ما هي سيناريوهات العملية الأمريكية المحتملة ضد إيران؟

تناقل العديد من وسائل الإعلام مؤخرا أخبارا تفيد بتخطيط الولايات المتحدة الأمريكية -منذ زمن طويل- لعملية عسكرية محتملة ضد إيران، حيث أشار الخبير الأمريكي والمتخصص في التحليل العسكري والاستخباراتي (مارك بيري) في تقرير نشرته صحيفة (فورين بوليسي) إلى أن القوات المسلحة الأمريكية أجرت أبحاثا حول طراز الطائرات، وأنواع القنابل التي من المفترض أن تُستخدم، والقوة التي تلزم في عملية عسكرية محتملة ضد إيران.

ولفت بيري إلى أنّ تفكير أمريكا بعملية عسكرية ضد إيران سيتطلب استخدام الأولى لـ 55 بالمئة من مخزونها الحربي، في الوقت الذي أيّد فيه المستشار والناشط الجمهوري (جون بولتون) ضرب أمريكا لإيران بأي وسيلة أو طريقة كانت، أيّا كانت العواقب.

 ولكن هل قيام أمريكا بعملية عسكرية ضد إيران سهلة إلى هذا الحد؟ أم أنّ هناك عوائق تستدعي واشنطن للتفكير مرتين قبل شن عملية عسكرية ضد إيران؟

 

الخبير العسكري التركي (منصور أق غون) ذهب إلى أنّ واشنطن باتت منهكة من الحروب التي أقحمت نفسها فيها منذ سنوات طويلة، حيث ذكر في مقال نشرته صحيفة قرار 4 عوائق تستدعي -برأيه- أمريكا إلى التفكير مليّا قبل العزم بشن عملية عسكرية ضد إيران، وهذه العوامل بحسب أق غون:

 

1-كون العملية لن تنتهي بضربة واحدة، واستغراقها -في حال البدء بها- زمنا طويلا، وذلك لكون طهران لن تستسلم بسهولة.

 

وأضاف أق غون في هذا السياق: "في حال بدء العملية الأمريكية من المتوقع أن تنفّذ إيران هجمات على إسرائيل من خلال سوريا أو لبنان، فهذه الاحتمالية وإن لا تٌؤخذ من قبل البعض على محمل الجد، إلا أنّه في نهاية المطاف أمر وارد".

 

2- تواجد العديد ممن يؤمنون بالعائقين السابقين في أمريكا، وبالتالي يمارسون دورا فاعلا على أصحاب الرأي للحيلولة دون انخراط أمريكا في مغامرة من هذا النوع، وعلى رأسه هؤلاء -وفقا لأق غون- وزير الدفاع الأمريكية (ماتيس)، ويقول أق غون: "على الرغم من أنّ ماتيس يدلي بتصريحات عن استعداد بلاده لمثل هذه الحرب، إلا أنّ ادّعاءات تفيد بعدم استعداد أمريكا لنتائج عملية محتملة على إيران".

 

3- موقف الدول الأوروبية الحليفة لأمريكا من العملية في حال البدء بها، ويرى الخبير أق غون أنّ معارضة الدول الأوروبية الحليفة لواشنطن لقرارات العقوبة الأمريكية حيال إيران سيترك بطريقة أو بأخرى أثرا على أي قرار أمريكي سيتخذ في هذا الصدد.

وبحسب أق غول فإن الأنسب بالنسبة إلى تركيا هو اجتماع الطرفان (إيران وأمريكا) والتقاؤهما في نقطة مشتركة، مضيفا: "ولكن على الرغم من كل شيء على تركيا أن تستعد لكافة السيناريوهات المحتملة".