كيف تسعى إيران لنشر "التشيع" في مناطق نظام الأسد؟

كيف تسعى إيران لنشر "التشيع" في مناطق نظام الأسد؟
في إطار الجهود الإيرانية لتثبيت مواطئ قدم لها في سوريا على الزمن البعيد، اختارت إيران المجال التعليمي في سوريا من أجل التغلغل فيه وخصوصاً طلاب المرحلة الابتدائية، حيث اختارت المناطق الشرقية التي تعد غنية بالنفط من أجل البدء في نشر حملتها التعليمية وبدايتها من محافظة دير الزور شرق سوريا.

حيث تم البدء بتوزيع المناهج الإيرانية على 250 طفلاً سورياً من مدينتي البوكمال والميادين قرب محافظة دير الزور شرق سوريا، حيث يتم تدريس المنهاج باللغة الفارسية في مدارس افتتحتها إيران بكادر تعليمي إيراني في حين وتتراوح أعمار الأطفال  بين 8 سنوات وحتى 15 عاما، وأشارت إلى أن إيران افتتحت ثلاث مدارس في مدينة البوكمال، ومدرسة واحدة في الميادين.

محاولات سابقة

وقال الباحث السياسي سامر التركي لأورينت نت بأن هذه الخطوة الإيرانية لنشر التشيع في سوريا ليست جديدة حيث سعت من قبل لافتتاح (حسينيات) وهي أماكن شيعية مقدسة في محافظة الرقة وفي إحدى المناطق قرب إدلب، وتم إغراء قسم من المنتمين لهم بالمال ليتم تدريس المنهج الشيعي، ولكن مع بدء الثورة السورية تم إنهاء كل هذه المظاهر وهدم المشروع الإيراني بشكل كامل.

مضيفاً بأن الدخول من باب التعليم يعتبر خطيراً للغاية ويعتبر سابقة جديدة تقوم بها إيران في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام حيث أن نشر هذه المناهج التعليمية في منطقة تعتبر معقلاً للطائفة السنية هو عمل استفزازي، وينم عن إصرار إيراني على البقاء لمدة طويلة رغم التهديدات الإسرائيلية والأمريكية من أجل إخراجها من سوريا.

إغراء الأطفال

وبحسب ناشطين بأن إدارة المدرسة تغري الأطفال بالمبالغ المالية، و تمنح الإدارة كل طفل عشرة آلاف ليرة سورية كراتب شهري مقابل تعلّم اللغة، كما خصصت مكافئة مالية "كبيرة" لكل طفل يتقن اللغة الفارسية أسرع من غيره بالإضافة إلى تأمين مستلزمات الطلاب من القرطاسية والنقل المجاني.

من جهته يقول الأستاذ عبد الله العيد ويعمل في وضع المناهج التعليمية بأنه قبل بداية الثورة كان النظام يفرض مصطلحات على المناهج التعليمية تعتبر نوعاً ما موالية للمنهج الإيراني، حيث أصبحت إيران تحاول الدخول إلى المنهاج السوري بشكل أكبر،ولكن مع حرص النظام على عدم خلق فتنة في ذلك الوقت كان هذا الأمر بشكل غير واضح.

مضيفاً بأنه مع دخول إيران وسيطرتها على مفاصل الدولة السورية أصبحت المليشيات الإيرانية لها الكلمة العليا في الداخل السوري لذا فإن اختيارها مناطق دير الزور لنشر مناهجها التعليمي كون تلك المنطقة تعتبر من البادية  وفيها قسم من الطلاب يعاني من الجهل والأمية وهذا الأمر ما سيسهل عليها نشر مذهبها الاثني عشري من خلال تعليمهم المنهاج الفارسي.

ويشير بأن الحل الأمثل لوقف هذه الأمر الخطير هو تحريض الأهالي في تلك المنطقة على هذه التصرفات وتبيان لهم خطورة هذا المشروع على أبنائهم من قبل القنوات الإعلامية أو من خلال مناشير ورقية في مناطق البوكمال، بالإضافة إلى تفعيل هذه القضية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إيصالها لأكبر قدر من الناس.

نشر التشيع في ديرالزور

وتسعى إيران إلى نشر التشيّع عبر فتح عدد من الحسينيات في مناطق متفرقة من ديرالزور، يشرف عليها شيوخ دين شيعة مرتبطين بإيران، بالإضافة إلى مكاتب خاصة بالانتساب إلى المليشيات العسكرية الإيرانية أو المليشيات المحلية الموالية لها. وعمدت إيران إلى تزوير حقيقة مواقع أثرية، وربطتها بالتراث الشيعي بالإضافة إلى قيام المليشيات الإيرانية ببناء حسينية في مدينة القورية بريف دير الزور الشرقي.

ويقول الناشط الصحفي محمد العدنان لأورينت نت بأن المشروع الإيراني في منطقة دير الزور وخصوصاً التعليمي يعتمد على شخصيات قيادية ووجهاء عشائر محليين لتنفيذ أجنداتها وأولهم نواف البشير شيخ قبيلة البقارة الذي عاد إلى سوريا بعد انشقاقه منذ سنوات عن النظام وأعلن ولاءه للنظام من جديد بعد وساطة إيرانية ويعمل البشير على جذب أبناء قبيلة البقارة لاعتناق المذهب الشيعي حيث اعتنق العشرات منهم هذا المذهب وانضموا للمليشيات الموالية.

مضيفاً محافظة دير الزور تعرضت خلال السنوات الماضية لحملات تهدف لتغيير التركيبة السكانية أو المذهب والقومية من قبل تنظيم داعش والمليشيات الكردية والمليشيات الإيرانية وقوات النظام ولكن جميع هذه الحملات تبوء بالفشل مع طرد أو انتهاء الفصيل الذي يسيطر عليها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات