ما أسباب ازدياد حالات الانتحار في طرطوس؟

ما أسباب ازدياد حالات الانتحار في طرطوس؟
في ظل المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع السوري بسبب الحرب، سجلت مؤخراً رابع حالة انتحار في محافظة طرطوس الساحلية خلال أقل من شهر، حيث انتحر طالب بكالوريا من أهالي مدينة بانياس بطلق ناري من مسدس والده، في حين حاول شاب آخر الانتحار في حديقة شارع "الكرامة" بطرطوس عن طريق طلق ناري بالرأس عيار ٧مم، ليتم إسعافه على الفور.

ويرجح بعض العاملين في مجال الإرشاد النفسي، أن تكون الأسباب تابعة لضغوطات نفسية، نتيجة الفقر أو عدم الحصول على وظيفة أو بسبب ضغط الآباء على أبنائهم من أجل الدراسة، في حين رجح آخرون بأن يكون السبب الرئيسي هو تأثر بعض الشباب والأطفال بالأفلام والمسلسلات السورية الأخيرة التي توجد فيها حالات انتحار للشخصيات السينمائية.

هروب إلى الموت

يقول (جميل أبو ياسر) وهو أحد الأشخاص الذي يعيشون في ريف طرطوس، بأنهم يسمعون بين الفينة والأخرى عن انتحار شبان في القرى القريبة ومدينة طرطوس، حيث يدفع الغالبية من هؤلاء الشبان إلى هذا الأمر، هو عدم حصولهم على الشهادة الثانوية أو عدم تحمل الضغوطات النفسية من قبل أهاليهم.

ويضيف في حديثه لأورينت نت، بأن عدم حصولك على الشهادة الثانوية يعني أنك أصبحت مطلوباً للخدمة العسكرية، وهو ما يخشاه الأهالي، لذا يقومون بالتشديد على أبنائهم للحصول على الشهادة ودخول الجامعات والمعاهد، ولكن مع رسوبهم يقوم الأهل بالتضييق على أبنائهم وربما طردهم من المنزل لذلك يلجؤون للانتحار.

ويشير (أبو ياسر) إلى أن السبب الآخر للانتحار، هو أن بعض الشبان يتعاطون المخدرات، ويكونون في حالة سكر شديد وفي حال لم يستطيعوا الحصول على العقار المخدر يصابون بالجنون، حيث يلجأ بعضهم إلى طعن نفسه أو أحيانا إلى إطلاق النار على الرأس، كي يتخلص من الألم أو الحاجة إلى الحصول على الحبوب المخدرة.

وذكرت عدة صفحات موالية، أن عمليات الانتحار لا تقتصر على مدينة طرطوس فحسب؛ بل سجلت مدينة حماة عدة حالات منها حالة في حي جنوب الملعب، حينما أقدم شاب في العقد الثالث من العمر على الانتحار، جراء الظروف المعيشية القاسية التي يمر بها ولديه طفلان يعيشان بلا أمهما، ما جعله يقدم على هذا الأمر مستخدماً كبل كهربائي حول رقبته في مطبخ منزله.

اغتصاب

من جانبه، يقول الناشط في مجال حقوق الإنسان (إيهاب عبد الله) لأورينت نت، إن أسباب إقدام بعض الشباب على الانتحار، تعود لتردي  الأوضاع الإنسانية التي تمر بها البلاد، والظروف السيئة التي تحيق بالمنتحرين، حيث أن هذا معدلات الانتحار سجلت أرقاماً مرتفعة بعد 7 سنوات من الحرب، حيث لم يعد من الصعب إحصاؤها في ظل تقاسم مناطق السيطرة بين النظام والمعارضة.

ويشير (العبدالله) إلى أن حالات الانتحار في مدينة حلب أصبحت زادت بشكل أكبر، إذ قام رجل في حي السليمانية  يبلغ من العمر 47 عاماً على شنق نفسه داخل منزله، وآخر يبلغ من العمر 42 عاماً رمى نفسه من شرفة منزله في حي الجابرية، فيما أقدمت إحدى الشابات على شنق نفسها بواسطة حبل علقته في غرفتها بمنزلها الكائن في حي صلاح الدين.

وينوه الناشط الحقوقي إلى أن انتشار حالات الاغتصاب نتيجة الحرب، وخصوصاً النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب في معتقلات النظام أو حين دخول النظام إلى إحدى المناطق المعارضة، كان لهن أرقام في معدلات الانتحار، حيث إن بعض النساء المغتصبات قمن بالانتحار عن طريق شنق أنفسهن، بسبب عدم قبول المجتمع لهن رغم الظلم الذي تعرضن له.

وكانت صفحات موالية للنظام أكدت وقوع 9 حالات انتحار بين المدنيين القاطنين أو النازحين في العاصمة دمشق، خلال الفترة الأخيرة، بسبب تردي الأوضاع المعيشية في البلاد، وتهاوي الليرة السورية إلى مستويات كبيرة أمام العملات الأجنبية، إضافة إلى مستويات الفقر التي يعاني منها أغلب الشعب السوري.

فقدان و"فشل"

بدوره يقول الباحث في مجال علم النفس (عبد الله الإبراهيم) إن معدلات الانتحار في مدينة طرطوس سترتفع تباعاً وذلك أن العائلة التي تفقد ربما عدداً من الأولاد من نفس المنزل في المعارك مع النظام قد يلجأ الأب أو الأم للانتحار بسبب عدم تحملهم هذا الواقع الذي يحتم عليهم التعايش بدون أولاد في المنزل.

ويؤكد لأورينت نت، بأن أبرز الأسباب النفسية التي تدفع للانتحار هي الفقر بالدرجة الأولى أو فقدان شخص عزيز لا يمكن التعايش بدونه، إضافة إلى نحر الأشخاص لأنفسهم، حينما يكونون في حالة من عدم الوعي، إذ يكونون في حالة سكر شديد، كما أن العذاب النفسي الذي يمارسه الأهل على أطفالهم في حالة "الفشل" يعتبر السبب الأكبر للانتحار، عدا عن تأثر الشبان بالمشاهد "الهوليودية".

جدير بالذكر، أن دراسة أعدتها الأمم المتحدة في 2016 أظهرت أن 83.4 بالمئة من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر، جراء الحرب التي تشهدها البلاد منذ خمس سنوات، مقارنة بـ 28 بالمئة في عام 2010.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات