية بعد الانتخابات شكل قفزة نوعية ضمن الائتلاف، حوّله من ائتلاف الثورة والمعارضة إلى ائتلاف المعارضة، وبالتالي لم يعد هناك صوت حقيقي للثورة، ومن كان يدعم صوت الثورة هم هؤلاء الثلاثة".

وشدد كذلك على أن "معظم أعضاء الائتلاف يرون أن الائتلاف يشكل مجلس شعب وهم أعضاء فيه، وقيّمون على الثورة، لذلك الوظيفة لجسم الائتلاف هي أن يكون بمثابة وزارة خارجية فقط (ممثل سياسي) أي لا يمكن أن يقوم بتشكيل حكومة، أو أعمال تنفيذية".

هل يمكن إصلاح الائتلاف؟

يوضح (تلجو) أن "إحدى خطوات الانجاز في الائتلاف، هو تشكيل الحكومة المؤقتة من وزراء كلهم من الداخل، لكن بالنسبة لموضوع إصلاح التمثيل كان هناك لجنة من 12 شخصاً يمثلون كتل الائتلاف، وكان هناك قرار بإبعاد 27 عضو من الائتلاف واستبدالهم بشخصيات من الداخل مما قد يشكل دفعة قوية للائتلاف لكن بعد الانتخابات الأخيرة، جرى إيقاف عمل اللجنة مباشرة، وإيقاف كذلك لجنة تحقيق في جوازت السفر بسبب أن القوة المتحكمة في الائتلاف هي فقط الهيئة السياسية وهي أكبر مشكلة فيه، وبالتالي فإن الحل هو استكمال عملية الإصلاح بضغط من الثوار والقاعدة الشعبية".

من جانبه اعتبر المحلل السياسي (عمر كوش) أن "مسيرة الائتلاف منذ تشكيله بدأت بشكل خاطئ جداً، كونه شكل بإرادة غير سورية (إقليمية - دولية)، ثانياً المبدأ الذي قام عليه الائتلاف أنه يجب أن يكون هناك ممثل عن كل مكون أو تشكيل سياسي وهكذا تم اختراقه منذ تشكيله وبالتالي برزت التكتلات داخل الائتلاف وخاصة الإخوان المسلمين وسواهم، وبالتالي فُهم الائتلاف أنه تشكيل امتيازوي وإغداق الأموال التي فعلا أنها منحت للائتلاف وكان الاستثمار الشخصي لأعضاء الائتلاف هو الحكم وليس تمثيل الشعب والثورة".

وتساءل (كوش) ما هي "الإنجازات التي قدمها الائتلاف سواء عبر الحكومة المؤقتة أو وحدة تنسيق الدعم أو للائتلاف نفسه، في وقت هناك الملايين صرفت لشراء الأصوات أو الاجتماعات التي ليس له طائل أو الصرف على مجموعات عسكرية ليس لها أي تمثيل على الأرض، بل تحول الائتلاف إلى بؤرة للفساد والإفساد"، وفق تعبيره.

وكان  (جورج صبرة) برر استقالته بالقول، إن "الائتلاف لم يعد ائتلافنا الذى ولد في 11 / 11 / 2012 ، وحمل أمانة الإخلاص لمبادئ الثورة وأهداف الشعب ولأن طرائق العمل والتدابير المعتمدة لا تحترم الوثائق والقرارات، ولا تلتزم إرادة الأعضاء والرؤية الوطنية السورية المستقلة وبسبب التناقضات الجارية بين مكوناته وأعضائه"، وأضاف: "أعلن انسحابي من الائتلاف والتخلي عن عضويتي فى هيئته العامة".

من جانبه، قال (خالد خوجة) في بيانه: "إيمانا مني بضرورة استقلالية القرار الثوري وضرورة استمرارية العمل الوطني خارج إطار الائتلاف وتوافقي مع الأستاذ جورج صبرا والزميلة سهير أتاسي في الأسباب التي استندا عليها في قرار انسحابهما، أعلن انسحابي من عضوية الائتلاف وهيئته العامة متنميا للقلّة الإصلاحية فيه التوفيق".

وقالت (سهير الأتاسي): "بعد أن أصبح المسار الرسمي الحالي للحل السياسي في سوريا متطابقاً مع المسار الروسي الذي يعيد تأهيل منظومة الأسد ومجرمي الحرب ويقوّض الحل السياسي الفعلي والجوهري، فيحيله إلى تقاسم سلطات ومنافع لقوى وشخصيات ودول، لم أعد أجد عملي ونشاطي ممكناً ضمن تلك الكيانات القائمة، ولذلك أعلن انسحابي من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية".

يشار إلى أن هذه الاستقالات تتزامن مع اجتماعات للائتلاف لبحث المستجدات وانتخاب رئيس ائتلاف وهيئة رئاسية.

ac2h32JsynA

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات