وول ستريت جورنال: المظاهرات الإيرانية الجديدة تهديد إضافي لحاكم إيران

وول ستريت جورنال: المظاهرات الإيرانية الجديدة تهديد إضافي لحاكم إيران
اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" المظاهرات التي اندلعت في العاصمة الإيرانية مؤخراً، تحد جديد لحكومة الرئيس الإيراني (حسن روحاني)، التي تكافح لمعالجة البطالة والتضخم المستمر الذي وصل إلى رقمين قياسيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن مظاهرات (الاثنين) الفائت والتي شارك فيها مئات المحتجين، إضافة إلى التجار الذين أغلقوا متاجرهم في أقدم أسواق المدينة، تأتي بعد أشهر قليلة فقط من المظاهرات التي انتشرت على نطاق واسع في شوارع إيران.

وتأتي هذه المظاهرات بعد تراجع الريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي خلال الأشهر الأخيرة، بسبب المخاوف الاقتصادية المترتبة على انسحاب إدارة (ترامب) من الاتفاق النووي الإيراني في أيار وتحركها لإعادة فرض العقوبات على إيران، حيث أدى سعر صرف العملة المتردي والمتذبذب بحدة إلى زيادة كلفة الواردات وتعطيل التجارة.

وتقول الصحيفة، إن من بين ضحايا الأزمة الاقتصادية، أشهر عائلات طهران التجارية المتواجدة في "البازار الكبير" بطهران والذي يتمتع بنفوذ اقتصادي وسياسي كبير.

رئيس الهيئة الإدارية لـ "البازار الكبير"، (عبد الله اسفن دياري) قال في تصريح له لوكالة "أسنا" الإيرانية شبه الرسمية، إن "تجار البازار قلقون حول مستقبل رزقهم".

وتشير الصحيفة إلى أن المتظاهرين قاطعوا أصحاب المحلات الذين رفضوا إغلاق محلاتهم احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية، وذلك حسب فيديوهات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال (أحمد كريمي أصفهاني)، أمين عام الجمعية الإسلامية لبازار طهران ونقابتها، إن التجار الذي "لديهم بضاعة، كائناً من كانوا، لا يبيعوا وإن باعوا، فهم لا يستطيعوا جلب منتجات جديدة لملء الرفوف".

 وحذر (أصفهاني) في حديثه لوكالة أنباء "أسنا" من تصاعد الاضطرابات في حال لم يتم حلها قريبا.

الاحتجاجات الأوسع

وفي حين يبدو أن معظم المظاهرات موجهة ضد تعامل حكومة (روحاني) مع الاقتصاد؛ إلا أن الصحيفة تشير إلى بعض الفيديوهات التي تناولت محتجين يهتفون بشعارات سياسية ضد المرشد الأعلى (آية الله علي خامنئي)، السلطة العليا للحكومة الإسلامية في البلاد.

وتراوحت الشعارات، التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، من "الموت إلى ارتفاع الأسعار" إلى "أتركوا سوريا وفكروا بنا" و"عدونا هنا، إلا أنهم يدعون بأنه الولايات المتحدة". وأشارت بعض المنشورات على وسائل التواصل، أن المظاهرات تنتشر في بلدات ومدن أخرى غير طهران.

وتنوه الصحيفة إلى صعوبة التحقق من هوية من يقود المظاهرات، ومدى انتشارها بسبب التغطية الإعلامية المحدودة التي تقوم بها وسائل الإعلام التي تهيمن عليها الدولة وتقييد وصول الأجانب إليها، إلا أنها تشير في نفس الوقت إلى أن المظاهرات الحالية تشبه تلك التي اندلعت في وقت سابق من هذا العام. 

وتعتبر هذه المظاهرات على أنها الأكبر منذ احتجاجات "الحركة الخضراء" في عام 2009. والتي انطلقت احتجاجاً على الإدارة الاقتصادية للحكومة والتي سرعان ما تحولت إلى تحد لقيادة البلاد على الرغم من التهديدات بإخمادها.

حصاد "الثورة الإسلامية"

وقال نائب محافظ الشؤون السياسية في طهران (عبد العظيم رضائي) إنه يأمل أن تؤدي المحادثات التي تشمل ممثلين لشركات متعددة في "البازار الكبير" لتهدئة الوضع.

وكان الريال الإيراني قد وصل لـ 88,000 مقابل الدولار الواحد (الاثنين) في السوق السوداء. حيث أنخفض بشكل حاد بعد أن كان 59,000 في أوائل أيار، وذلك وفقاً لبعض التجار الذي قالوا إن المعاملات كانت قليلة بسبب محدودية توفر العملات الأجنبية.

رئيس غرفة نقابات إيران، (علي فاضلي)، قلل من أهمية الاحتجاجات السياسية، قائلاً إن المشكلة تجارية وأضاف أنهم يفضلون استخدام سعر الصرف الرسمي البالغ 42,000 ريال لكل دولار، بناء على السعر الذي يحدده البنك المركزي.

ختاماً، تشير الصحيفة إلى أن "البازار الكبير" المترامي الأطراف والذي يحتوي على محلات ممتدة على عدة ممرات يصل طولها إلى أميال، يعد مدينة داخل مدينة أخرى تضم عدة بنوك ومساجد. يباع في البازار كل شيء، من الذهب والتوابل إلى السجاد والملابس. عائلات البازار المتضررة والتي تدير هذه المتاجر منذ عقود، كانت من أولئك الذين دعموا "الثورة الإسلامية" عام 1979.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات