هل أوقفت الحكومة التركية قيود (الكمليك) لآلاف السوريين؟

هل أوقفت الحكومة التركية قيود (الكمليك) لآلاف السوريين؟
بالتزامن مع استكمال برنامج تحديث بطاقات الحماية المؤقتة الخاصة بالسوريين في تركيا (الكمليك)، أثارت الأخبار التي تم تناقلها في مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين عن إيقاف قيود مئات بطاقات (الكمليك) من محافظات تركية عدة ضجة كبيرة في أوساط السوريين ترافق مع انقسام في الرؤى والتكهنات حول الأخبار التي ما زالت ضرباً من (الإشاعات) لا سيما وأنه لم يصدر بخصوص هذا الأمر أي قرار من الجهات المعنية والنافذة حول الموضوع، حيث انتشر الخبر لأول مرة عبر مجموعات معنية بنشاطات السوريين في المحافظات التركية في موقع فيسبوك، على شكل منشور مرفق برابط تابع لإدارة النفوس العامة/قسم الاجانب.

حقيقة إلغاء القيود وهذا ما يجري مع السوريين

ويقول الموظف في دائرة النفوس بولاية هاتاي/أنطاكيا التركية "نجاتي آيباكجي" في حديث لـ "أورينت نت"، إنه "من الملاحظ أن السوريين يتأثرون بالشائعات أكثر من غيرهم وهذا (مبرر وغير مبرر) في آن واحد، فالمبرر في الموضوع هو خوفهم على مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم وأطفالهم الذين فروا بهم من سوريا وبدأوا يبحثون هنا في تركيا عن حياة كريمة لهم وخوفهم من الترحيل هو دافع غريزي مشروع لا يمكن لومهم عليه، 

وأضاف الموظف التركي أنه من المفترض وعند انتشار مثل هكذا شائعة أن يتوجه أي سوري من الثلاثة ملايين سوري في تركيا إلى أقرب دائرة حكومية معنية بالأمر الذي تدور عنه هذه الأخبار والتأكد من صحتها وهذا سهل جداً ولن يمتنع أي موظف من الإجابة على استفسارات أي شخص مهما كان جنسه او قوميته أو طائفته أو دينه، ومن غير الجائز أن نتناول الخبر كما هو فقط بل ونقوم بنشره ونساعد في انتشاره بسرعة الضوء ونتيح لمن يتربص لمثل هذه المواقف للتحرك ونشر الأكاذيب وإعطاء موضوع لا أصل له ولا حقيقة حجماً كبيراً لا سيما في هذا الوقت العصيب الذي مرت به تركيا ككل خلال فترة الترشح والانتخابات البرلمانية والرئاسية".

سوء استخدام للموقع وجهل في اللغة

وتابع: "الإشاعات بدأت بعد أن قام أحد السوريين بالدخول إلى قسم التحقق من هويات الأجانب في الموقع الإلكتروني المديرية العامة للنفوس (https://tckimlik.nvi.gov.tr/Modul/YabanciKimlikNoSorgula)، ولسبب ما أجابه الموقع أنه لا يمكن العثور على قيد له فبدأ فوراً بنشر الخبر على أن الحكومة التركية أوقفت قيد بعض الهويات الخاصة بالسوريين، ورغم أنني لا أملك تفاصيل ما فعل لكن أعرف سبب ظهور مثل هذه الرسالة في العادة وهي لأحد ثلاثة احتمالات:

أولها أن يكون قد أدخل معلومات خاطئة وهذا لا يتجسد بكلمة كاملة بل بحرف واحد لأن نظام الكشف عن البيانات دقيق للغاية، فاستبدال حرف بآخر يجعل ظهور البيانات مستحيلاً وستكون رسالة (لا قيد) حاضرة في كل مرة، والكل يعلم أنه في اللغة التركية يوجد أحرف صوتية مختلفة عن الأحرف اللاتينية المعهودة في الإنجليزية، فمثلاً إن كان اسمه يحوي حرف (I) بالتركية ووضع بدلاً منها (i) بالإنجليزية فسيكون هناك اختلاف كبير في اللفظ كذلك هي الحال بالنسبة لحرف الـ (U) بالإنجليزية وشبيهه بالتركية (Ü)، وهذا الأمر شائع الحدوث ويقع به الكثير من الأجانب نظراً لاختلاف لفظ الأحرف التركية عن الإنجليزية.

الأمر الثاني فهو نادر الحدوث وهو أن يكون الموظف قد أخطأ بالفعل كخطأ المستخدم فيسجل اسمه في نظام البيانات بفارق أحرف عن اسمه في الإضبارة المكتوبة بخط اليد وخاصة بالنسبة للكمليك الجديد (الأصفر) وهنا سيكون اسمه في الهوية مختلف عن اسمه في النظام ولن يتعرف النظام على الاسم تحت أي ظرف، وهنا يتوجب عليه زيارة أحد مراكز تحديث البيانات في محافظته ويطرح عليهم مشكلته والتي سيتم حلها خلال مدة أقصاها 24 ساعة، والتي ستكون بمنحه بطاقة جديدة فقط مطابقة لاسمه الأصلي الموجود في النظام وهذا الاحتمال نادر الحدوث ويحصل بنسبة 1% فقط.

الاحتمال الثالث فهو أن رقمه الوطني المعروف باسم (T.C NUMARA) غير مفعل بعد لكون الرقم يتم منحه من منظمة الكوارث التركية (AFAD) ويحتاج لفترة قبل مراجعة مقر الأمنيات لتفعيله أو الحصول عليه وهذا ينطبق على الكمليك القديم (الأبيض) أو وصل التسجيل الخاص بها.

ضجة كبيرة وتضارب في الرؤى حول الإشاعات

وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية عجّت صفحات السوريين في تركيا وحساباتهم وكل ما يمت إليهم في مواقع التواصل، بمئات المنشورات التي تتحدث عن إيقاف قيود مئات الهويات الخاصة بالسوريين في تركيا، مع روايات وتكهنات وتوقعات مختلفة تراوحت بين نية الحكومة التركية ترحيل بعض الفئات من السوريين وخاصة الشبان منهم وقد استند أحد المستخدمين والذي يحمل حسابه في فيسبوك اسم (أحمد الجبل)، إلى عملية استخراج بياناته وبيانات بعض أصدقائه في السكن الشبابي الفاشلة، قائلاً: "الحكومة التركية وقفت قيود هويات كتيرة وأنا شخصياً جربت الي ولبعض الشباب هون بالسكن والكل طلعلنا لا يوجد قيود"، فيما غرّد آخر عبر حساب يحمل اسم "يوسف سرميني" في موقع تويتر قائلاً: "يبدو أن الحديث عن الجنسية التركية ومنحها للسوريين صحيح، الحكومة التركية بدأت بإيقاف القيود للكمليك المؤقت من أجل منح السوريين الجنسية، مبروك لرفقاتي وحبابي الي بتركيا ونشاله بشوفكن عن قريب بجوازات سفر تركية هون بالسويد"، إضافة لعشرات التغريدات والمنشورات التي تتحدث عن الموضوع بروايات لا ينطبق عليها عقل أو منطق.

وأكد اللاجئ السوري المقيم في ولاية غازي عنتاب "عبد الرحمن الإسماعيل" أن هذه المشكلة واجهته عندما أراد حجز موعد في الموقع المخصص لتحديث البيانات (تبديل الكمليك)، حيث قال في حديث لـ "أورينت نت": "قبل أشهر وعندما أردت حجز موعد لي ولعائلتي من أجل تبديل الكمليك في عنتاب من خلال الموقع المخصص، بدأت تظهر لي رسالة مفادها (لم يتم العثور على تسجيلك الرجاء مراجعة مديرية الهجرة في مدينتك)، وهنا امتلكني الذعر حقاً وانتابني الخوف من وجود مشكلة في بطاقتي، وبالفعل توجهت في اليوم التالي إلى مديرية الهجرة وشرحت لهم ما حدث، فقام الموظف بفتح النظام والتحقق من بياناتي وهنا كانت المفاجأة، كان كل شيء صحيح وطبيعي وحجز لي موعداً في مركز تحديث البيانات خلال دقائق معدودة، وعندما سألته عن السبب أجابني بسؤال وهو كيف كتبت اسمي في الموقع، فتوجهت إليه حيث يجلس خلف الحاسوب وبدأت أشرح له عبر الضغط على لوحة المفاتيح، فتبسم الموظف وأخبرني بأن الخطأ هو بالحرف (U)، فاسمي بالتركية هو (ABDÜLRAHMEN) ونظراً لعدم وجود الأحرف التركية في لوحة مفاتيح حاسبي كتبت اسمي (ABDULRAHMEN) وهذا ما أدى لرفض البيانات وإخباري بوجود مشكلة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات