احتجاجات ومنشورات ضد نظام الأسد في طرطوس

احتجاجات ومنشورات ضد نظام الأسد في طرطوس
ألقى مجهولون عدداً من المنشورات الورقية في مدينة طرطوس الخاضعة لسيطرة الميليشيات الطائفية، طالبت نظام الأسد بوقف تجنيد أبناء المحافظة وإرسال أبناء الوزراء والمسؤولين لديه للدفاع عنه وعن بقائه على الكرسي، مؤكدين أن الرجال في الساحل قد نفدوا .

وأعقبت هذه المنشورات احتجاجات على التجنيد الإجباري الذي يقوم به النظام، وإرسال أبناء الطائفة إلى جبهات القتال ووضعهم على الخطوط الأمامية.  

اعتقالات وقمع الاحتجاجات

وقال الريس البحري وهو أحد سكان مدينة طرطوس لـ "أورينت نت": إن الاحتجاجات تم مواجهتها بقمع من قوات الأمن وحملة اعتقالات طالت عدداً من أبناء المدينة، معتبراً أنها حملة جادة في وجه نظام الأسد وسوف تترك أثر كبير وذلك بسبب ارتفاع أعداد قتلى الطائفة العلوية ونفاذ صبر أبنائها فأغلب القرى باتت خالية من الشباب ومن لم يقتل هرب وترك البلاد أو يتخفى في قريته ويختبئ، موضحاً أن الهدف من هذه المنشورات والاحتجاجات هو حث النظام على ضرورة إنهاء الحرب والقبول بأي حل حتى لو كان يدعو إلى تقسيم البلد والعيش في الساحل فقط. 

وتابع أن أبناء الساحل "المؤيدين للأسد" يخرجون عن طورهم تجاه سياسة النظام التعسفية بالسحب الإجباري للخدمة العسكرية والاستهوان بحياة وأوراح الشباب و يؤكدون رفضهم للقتال في عدة منشورات تم إلقاؤها في الساحل، معتبراً أن من يقف وراء رمي هذه المنشورات هو مجموعة من الشباب العلويين من أبناء الطائفة المثقفة الذين يدركون ما فعل نظام الأسد بهم، والذي ضحى بخيرة شبابهم بهدف بقائه في منصبه، فضلاً عن أنه لم يتم تعويض أسرهم بأي شيء، موضحاً أن النساء تذل وتهان كرامتها للحصول على سلة إغاثية أو أي مساعدة آخرى.

من جانبه بين الناشط من الساحل" أبو ياسر"  أن الوضع الذي يمر به أبناء الساحل الموالين للنظام صعب جداً فالحرب لم تقتل إلا الفقير والضعيف منهم، فهم يعيشون حالة خوف من الثورة وإقناع النظام لهم بأن بقائهم مرتبط ببقاءه دفعهم للهلاك وراءه، لكن حالياً تغير الوضع وهناك وعي أكبر جاء نتيجة الملل والتعب من الحرب والرغبة الحقيقة بالخلاص، مشيراً أن هذه الاحتجاجات والمنشورات رغم ضعفها وقلة عدد المشاركين فيها وردة فعل الأمن وزيادة الانتشار والحذر في مناطق كان يضمنها نظام الأسد لكنها سوف تترك أثر كبير وخوف لديه ومن الممكن أن تشهد الفترة القادمة قرارات لإرضائهم. 

دعوة لتجنيد أبناء المسؤولين

وأكد المصدر أن عدد القتلى في  طرطوس بالآلاف عدا الجرحى والعجزة، وما أدى إلى تفاقم الوضع هو الوضع المعيشي السيء الذي تعاني منه أغلب الأسر فرواتب الجيش قليلة جداً ولا أحد يهتم بأسرهم بعد مقتلهم ، منوهاً أن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها طرطوس احتجاجات بشكل ظاهر بسبب مشاركة أبنائها بالحرب إلى جانب نظام الأسد وذلك بعد إظهار موالاتهم وتأييدهم له بشكل كبير خلال الأعوام السابقة، رغم وجود بعض الناشطين و المثقفين فيها الذين يدعون بين الحين والآخر لتجنيد أبناء المسؤولين وأصحاب السلطة كما يجند باقي الشباب. 

يذكر أن نظام الأسد أصدر اليوم  مرسوماً تشريعياً يقضي  بإضافة زيادة قدرها 20% من المعاش التقاعدي إلى المعاشات التقاعدية للعسكريين، ويضاف التعويض المعيشي الممنوح لهم إلى المعاش التقاعدي بعد احتساب الزيادة المنصوص عليها في هذا المرسوم ويعد جزءا منه، ونشر على هذا القرار على مختلف الصفحات الموالية للنظام في الساحل الذي جاء بعد يوم واحد من احتجاجات طرطوس.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات