ما الرسالة التي وجهتها روسيا لإيران من خلال اتفاق مخيم اليرموك؟

ما الرسالة التي وجهتها روسيا لإيران من خلال اتفاق مخيم اليرموك؟
تمكنت ميليشيات نظام الأسد مؤخراً بمساعدة روسيا والميليشيات الإيرانية وأخرى فلسطينية من إخراج تنظيم "داعش" من جنوبي دمشق بعد شهر متواصل من القتال الذي كبّد ميليشيات النظام مئات القتلى بحسب ناشطين.

وكشفت حسابات موالية على مواقع التواصل الاجتماعي قبل يومين عن إبرام اتفاق بين النظام و"داعش" في  حيي الحجر الأسود ومخيم اليرموك، في الوقت الذي تنصلت وسائل إعلام النظام الرسمية منه وأكدته وكالات إخبارية روسية.

ونص الاتفاق الذي ظل طي الكتمان على نقل عائلات التنظيم إلى محافظة إدلب ونقل العناصر الذين يقدر عددهم بـ 1200 مع أسلحتهم إلى البادية السورية دون تحديد وجهة معينة، إلا أن صفحة (السويداء24) قالت إن عناصر التنظيم دخلوا إلى منطقة "العورة" في بادية السويداء (الثلاثاء) بعد خروجهم من المخيم وبسط النظام سيطرته عليه بشكل كامل.

اتفاق بإدارة روسية

يرى المحلل العسكري (حاتم الراوي) أن الاتفاقيات الأخيرة مع "داعش" و"هيئة تحرير الشام" التي جرت في جنوب دمشق كانت بضمانة وإدارة روسية وأن النظام كانت مهمته الامتثال لأوامر موسكو فقط.

وقال (الراوي) لأورينت نت إن "الوضع في العاصمة ومحيطها بعد خروج جيش الإسلام وباقي الفصائل بات تحت السيطرة الروسية عدا هذا الجيب، وخلوه من داعش والنصرة يعني القضاء على الإرهاب، وبالتالي رفع مبرر تواجد المليشيات الإيرانية".

ولفت إلى أن النظام أدار الحملة التي شنها على مخيم اليرموك بطريقة أطالت من وقتها، مما أدى إلى خسائر كبيرة في صفوفه.

وأضاف أن "الاتفاق عقدته روسيا وهي غير آبهة بالنظام لأنها تريد الإعلان عن انتهاء الحرب في العاصمة ومحيطها"، مشيراً إلى أنه (الاتفاق) جاء غامضاً لأنه خارج إرادة ورأي النظام.

خلفيات الاتفاق

يقول الناشط الإعلامي من مخيم اليرموك (عمر القيصر) لأورينت نت، إن هناك أنباء تشير إلى أن الاتفاق "سمح لعناصر التنظيم الذين غادروا جنوب دمشق بإخراج سلاحهم الثقيل"، مؤكداً أن هذا البند يأتي على شكل مغاير من جميع الاتفاقيات السابقة التي أفضت إلى تهجير فصائل الثوار والمدنيين.

وأردف قائلاً "النظام والتنظيم حاولا المراوغة أثناء معارك المخيم فالأول رفع رصيد وأسهم الثاني عن طريق تبديل جثث عناصره بالمعتقلين والمعتقلات وبهذه الطريقة نجح التنظيم بدعم واضح من النظام بلفت الأنظار إليه حيث ظهر وكأنه منتصر ومتميز عن فصائل الثوار التي خرجت قبله بمدة من الغوطة ولاحقاً من ريف حمص دون أي تبادل للأسرى".

وأفاد (القيصر) أنه (الاتفاق) جاء غامض المعالم وحمل بنوداً خفية تمخضت عن مفاوضات سرية.

واعتبر أن المعارك بين الطرفين التي سبقت خروج التنظيم كان هدفها الأساسي هو تهجير المدنيين وتدمير مخيم اليرموك "عاصمة الشتات الفلسطيني"، بحسب قوله.

وأكد (القيصر) في حديث لأورينت نت أن الطرفين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح، لافتاً إلى أن خسائر النظام فاقت الـ700 قتيل إضافة إلى الآليات العسكرية المدمرة نتيجة المعارك خلال الـ30 يوماً الماضية.

علاقة قديمة

في هذا الإطار كشف (القيصر) أنه "قبل نحو 5 أشهر من المعارك الأخيرة سمحت ميليشيات النظام بإدخال قرابة الـ40 مقاتلاً للتنظيم إلى المخيم يحملون كميات من الأموال".

وأوضح أن أغلب جنسيات الذين دخلوا غير سورية كـ (التونسية والسعودية) مشيراً إلى أنهم من القياديين وأنهم هم من كانوا يديرون المعارك الأخيرة ضد ميليشيات النظام وهم من فاوضوا على الخروج.

الموقف الدولي من الاتفاق

استبعد المحلل السياسي (حسن النيفي) حدوث أي ردة فعل دولية تجاه عقد النظام اتفاقاً مع "داعش" في مخيم اليرموك.

وأرجع (النيفي) سبب ذلك إلى أن جميع الأطراف الدولية الموجودة في سوريا استثمرت التنظيم وعقدت معه اتفاقيات. 

وقال "أقرب مثال على ذلك هو الاتفاقيات التي عقدتها قوات قسد المدعومة من أمريكا والتحالف مع داعش عند الحدود السورية العراقية حيث لم يخرق هذا الاتفاق إلا منذ أسبوع"، معتبراً أن التنظيم "ورقة استخدمها الجميع ولن يستطيع أحد أن يعير الآخر بسببه".

وحول غموض اتفاق جنوب دمشق، أشار (النيفي) في حديث لأورينت نت إلى أن النظام تكتم عليه لسببين،  "الأول لأنه يريد أن يظهر بعيون حاضنته بصورة المنتصر  الذي لايعقد اتفاقيات هدنة، والسبب الثاني يكمن في غاية النظام الظهور أمام المجتمع الدولي على أنه يحارب الإرهاب ومن غير المعقول الإعلان عن اتفاق مع تنظيم داعش".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات