"نيويورك تايمز" تكشف برنامج إيران السري للصواريخ بعيدة المدى

"نيويورك تايمز" تكشف برنامج إيران السري للصواريخ بعيدة المدى
رأت أجهزة الاستخبارات الغربية في الانفجار الذي وقع في 2011، ضمن منشأة الأبحاث التي تستخدم لتطوير الصواريخ بعيدة المدى، ضربة قاسية وجهت لطموحات إيران التكنولوجية بعد مقتل العالم المشرف على الأبحاث وتدمير المنشأة.

ومنذ ذلك الحين، لم تظهر أي أدلة تذكر تشير إلى استمرار إيران في العمل على تطوير صواريخ يصل مداها إلى خارج الشرق الأوسط، كما أكد القادة الإيرانيون عدم نيتهم بناء ولو صاروخ واحد من هذا النوع. إلا أن فريقاً من الباحثين الأمريكيين، المختصين في الأسلحة، اكتشفوا خلال متابعتهم لبرنامج تلفزيوني إيراني يمجد العلماء العسكريين، تفاصيل جديدة تشير إلى استمرار العمل على برنامج صواريخ بعيدة المدى، بناءً على لقطات عرضت في البرنامج التلفزيوني الذي من المفترض أن يحتوي على معلومات تاريخية.

صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت في تقرير لها معلومات عن الأدلة التي عثر عليها الباحثون، والتي أدت إلى استنتاج مذهل: قبل وقت قليل من مقتله، أشرف العالم الإيراني الجنرال (حسن طهراني مقدم) على تطوير منشأة سرية ثانية في الصحراء الإيرانية النائية، ما زالت تعمل حتى يومنا هذا.

أمضى الباحثون أسابيع يدققون بصور الأقمار الصناعية للمنشأة، حيث استنتجوا بحسب الصحيفة، أن الإيرانيين يطورون محركات لصواريخ متطورة بالإضافة إلى وقود للصواريخ، تعمل عليهم إيران بسرية.

وتشير الصحيفة إلى أن إيران تمتلك منشأة للصواريخ متوسطة المدى، لذا من المحتمل أن المنشأة التي تم اكتشافها هي برنامج فضائي متطور وغير معتاد. مع ذلك تشير التحليلات التي أجراها الباحثون للهياكل المستخدمة في المنشأة وكذلك العلامات الأرضية، إلى أن إيران تقوم بتطوير صواريخ بعيدة المدى.

وعلى الرغم من أن هذا البرنامج لا ينتهك الاتفاقات الدولية التي تهدف إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي، أو أي اتفاق أخر، إلا أن البرنامج هذا يهدد أوربا والولايات المتحدة، وإذا ثبت أن إيران تقوم بالعمل على تطوير صواريخ طويلة المدى، فإن ذلك سيزيد من التوترات بين إيران والولايات المتحدة.

كيف تم كشفهم؟

قدم (فابيان هينز) أحد الباحثين في "معهد ميدلبري للدراسات الدولية" في مونتري بولاية كاليفورنيا دراسة حول المواد الإعلامية التي بثها التلفزيون الإيراني الرسمي عن الجنرال (مقدم)، كان هدفه الكشف عن مدى النجاح الذي حققه (مقدم) في أبحاث الصواريخ قبل مقتله.

اكتشف الباحثون أن عمل (مقدم) قد استمر بهدوء حتى بعد مقتله، وذلك بناء على التعليقات التي صدرت عن زملائه وأفراد أسرته في وسائل الإعلام الإيرانية، إلا أن ما لفت انتباه (هينز) صور للجنرال (مقدم) غير مؤرخة تظهر فيها علامة "شهرود".

تبين أن "شهرود" قرية تبعد 40 كم عن أحد المواقع التي اختبرت فيها إيران صواريخ في العام 2013. صور الأقمار الاصطناعية في ذلك الحين بينت أنه موقع فارغ غير مستخدم. إلا أن الباحثين لاحظوا ازديادا في عدد المباني مع مرور الوقت بالإضافة إلى علامات أرضية سببها العمل على الصواريخ. 

انهيار الاتفاق النووي

رأت الخبيرة في الشؤون الإيرانية في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" (دينا اسفندياري)، إن استمرار العمل في المنشأة سببه على الأرجح "بناء سياج" تحسباً فيما إذا ما انهار الاتفاق النووي، كما ترى أن إيران لا يبدو أنها تتجه نحو صواريخ بعيدة المدى، إلا أنها تجهز الأرضية اللازمة للعمل في حال احتاجت ذلك. 

واستنتج (جيفري لويس)، الذي يقود فريق الأبحاث في كاليفورنيا، أن الإيرانيين لم يطلقوا العنان للصواريخ بعيدة المدى عمداً. وحذر (لويس) في لقائه مع الصحيفة أنه في حال نجاح (ترامب) بتمزيق الاتفاق، أو في حال شعرت طهران بالتهديد، فإن إيران ستطور صواريخ بعيدة للمدى أسرع مما كان معروفًا في السابق.

وتشير الصحيفة إلى أنه في تموز 2017، اشتكى أحد ضباط الحرس الثوري، ويدعى (أمير علي حجيزة)، في تعليقات له لأسر العوائل العسكرية، من أن "بعض السادة" في الحكومة الإيرانية عطلوا العمل على برنامج يطلق صواريخ من الفضاء على الرغم أن الصواريخ "جاهز للإطلاق" إلا أنها "وضعت في المخازن بسبب الخوف من أمريكا".

ومع خروج (ترامب) من الاتفاق النووي، ترى الصحيفة أن المتشددين من أمثال (حجيزة) في وضع أفضل لاستئناف العمل على برامج الصواريخ هذه، عقبت (اسفندياري) قائلة "لقد تغير الوضع، لا يوجد سقف يحد عملهم الصاروخي، ولديهم دليل الآن على أن الغرب لا يلتزم بتعهداته".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات