وجاء الانسحاب، الذي أعلنته سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة (نيكي هيلي)، بعد يوم واحد من انتقاد كبير المسؤولين في المجلس سياسة إدارة دونالد ترامب "غير المعقولة" لفصل الأطفال عن آبائهم المهاجرين على الحدود الجنوبية للبلاد.
وقالت (هيلي) خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية (مايك بومبيو) في مقر وزارة الخارجية "إننا نأخذ هذه الخطوة لأن التزامنا لا يسمح لنا بالبقاء جزءا من منظمة منافقة تخدم نفسها بنفسها تسخر من حقوق الإنسان"، مضيفة "أن الولايات المتحدة ستكون سعيدة للانضمام إلى المجلس إذا تم سن الإصلاحات فيه"، على حد قولها.
واتهم مسؤولو إدارة (ترامب) الهيئة الدبلوماسية بالتحيز ضد إسرائيل في الصراع مع فلسطين، مع حماية ما اسمته (هيلي) "منتهكي حقوق الإنسان مثل فنزويلا والكونغو والصين وكوبا".
من جانبه، زعم وزير الخارجية الأمريكية (مايك بومبيو) أن مجلس حقوق الإنسان الذي تأسس في عام 2006، كان ذات يوم "رؤية نبيلة". وقال: "لكن اليوم يجب أن نكون صادقين، إن مجلس حقوق الإنسان هو مدافع فقير عن حقوق الإنسان".
وفي شهر آذار الماضي، تحدى المجلس المكون من 47 عضوا معارضة الولايات المتحدة واتخذ خمسة قرارات تدين إسرائيل لمعاملة الفلسطينيين، وقتل القوات الإسرائيلية مئات المتظاهرين الفلسطينيين في اشتباكات دامية قرب حدود غزة منذ كانون الثاني الماضي.
بدوره، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) بالانسحاب الأمريكي من مجلس حقوق الإنسان، وأثنى على قرار (ترامب وبومبيو وهيلي).
وفي نفس السياق، قالت (آبي ماكسمان) رئيسة منظمة أوكسفام في بيان لها "إن الولايات المتحدة التي تركت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قصيرة النظر وسيكون لها عواقب وخيمة على مكانتنا الدولية وعلى تراث أميركا في مجال حقوق الإنسان".
وتزامن الانسحاب الأمريكي مع انتقادات لاذعة وجهها مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين ضد سياسة إدارة (ترامب).
وقال (حسين) في اجتماع للمجلس في جنيف (الاثنين) الماضي إن ا"لتفكير في أن أي دولة ستسعى لردع الوالدين المهاجرين عن طريق التسبب في الاعتداء على الأطفال أمر غير معقول.. أدعو الولايات المتحدة إلى وضع حد فوري لممارسة الفصل القسري بين هؤلاء الأطفال".
وأضاف "السياسة التي تتعهد بمقاضاة جميع عمليات الدخول غير القانونية إلى البلاد، أدت إلى فصل عملاء الهجرة أكثر من 2300 طفل من أبويهم غير المسجلين".
التعليقات (0)