محلّلون يوضحون لأورينت هدف النظام من فتح ملف إعادة الإعمار في ديرالزور

محلّلون يوضحون لأورينت هدف النظام من فتح ملف إعادة الإعمار في ديرالزور
 أعلن وزير النفط والثروة المعدنية التابع لنظام الأسد (علي غانم) عن عودة مليون نسمة من أهالي ديرالزور، وإعادة تأهيل البنى التحتية في عدد من الأحياء، ورصد كذلك مبلغ 6 مليارات ليرة لإعمارها، الأمر الذي رأه محلّلون محاولة جديدة من نظام الأسد للترويج لعودة الحياة المدنية لدير الزور والحصول على عوائد مالية باسم إعادة الإعمار عبر تقديم أرقام وهمية، لا سيما أن حولي 700 ألف من الأهالي في تركيا والشمال السوري، وتدني المستويين الخدمي والاقتصادي في المحافظة، فضلاً عن النسبة العالية من الدمار في المنازل السكنية، في وقت قد تشكل فيه ديرالزور بداية الاستقرار في سوريا لما تحتويه من ثروات نفطية قد تساهم بدفع عجلة إعادة الإعمار بالإستفادة من تلك الثروات في تغطية النفقات، وفق ما يُطرح من الأطراف الدولية حول أهمية المحافظة، بحسب هؤلاء المحللين.

ونقلت صحيفة (الوطن) عن (غانم) (الاثنين) قوله فيما يتعلق بواقع محافظة دير الزور، إن" 172 ألف أسرة عادة لدير الزور أي ما يقرب من مليون نسمة، إضافة إلى عودة 22 ألف عامل إلى المحافظة، مردفاً أنه "بدأت الأعمال من خلال أولويات إزالة الأنقاض وإعادة تأهيل البنى التحية وتم ذلك في 17 حياً، وأن رئاسة مجلس الوزراء رصدت مبلغ 6 مليارات ليرة لإعمارها".

أرقام وهمية

ونفى الباحث في مركز الشرق للسياسات (سعد الشارع) ما قاله وزير النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام، وذلك لعدة أسباب "أولها في آخر إحصائية إنه يبلغ تعداد سكان ديرالزور كلهم نحو مليون و300 ألف، والمتواجدين منهم في تركيا بحسب بيانات غير رسمية يصل إلى أكثر من 400 ألف نسمة، وهناك مجلس محلي متواجد في منطقة الشمال السوري معني بالمنطقة الشرقية يتكلم أيضاً عن رقم كبير متواجدين في إدلب والأرياف المحيطة بها بالإضافة إلى آلاف النازحين من أهالي ديرالزور في منطقة درع الفرات".

نسبة الدمار في ديرالزور

ولفت الباحث في تصريح لـ أورينت نت أن "مناطق المدن الرئيسة في المحافظة، هي ديرالزور، الميادين والبوكمال، وبالتالي فإن الأرياف المتصلة بالمدن الرئيسية نسبة الدمار فيها جداً عالي"، موضحاً أن "نسبة الدمار في ديرالزور عام 2014 تتجاوز 60 بالمئة، أما مدينة الميادين 30 بالمئة وفي البوكمال يتجاوز 40 بالمئة".

المستويين الخدمي والاقتصادي

وحول المستويين الخدمي والاقتصادي للمحافظة أشار (الشارع) إلى أن "المرافق الخدمية مدمرة ومعطلة بشكل كامل منها شبكات المياه والكهرباء وأيضاً موضوع الهاتف والأفران، ومن يضطر إلى البقاء والرجوع إلى المنطقة هو فقط من تقطعت بهم السبل، حيث يوجد في مدينة الميادين 3 آلاف نسمة من أصل مئة ألف".

الاستقرار في سوريا يبدأ من ديرالزور

وذهب الباحث بالقول إن"بداية الاستقرار في سوريا يبدأ من ديرالزور، كونها تشكل فاصل بين مشروعين أساسيين وهما الأمريكي والروسي، وهي الخزان الرئيسي للثروات الباطنية التي تقدر نسبتها ما يشكل 70-80 من سوريا ككل، والتي ربما ستساهم في الدفع بعملية الاستقرار وإعادة الإعمار، ولموقعها الجغرافي مع العراق، ومحاذات كذلك المحافظة لمنطقة نفوذ الأحزاب الكردية".

اللعب على وتر إعادة الإعمار

ويرى (الشارع) أيضاً أن هدف نظام الأسد من التصريحات في هذه الفترة " أنه بدأ الحديث عن إعادة الإعمار وبالتالي النظام يبحث عن الحصول على عوائد من ذلك كون المحافظة غنية بالنفط، كما أن الأرقام التي تحدث عنها النظام لإعادة التأهيل هي أرقام وهمية كون المحافظة تحتاج لمبالغ مالية أكثر من المذكورة لأسباب منها المساحة الكبيرة للمحافظة التي تعتبر ثاني أكبر محافظة، إضافة إلى أن نسبة الدمار فيها كبير وقد تتصدر نسبة المحافظات الأخرى التي تدمرة فيها المدن بشكل كامل".

وشدد كذلك في حديثه على أن "إعادة إعمار دير الزور تبدأ بإخراج المليشيات الشيعية من المنطقة والسماح بعودة الأهالي، وعندما يكون هناك نظام حوكمة وإداري للمحافظة".

 مخيمات النازحين

بدوره اعتبر (مصعب الحنت) صحفي سوري في تصريح لـ أورينت نت، أن "ما أوردته صحيفة الوطن غير متوافق مع المعطيات على الأرض في محافظة ديرالزور، لا سيما أن هناك مخيمات للنازحين إلى الآن فيها عشرات الآلاف في ريف الحسكة، غير قادرين على العودة إلى منازلهم لأسباب كثيرة منها العامل الأمني وهو الأهم إضافة إلى نسبة الدمار الهائل في الممتلكات".

وعود كاذبة للنظام

وأضاف (الحنت) أن نظام الأسد "وعد بإعادة التيار الكهربائي إلى المدينة بداية شهر رمضان الحالي، كون لديه محطة كهرباء ومياه في معسكر الطلائع على أطراف ديرالزور، لكنها عادة لساعات ثم انقطعت، بينما المياه تأتي يوم وتنقطع في اليوم التالي، مما يؤكد عجز النظام إلى الآن من تقديم أي خدمات للأهالي".

ونوه الصحفي إلى أن "عدد الأهالي اللذين ضغط عليها النظام للعودة إلى المحافظة من باقي المناطق يقدرون بحوالي 250 ألف لا أكثر"، مردفاً "أنه من الناحية الأمنية فإن أي شخص يعود هو معرّض للمساءلة الأمنية وخصوصاً من يعودوا من خارج سوريا وحتى من باقي المحافظات".

ترويج النظام لعودة الحياة المدنية

يشار إلى أن نظام الأسد بدأ بالترويج لعودة الحياة المدنية إلى ديرالزور وذلك من خلال محاولته تقديم إغراءات "زائفة" للأهالي، متجاهلاً ما تعيشه مناطقهم من فوضى أمنية، وتدمير للبنى التحتية، وانعدام كافة سبل الحياة، فضلاً عن عمليات التعفيش التي تعرضت لها المنازل من قبل ميليشيات الأسد.

وسيطر النظام مدعوماً بغطاء جوي روسي في منتصف تشرين الأول العام الماضي على مدينة الميادين الاستراتيجية، تبعها السيطرة على مدينة موحسن والبوليل وتسع قرى شرق دير الزور، عقب معارك مع تنظيم داعش، وتمكن النظام بعدها من السيطرة على كامل مدينة ديرالزور، ومدينة البوكمال.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات