الجزيرة الإنكليزية تبرئ الأسد من الكيماوي تحت بند الحرفية الإعلامية! (فيديو)

الجزيرة الإنكليزية تبرئ الأسد من الكيماوي تحت بند الحرفية الإعلامية! (فيديو)
عبر برنامجها الأسبوعي "The Listening Post" والذي يبث مساء كل أحد عرضت قناة الجزيرة الإنكليزية حلقة تناولت فيها التغطية الإعلامية الغربية لهجوم دوما الكيماوي والضربات العقابية التي شنتها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا.

البرنامج الذي يقوم بتحليل وفحص التغطية الإعلامية العالمية، بحسب توصيفه في موقع المحطة الإلكتروني، عرض وجهات نظر مشككة بالضربات الكيماوية ومؤيدة إلى حد كبير للحملة الإعلامية التي تشنها روسيا لتشويه الحقائق والتشكيك بالأخبار ومصادرها من خلال الترويج لنظريات التآمر وتدمير مصداقية المصادر الإخبارية نفسها.

بعد بث مقتطفات من المحطات العالمية التي تعرض أخبار دوما ومع مزيج من اللقطات التي تظهر فيها صواريخ تنطلق باتجاه أهدافها، يظهر صوت مقدم البرنامج (ريتشارد جيزبيرت) ليخبر المشاهد أن اللقطات التي يراها والمقصود بالطبع مشاهد المدنيين الذين قتلوا بعد استنشاقهم للغاز الكيماوي قد تسببت بضربة عسكرية ليسأل فيما إذا كان هؤلاء الصحفيون الذين ينقلون أخبار الكيماوي قد تحروا الدقة اللازمة قبل القول إن الهجمات الكيمائية يقف وراءها نظام (الأسد).

انتظروا الأدلة

بالطبع حلقة كهذه لا يمكن أن تمر بدون ضيوف مشككين بالهجمات وداعمين لوجهة النظر الروسية والمتابع للتغطية الإعلامية الروسية يعلم أن أكثر الشخصيات المناسبة للتشكيك هي الشخصيات التي يتم تقديمها على أنها شخصيات أكاديمية أو صحفية مستقلة، تسميات كهذه تعطي مصداقية كبيرة للبرنامج وتساهم في التشويش على الحقيقة، وفعلاً طبقت الجزيرة هذه الوصفة بحذافيرها.

بعد المقدمة الدرامية التي عرضها البرنامج تظهر (تارا ماكورماك) المحاضرة في العلاقات الدولية في "جامعة ليستر" لتسأل عن سبب شن الضربات بدون تقديم أدله على أن النظام هو من قام بها قائلة "السؤال الأساسي هنا، أولا وأخيراً هو انتظار الأدلة.. التي غابت عن النقاش الإعلامي" ولقطع الطريق على أي شخص يقول إن الأدلة موجودة بالفيديوهات التي انتشرت في كل مكان على شبكة الأنترنت تقول (ماكورماك) إن ما رأيناه "هو صور مأخوذة من أجهزة موبايل لناس عاديين مع التخلي بالكامل عن التدقيق الناقد" الذي يجب أن يتم لفحص مصداقية هذه الصور، وهنا تؤكد على أن هذه الجزئية تمثل فشل الإعلام الغربي. فهل هي فعلاً كذلك؟

لن يتطلب الباحث في حساب (ماكورماك) على تويتر جهداً كبيراً ليرى أنها تميل إلى معسكر الرواية الروسية ابتداء من الأحداث في ليبيا وليس انتهاء في سوريا بل وحتى في أوكرانيا. كما أن صحيفة "التايمز" البريطانية أوردت (ماكورماك) ضمن تحقيق صحفي بعنوان "أكاديميون متهمون بالتحدث نيابة عن الأسد" بعد أن نقلت عنها آراء مشابهة تماماً لوجهة نظرها التي كررتها على شاشة الجزيرة. حيث غردت قائلة "ماذا نعلم من الضربة الجوية؟ إن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة يتعاملون مع ميثاق الأمم المتحدة بازدراء. قاموا بضربة عسكرية بناءً على أدلة مقدمة من وسائل التواصل الاجتماعي".

الترويج لنظرية المؤامرة

الصحفية الروسية (ماريانا بيلينكايا) قالت إن وسائل الإعلام الروسية نفت الهجوم الكيماوي من الأساس وأنه ألقي اللوم على روسيا في شيء ليس لها دور فيه، وطرحت (بيلينكايا) السؤال الأشهر في ماكينة الأعلام الروسية "من المستفيد؟" قائلة "عندما تحدثت وسائل الإعلام الغربية عن الهجمات الكيماوية على أنها الحقيقة الكاملة، طرحت وسائل الإعلام الروسية ليس فقط الحكومية بل الليبرالية المتوازنة أسئلة لمحاولة فهم الدافع لهجمات كهذه". 

الدافع وراء الهجمات وأسئلة مشابهة كانت بداية انطلاق الحملة الروسية في الغوطة قبل التشكيك في فرضية الكيماوي ونسب الضربة للفصائل الموجودة في دوما، وكانت صحيفة "التايمز" رصدت مشاركة 2,800 حساب إلكتروني يقوم بنشر مواد مضللة حول محاولة اغتيال الجاسوس الروسي (سيرغي سكريبال) بهدف إثارة الشكوك حول الاتهامات التي وجهت إلى روسيا. حيث يبدو أن التشكيك وصفة روسية ثابتة تستهدف أي حادثة تضر بالمصالح الروسية.

بين الحقيقة والتضليل

يذهب (جيزبيرت) في برنامجه بأبعد من ذلك، حيث يدعي أن الصور التي تعرضها المحطات العالمية للضحايا الكيماوي ليست كاملة. قائلاً "إن الصور لا تحتوي على دماء كما أنها لا تستوجب أي تحذير للمشاهدين" متسائلاً عن سبب عدم عرض الصور كاملة، وأضاف مكملاً ما يبدو أنه نفس المسار التي طرحته (بيلينكايا) في الغاية من استخدام الكيماوي قائلاً إنه "حالما تظهر الصور في واشنطن، والعواصم الغربية الأخرى، يقوم السياسيون والمشجعون على الحرب بالباقي". بدون أي ذكر مثلاً لخط (أوباما) الأحمر أو عمليات نزع السلاح الكيماوي من النظام والاتفاق الروسي - الأمريكي الذي توصل له حنيذاك وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) مع نظيره (سيرغي لافروف) لتجنيب استهداف النظام أي ضربة عسكرية.

يكمل ضيوف (جيزبيرت) الحديث عن الأجندة السياسية التي تمتلكها الدول التي قامت بالضربة العقابية في 14 نيسان بدون أي ذكر لأرقام الضحايا الذين ماتوا بسبب الغارات الجوية والقصف على أحيائهم، مخرجاً الحرب في سوريا من سياقها الأساسي ليضعها ضمن سياق التآمر الغربي. ولتجنب أي إحراج، لا يتحدث (جيزبيرت) في تقريره إلا عن الحرب والغرب ضمن جمل متكررة هو وضيوفه ربما يتسبب حذف اسم (الأسد) من الحوارات مصداقية أكثر للحلقة التي تكرر وجهة نظر النظام عن المؤامرة والضحايا الذين يمثلون موتهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات