"عمر المختار" السوري.. ثورة لا تموت

"عمر المختار" السوري.. ثورة لا تموت
"ألم يسأل بوتين فرنسا عن حوران؟" سؤال ختم به "عمر مختار" الثورة السورية كما يلقبه أهالي حوران حياته ومشواره النضالي مدافعاً عن أرضه وعرضه وثورته في مواجهة المحتل الروسي.

عبد الله العمر "أبو بلال المجاريش" و"عمر المختار" و"شيخ مجاهدي الثورة السورية" وأكبر ثوارها سناً، والذي لم تفارق الابتسامة ثغره في كل ظهور له أمام عدسات التصوير منذ ثماني سنوات خلت، راسمة وتجاعيد وجهه صورة لقساوة سهول حوران وهضابها وشدة رجالها وطيب لقياهم.

أمس، رحل "أبو بلال" عن عمر ناهز 74 عاماً على ثرى بلدته ومسقط رأسه صيدا، جامعاً حوران وأهلها على حبه واحترامه، وقد رفض منذ انطلاق الثورة السورية مفارقتها، أو الهجرة عنها إلى الأردن وغيرها من البلدان، وقد أتيحت له الكثير من الفرص.

لم يثنه كبر سنه عن مجاراة النضال المسلح وقد خاض قبله النضال السلمي وسط شباب حوران، وقد تعرض للاعتقال أربع مرات طيلة السنوات الماضية، تنقل فيها بين زنازين وفروع ميليشيا الأسد، وعاود النضال وحمل السلاح بعد كل مرة يخرج فيها من زنزانته.

يعود "شيخ مجاهدي" الثورة السورية إلى الواجهة اليوم، مخلصاً لثورته ومؤكداً بدمه على تمسكه بمبادئه وثورته وأرضه، إذ روى تراب بلدته ومسقط رأسه صيدا بدمائه يوم أمس.

قبل رحيله، أعاد "مختار" الثورة السورية بكلماته الأخيرة إلى أذهان أبنائها كلمات "مختار" الثورة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي: "نحن لن نستسلم .. ننتصر أو نموت" وكأن "أبو بلال المجاريش" يعي ما ستؤول إليه الأمور مع المحتل الجديد، وقد طالب أمس ثوار حوران بالاستسلام.

وكما قال "المختار" الليبي أيضاً في مواجهته الأخيرة مع المحتل الإيطالي "سيكون عليكم محاربة الجيل القادم والأجيال التي تليه" أعاد "شيخ مجاهدي الثورة السورية" في رسالته الأخيرة ما جاء على لسان "عمر المختار" قائلاً للسوريين وحوران وأهلها كإنما يودعهم "رجال حوران يأكلون الحجر.. حوران مافي منها بالكرم والطيب والمعارك.. لا تصدقوا أن أرض تذهب.. وإن ذهبت سنسترجعها.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. عبدالله العمر شيخ المجاهدين".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات