هكذا تخطط ميليشيا أسد الطائفية للسيطرة على درعا.. ما دور داعش؟

هكذا تخطط ميليشيا أسد الطائفية للسيطرة على درعا.. ما دور داعش؟
تُظهر تحركات ميليشيا أسد الطائفية وتحشداتها في مناطق معينة في الجنوب السوري دون غيرها، ما تسعى إليه هذه الميليشيات في تكرار سيناريو الغوطة الشرقية، حيث عملت ومن خلال اتباع سياسة الأرض المحروقة على محاور معينة بغرض فصلها عن محيطها، حيث استطاعت ميليشيات أسد حينها تقطيع أوصال الغوطة إلى ثلاثة قطاعات (حرستا ودوما وعربين ومحيطها).

وتوضح خرائط السيطرة في الجنوب السوري على وجه الخصوص المنطقة الممتدة بين ريفي السويداء الغربي ودرعا الشرقي والمسمى (القطاع الشرقي)، تركيز ميليشيا أسد القصف على منطقة "بصر الحرير" ومحيطها، إضافة للضغط من الجهة الغربية حيث تقع مدينة إزرع والتي تعتبر مركزاً لتجمع قطع ميليشيات أسد الطائفية العسكرية، بهدف السيطرة على بصر الحرير وفصل اللجاة شمال بصر الحرير عن ريف درعا الشرقي.

سيناريوهات متوقعة

ويرى محللون عسكريون أن ميليشيا أسد ستسعى إلى شن هجمات مركزة على جبهات محددة، لعدة أسباب أهمها عدم قدرتها على فتح أكثر من جبهة في نفس التوقيت، نتيجة لما تعرضت له من خسائر في معاركها السابقة لا سيما في الغوطة الشرقية وجنوب دمشق، ومحاولة الفصل بين المناطق، وذلك لامتداد جبهات القتال في الجنوب السوري على مساحات شاسعة، لذا ستلجأ إلى الاستفراد بكل منطقة وعزلها عن بقية المناطق، وهذا ما يفسر سكون جبهات ميليشيا أسد في (القطاع الغربي) أي ريف درعا الغربي والشمالي الغربي.

وبحسب المحللين، فإن ميليشيا أسد الطائفية، وبعد أن بدأت هجومها الأول على بصر الحرير انطلاقاً من مطار خلخلة بريف السويداء الشمالي الغربي للوصول إلى أزرع، ستسعى لشن هجمات من عدة محاور بشكل متتالي، منطلقةً من المدن والمناطق التي تعتبر مركزاً لتجمع مرتزقتها وقطعها العسكرية، أهمها مطار الثعلة العسكري بريف السويداء الغربي باتجاه (أم ولد والكرك والمسيفرة) وصولاً إلى مدينة درعا لعزل الريف الجنوبي الشرقي عن بقية مناطق (القطاع الشرقي).

وأما السيناريو الثاني فيتمثل في فتح جبهة درعا البلد في محاولة السيطرة على "كتيبة الصواريخ" والانطلاق باتجاه اليادودة والحدود الأردنية، حيث تشهد المنطقة تحشدات ومحاولات تسلل بهدف السيطرة على الكتيبة.

داعش وسيناريو أبو الظهور

ويتمثل السيناريو الثالث في محاول شن هجوم من الشيخ مسكين باتجاه بلدة الشيخ سعد والالتحام بداعش في عدوان وتل الجموع،  إذ تعتبر المنطقة الممتدة بين مناطق سيطرة داعش في عدوان وميليشيا أسد في الشيخ مسكين سهول مفتوحة، حيث من المتوقع أن يشن "داعش" هجمات للسيطرة على مناطق في الريف الغربي انطلاقاً من جلين وعدوان باتجاه مناطق سيطرة الفصائل، وهو سيناريو تكرر في الهجمة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث فتح تنظيم "داعش" جبهاته مع الفصائل لمؤازرة ميليشيا أسد التي كانت تهدف إلى الوصول إلى مطار أبو الظهور شرق إدلب.

استراتيجية العزل والاستفراد

وفي هذا السياق، يقول الصحفي السوري (أيمن محمد) ورئيس تحرير "شبكة بلدي الإعلامية" إن "معركة درعا تتخذ منحى خطيراً، مع نموذج الدفاع الذي يتخذه المقاتلون في درعا والذي يمثل شكلا من أشكال الاستسلام غير المباشر للنظام، والذي يتمثل في القتال بموجب القواعد التي وضعها النظام والطريقة التي يريدها وفي المناطق التي يريدها ويحددها وبحجم القوات الذي يناسبه".

ويستطرد (المحمد) في حديثه لأورينت نت، بأن "النظام اليوم يقاتل في منطقة اللجاة بهدف عزلها عن باقي درعا، والتي في حال استطاع تطويقها وحصارها ستكون خسارة كبيرة للفصائل، وتضعه في وضع عسكري ممتاز، وتجعل من تطبيق استراتيجيته في التطويق والعزل والاستفراد أمراً لا مفر منه، وسيعمل على شطر مناطق فصائل الثوار إلى شطرين شرقي وغربي درعا، والتي سينجم عنها استفراده بكل شطر وتدميره على حدى".

قلب الموازين

ويرى الصحفي السوري أن "الفصائل عملياً ليست جدية إطلاقا في قتال النظام، فقتال النظام في درعا بشكل حقيقي يعني أنهم يجب أن يقطعوا طريق إمداده باتجاه درعا المدينة والممتد بشكل لسان بعرض 7 كيلومترات داخل مناطقها، والذي يمكن قطعه ناريا أو بشكل مباشر عبر السيطرة على أي قرية على امتداده، ما يعني محاصرة مدينة درعا ومحاصرة قرابة 20 الف عنصر للنظام على الأقل، ودفعه باتجاه القتال في ذلك المحور ما يعني فشل خطته في تقسيم درعا والسيطرة عليها، وهو أمر سيقلب موازين معركة درعا تماما، ويجبر النظام على سحب قواته منها".

وبحسب (المحمد) فإن "السلوك الملاحظ حالياً هو سلوك دفاعي بحت ومعدوم الهدف العسكري الحقيقي من قبل الفصائل، ويؤكد عدم رغبتها أو جديتها في القتال ضد النظام، والتي يتوقع أن يستطيع النظام حصار اللجاة خلال فترة قصيرة ومنع الفصائل من حصار قواته في درعا عبر هذه العملية، كذلك تتجنب الفصائل قطع طريق السويداء والذي يعتبر طريقا لإمداد قوات النظام في المدينة ما يعني أن سيناريو طريق خناصر في حلب يتكرر، والذي سعى النظام لإبقائه مفتوحا طوال الوقت واليوم يتكرر السيناريو مع طريق دمشق درعا الذي في حال قطع فستنهار قوات النظام تماما في المنطقة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات