كيف تحاول الميليشيات الإيرانية فرض نفوذها على أهالي ديرالزور؟

كيف تحاول الميليشيات الإيرانية فرض نفوذها على أهالي ديرالزور؟
عمدت ميليشيات إيران في ديرالزور مؤخراً إلى فرض غرامات مالية على الأهالي المتنقلين بين مناطق سيطرة النظام وميليشيا قسد غرب المحافظة، في خطوة تأتي كما يفسرها محلّلون في سياق الأطماع الإيرانية في المحافظة كون ميليشياتها صاحبة الكعب العالي في النفوذ، وتتّبع إجراءات مغايرة لما تفرضه حواجز نظام الأسد وروسيا في ديرالزور، إضافة إلى لجوء إيران مؤخراً إلى إنشاء مزارات جديدة، وفتح كذلك منظمة "جهاد البناء" الإيرانية مكتباً لها لتولي عملية شراء المنازل وإعادة الإعمار، فضلاً عن عزم طهران شراء مشروع على نهر الفرات في الضفة الغربية، والتحكم كذلك في كل الأمور الداخلة في حياة أهالي دير الزور.

وأفادت (وكالة الشرق السوري) أن عناصر ميليشيا "لواء القدس" بدؤوا بفرض غرامات مالية على الأهالي المتنقلين بين مناطق سيطرة النظام و"قسد " على معبر مدينة الشميطية المائي غرب ديرالزور.

إجراءات خاصة بالميليشيات الإيرانية

وأوضح (مازن أبو تمام) صحفي سوري في تصريح لـ أورينت نت، أن الميليشيات الإيرانية في ديرالزور تفرض قرارات وإجراءات خاصة بها على حواجزها ونقاط سيطرتها تختلف عن تلك التي تتبعها حواجز النظام والحواجز الروسية، مردفاً أن تلك المليشيات تحاول فرض قرارتها بشكل لا مركزي في دير الزور بعيد عن إدارة النظام في العاصمة في كل منطقة".

أهمية معبر الشميطية

وأضاف (أبو تمام) أن معبر (الشميطية) "هو معبر نهري يتنقّل من خلاله المدنيون، وبالتالي فإن ما فرضته ميليشيا لواء القدس من غرامات مالية غير واضحة المقدار، إلا أنها تعتبر عملية تشليح في سبيل منعهم من التنقل، واستغلال اضطرار الأهالي للتنقل بسبب وجود صلة قرابة بين عوائل ضفتي النهر، وبالتالي هي مضطرة للدفع، في ظل عدم وجود رقابة وسكوت النظام وغض إيران الطرف عن ممارسات تلك الميليشيا لحاجتها إليهم في كثير من الأمور".

الميليشيات الإيرانية صاحبة الكعب العالي

بدوره اعتبر الباحث في مركز الشرق للسياسات (سعد الشارع) في تصريح لـ أورينت نت، أن "المليشيات الإيرانية منذ وصولها لديرالزور عملت على ثلاثة سياقات الأول عسكري وهي صاحبة الكعب العالي فيه بالمحافظة أكثر من النظام والروس، والثاني هو إداري واجتماعي، والثالث اقتصادي".

وأوضح أن "الحديث الآن عن السياق الاجتماعي والاقتصادي كونه مرتبطا بحياة المدنيين، حيث قامت إيران بتجهيز بعض مشايخ العشائر وقلدتهم سلطة شعبية، وتكلّلت بزيارة قسم منهم إلى طهران، وقامت ببناء حسينيات، حيث إن هناك معلومات تفيد ببلوغ عدد الحسينيات في ديرالزور 6، إضافة أيضاً إلى قيام إيران بتفعيل المراقد والمزارات مثل (عين علي) جنوب الميادين".

صراع إيراني

وأشار (الشارع) إلى أن "على الصعيد الاقتصادي هناك معلومات تفيد بأن إيران هي من تصارع للاستحواذ على إعادة إعمار ديرالزور والمؤسسات الإيرانية المعنية بذلك حصلت على عقود ذلك من إزالة أنقاض وتوريد مياه، وبالتالي يمكن أن يسرقوا قرار دير الزور، لا سيما أن هناك مشروعا تريد إيران شراءه على نهر الفرات في الضفة الغربية، والتحكم كذلك في كل الأمور الداخلة في حياة أهالي ديرالزور".

تنافس إيراني روسي

وقبل أكثر من أسبوع افتتحت منظمة "جهاد البناء" الإيرانية مكتباً في مدينة البوكمال لتولي عملية شراء المنازل وإعادة الإعمار، حيث تتنافس كل من إيران وروسيا في الحصول على امتيازات في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، حيث وقع نظام الأسد وموسكو في نهاية كانون الثاني الماضي "خارطة طريق للتعاون بين البلدين" خلال 2018 والمرحلة القادمة، تضمنت مراحل تنفيذ مشاريع استراتيجية متعلقة بـ"إعادة الإعمار، وتحديث منشآت الطاقة السورية"، بحسب وسائل إعلام روسية.

وفي مطلع شباط الماضي ألمح وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إلى انزعاج طهران من استحواذ روسيا على ملف إعادة الإعمار في سوريا قائلاً إنه "بإمكان روسيا وإيران أن تكمل إحداهما الأخرى في عملية إعادة الإعمار" واعتبر أن "حضور روسيا في عملية الإعمار لا يعني عدم حضور إيران".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات