نتائج الانتخابات التركية تكشف زيف ادعاءات المعارضة بشأن السوريين

نتائج الانتخابات التركية تكشف زيف ادعاءات المعارضة بشأن السوريين
شكلت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة في تركيا منصة جديدة للمعارضة التركية في مهاجمة اللاجئين السوريين في البلاد، في مسعى واضح منها لاستمالة أصوات المواطنين الأتراك في صناديق الاقتراع لصالحها، الأمر الذي رأه محللون بصمة فشل جديدة لمعارضي سياسة أردوغان في احتضان السوريين، لا سيما أن نتائج الانتخابات ونسب التصويت العالية للرئيس التركي وتحالفه البرلماني أظهرت عدم تأثير دعاية المعارضة ضد تواجد السوريين على الناخبين.

خلفية المعارضة التركية

ورأى (جاهد طوز) باحث ومحلل سياسي تركي في تصريح لـ أورينت نت أن ترويج المعارضة قبل الانتخابات لنظرية التشاؤم من جود السوريين في تركيا ترجع "للخلفية الإيدولوجية للمعارضة التركية وخاصة حزب الشعب الجمهوري، وهي خلفية يسارية علمانية، وهم يعتبرون أنفسهم أصحاب الدولة ولا يتحملون العيش مع الأطراف الأخرى ولا يتحملون مشاركة الحياة الاجتماعية مع الأديان والأفكار الأخرى".

رسالة إلى الشعب السوري

وأضاف الباحث أن المعارضة التركية حاولت "التشويش بهذا الشكل على وجود السوريين، كورقة ضغط على الحزب الحاكم – العدالة والتنمية، الذي فتح أبواب تركيا بوجه السوريين ودخلوا لحياة الأتراك، لكن بعد هذه النتائج التي حصدتها العدالة والتنمية، أظهرت أن الشعب التركي واعي وأنه رفض رفضاً قاطعاً أفكار الشعب الجمهوري، وهي رسالة إلى الشعب السوري بأنهم أخوة وأنهم غير متذمرين من وجودهم على أراضيهم".

سياسة بعيدة

ولفت كذلك إلى "أن الحكومة التركية كانت سياساتها مؤقتة تجاه السوريين وليست لفترة طويلة وكانت تقول هم الضيوف لكن الآن ستكون للحكومة سياسيات أخرى لمدى بعيد لكيفية جر السوريين إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وحتى السياسية حيث أن هناك مرشح من مدينة بورصا من السوريين المجنسين حصل على مقعد في البرلمان التركي".

وأظهرت النتائج غير الرسمية، حصول مرشح "تحالف الشعب" للرئاسة، رجب طيب أردوغان على 52.55 بالمئة من أصوات الناخبين، فيما حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري، محرم إنجة على 30.67 بالمئة من الأصوات.

 

وشهدت الولايات التركية التي تضم غالبية اللاجئين السوريين حصول أردوغان على نسبة تصويت عالية من قبل الناخبين الأتراك، حيث بلغت نسبة التصويت لأردوغان في شانلي أورفا 64% وغازي عنتاب 63% وكلس 70% وهاتاي 48% وأنطاليا 42% وأضنة 44%.

الشعب التركي أيّد سياسة أردوغان تجاه السوريين

من جانبه اعتبر (هشام جوناي) صحفي تركي، في تصريح لـ أورينت نت، أن "ملف اللاجئين من الملفات الشائكة في المرحلة المقبلة للحكومة التركية، حيث أردوغان بات محاصر من قبل المعارضة ومن قبل حليفه الحركة القومية بسبب السياسة المتبعة من تمديد الإقامة والتجنيس للسوريين، لكن لا يمكن أن نربط المواطنين الأتراك بملف التصويت لأردوغان بما يخص السوريين".

المراهنة على ملف اللاجئين

وأضاف (جوناي) أن "المراهنة على ملف اللاجئين من قبل المعارضة في الانتخابات لم تكن بمثابة استطلاع للرأي حول وجود السوريين، بل كان لتيارات سياسية مختلفة ولم يكن الملف الأساسي.. نعم ذكرت ميرال أكشنر حول عودة العلاقة مع نظام الأسد وإعادة السوريين على مراحل إلى بلدهم، لكن هذه المقولة مقبولة حتى لدى الأطياف المتحالفة مع العدالة والتنمية التي يجب عليها مستقبلاً أن تبني سياسات أكثر قبول وشمولية حيال اللاجئين وعدم تجاهل اعتراض الأحزاب التركية من وجود السوريين ويجب أن تطمأنهم وأن لا يتم تغليب ملف السوريين على البطالة والاقتصاد".

اللعب على الوتر القومي

وحول غياب البرامج الملموسة عند المعارضة لتحسين حياة الأتراك قبل الانتخابات واقتصارها على مهاجمة السوريين، قال (ماجد عزام) باحث والمحلل السياسي في تصريح لـ أورينت، إن "المعارضة التركية لعبت على الوتر القومي وتحميل السوريين ما تعانيه تركيا من مشاكل اقتصادية وتحميل الحزب الحاكم المسؤولية المباشرة، لتحقيق مكاسب سياسية، على الرغم من أن السنوات الماضية وفي ظل وجود السوريين، نهض الاقتصاد التركي ولم يكن مشاكل أدت إلى أزمات في البلد".

غياب برامج المعارضة

ونوه إلى أن "الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة شهدت غياب البرامج عند المعارضة أو وجود برامج للمعارضة ملموسة لتحسين حياة الأتراك، وبالتالي فإن المعارضة اعتقدت أن ملف السوريين هو الخاصرة الضعيفة لأردوغان الذي سيستمر في احتضان السوريين وتقديم المساعدة لهم وعدم إجبارهم على العودة قبل أن يكون هون حل سياسي عادل في سوريا".

 وكان رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، سعدي غوفَن، أعلن رسميا فوز الرئيس رجب طيب أردوغان، بالانتخابات الرئاسية التي جرت (الأحد)، عقب حصوله على أغلبية الأصوات. وقال غوفَن، في مؤتمر صحفي، "تم احتساب ما يقرب من 97.7 في المئة من النتائج، والأصوات المتبقية لن تؤثر على النتيجة".

وفي انتخابات البرلمان، حصد تحالف الشعب الذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" 53.62 بالمئة من الأصوات (343 من أصل 600 مقعد) ، فيما حصل تحالف الأمة الذي يضم أحزاب "الشعب الجمهوري" و"إيي" و"السعادة" على 34.04 بالمئة من الأصوات (190 مقعد)، وحزب الشعوب الديمقراطي على 11.62 بالمئة (67 معقد برلماني).

وأشار غوفن إلى أن الأحزاب التي استحقت دخول البرلمان هي "العدالة والتنمية" و"الشعب الجمهوري" و"الشعوب الديمقراطي" و"إيي" و"الحركة القومية" و"السعادة".

وبلغ إجمالي عدد الناخبين داخل تركيا، هو 56 مليونا و322 ألفا و632 ناخب، وفي الخارج 3 ملايين و47 ألفا و323 ناخبا. بينما بلغ إجمالي عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في البعثات التركية في الخارج والمعابر الحدودية، بلغ مليونين و25 ألفا و666 ناخبا. ومن المقرر أن تُعلن اللجنة عن النتائج النهائية في الخامس من تموز القادم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات