"الرايات البيض" .. هل هو الشكل الجديد لتنظيم داعش؟

"الرايات البيض" .. هل هو الشكل الجديد لتنظيم داعش؟
يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تنظيم جديد ظهر مؤخراً شمال العراق، يحمل تسمية "الرايات البيضاء" أو "الرايات البيض" حيث يتخذ من محافظة كركوك مقراً له، وقد جمع عناصره من فلول تنظيم "داعش"، وفقاً للرواية الرسمية للحكومة العراقية وميليشيات "الحشد الشعبي" ذات الخلفية الشيعية المدعومة من إيران، فيما لم يظهر أي إعلان أو إي إشارة عن ذلك من قبل التنظيم نفسه، حول الإعلان عن بدء نشاطاته أو حتى وجوده من الأساس. 

وبعد الإعلان عن دحر تنظيم "داعش" أواخر العام الماضي، بدأ الحديث عن ظهور "الرايات البيض" في كانون الأول/ ديسمبر 2017، ومنذ سقوط نظام صدام حسين في العراق عام 2003 وبداية التمدد الإيراني في البلاد، والصراع هناك يأخذ في أبعاده شكلاً محدداً "ما إن يختفي تنظيم إسلامي (سنّي) متطرف حتى يظهر آخر، وضمن هذا السياق أعلن عن ظهور التنظيم الجديد".

تاريخ التنظيم

ويتخذ "الرايات البيض" العلم الأبيض كراية لهم، يتوسطها رسم لرأس أسد، في إشارة إلى وقوفهم على النقيض من تنظيم "داعش"، حيث تشير التقديرات الحالية إلى أن عدد مقاتلي هذا التنظيم تصل إلى حولي 2000 مقاتل، بحسب الحكومة العراقية، ويتمركز مقاتلوه في أعالي الجبال والمرتفعات في كل من محافظات (ديالا وصلاح الدين وكركوك) وبين (طوزخورماتو) و(داقوق) التركمانيتين جنوبي شرق كركوك. 

راية تنظيم "الرايات البيض"

ويتبادل أكثر من طرف الاتهامات حول تبعية هذا التنظيم، فالحكومة العراقية وميليشيات "الحشد الشعبي" يقولون إن التنظيم يضم بقايا وفلول "داعش" في حين ترى أطراف مقربة من الحكومة أنهم يتبعون مباشرة لـ "حزب البعث"، بينما يشير مناوئو الحكومة العراقية إلى أن التنظيم يضم عناصر ميليشيات شيعية هدفها القيام بعمليات إرهابية هدفها ترك ذريعة ومبرر للميليشيات الشيعية البقاء في مناطق "السنة" بعد القضاء على "داعش".

 وتشير معلومات أوردتها مصادر أمنية في العراق إلى أن "الرايات البيض" تَشكّل من قبل مقاتلين أكراد قدموا من سوريا وتركيا، وسط اتهامات لكردستان بدعم التنظيم، لكن أحد الأحزاب الكردية المتهم بشكل رئيسي بدعم التنظيم وهو "الحزب الديمقراطي الكردستاني" نفى أي صلة له بالتنظيم. 

وتقول مصادر أمنية في محافظة ديالى العراقية، إن من يقود "الرايات البيض" يدعى (أحمد حكّومة)، الذي كان مقاتلاً في صفوف تنظيم القاعدة منذ 2004 ومن ثم انتقل إلى "داعش" حتى عام 2014 حين ترك التنظيم بعد خلافات حول سياسة البغدادي العسكرية. 

يخدم من؟

وفي بداية شهر شباط/ فبراير الماضي، أعلنت الحكومة العراقية وميليشيا "الحشد الشعبي" بدء عملية عسكرية واسعة للقضاء على بقايا "داعش" في محيط (طوزخورماتو) التابعة إدارياً لمحافظة صلاح الدين جنوبي شرق كركوك، وسمت تنظيم "الرايات البيض" كهدف لها خلال العملية، وقال إعلام "الحشد الشعبي" حينها، إن "ثمانية ألوية من الحشد الشعبي والجيش العراقي والرد السريع وعمليات صلاح الدين وبإسناد جوي من طيران الجيش ستشارك في العملية لتطهير مناطق شرق قضاء طوزخورماتو". 

وفي تصريح لـ "أورينت نت" أشار المتخصص في الجماعات الإسلامية (هشام الهاشمي) أن "تسمية (الرايات البيض) تسمية إعلامية، ولا توجد جماعة تطلق على نفسها هذا الاسم، وقد أطلقت على جماعة كردية ظهرت في 28 تشرين الأول/ اكتوبر 2017، كردة فعل على خطة فرض السلطة الاتحادية على المناطق المتنازع عليها في جنوب كركوك". 

وأضاف كاشفاً أسماء قادة هذا التنظيم بالقول: "هذه الجماعة تسعى إلى تحرير كركوك من القوات الاتحادية، وتستهدف حصراً الحشد الشعبي التركماني في (طوزخورماتو) و(جلولاء) و(تازة) و(داقوق)، ولا ارتباط لهم بداعش أو أنصار الإسلام أو القاعدة أو جيش الطريقة النقشبندية" منوهاً إلى أن "قائدهم الميداني يدعى (هيوا جيلو) ويساعده (خالد مُرَادي)، ويعتقد عديدهم أقل من 100 عنصر، وليس هناك أي وثائق تؤكد إرتباطهم بحكومة كردستان". 

جدير ذكره، أن ظهور التنظيم بدأ بعد نهاية معركة أعلنتها الحكومة العراقية وميليشيا "الحشد الشعبي" بهدف إعادة السيطرة على مناطق من محافظة كركوك والتي كانت تسيطر عليها حكومة كردستان، وتعد المناطق التي دخلتها ميليشيات الحشد مدعومة من الحكومة خلال تلك المعركة الخاطفة منتصف تشرين الأول/ أوكتوبر 2017، هي الأغنى بحقول النفط والغاز في المحافظة.

ويقول مراقبون أن السبب الرئيسي في خلق مثل هذه التنظيمات في كركوك ومحيطها، هو الذريعة الأمثل للحفاظ على بقاء ميليشيات "الحشد" هناك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات