تقرير يكشف مشاركة ميليشيات إيران في معركة الجنوب

تقرير يكشف مشاركة ميليشيات إيران في معركة الجنوب
كشف "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" عن زج إيران بميليشياتها الشيعية والطائفية الأفغانية واللبنانية في الجنوب السوري متخفيةً تحت غطاء ميليشيا أسد، لا سيما فيما يعرف بـ "فرقة الرضوان" التابعة لميليشيا "حزب الله" اللبناني.

وقال المعهد في تقرير له، إنه "ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، تقوم إيران منذ نيسان/أبريل بإعادة نشر ميليشياتها الشيعية الوكيلة في جنوب سوريا، وخاصة في السويداء ودرعا والقنيطرة. وسابقاً، كانت إسرائيل والأردن قد أصدرتا تحذيرات ضد وجود قوات حليفة إيرانية بالقرب من حدودهما، ولكن بدلاً من انسحاب هذه القوات، عمد العديد من مقاتليها إلى الاندماج مع قوات نظام الأسد. كما دُمجت وحدات «حزب الله» مع "الفرقة الرابعة" من الجيش السوري و"الحرس الجمهوري"، في حين تم رصد مقاتلين من ميليشيات مثل (لواء الفاطميون) داخل (قوات النمر) تحت قيادة العميد سهيل الحسن، وهم يرتدون حتى زيهم وشاراتهم".

هكذا يتم التمويه

وأوضح التقرير أنه "سواء كانوا يختبئون داخل وحدات النظام أو ينتشرون بشكل منفصل، يبدو أن وكلاء إيران وشركاءها متورطون بشدة في الهجوم الأخير على درعا. كما ينتشرون أيضاً حول منطقة دير العدس في القنيطرة، التي تقع على بعد ما يقرب من 15 كيلومتراً من هضبة الجولان. على سبيل المثال، قامت عناصر (لواء القدس - الميليشيا الفلسطينية) الموالية للأسد  التي تحارب إلى جانب القوات الخاضعة لإيران منذ عام 2013، بالتبجح بتواجدها الواسع النطاق قرب القنيطرة في أيار/مايو. وقد تكون الفصائل السورية لـ «حزب الله» مثل (لواء الإمام المهدي- الخاضعة إلى حد كبير لمنظمتها الأم اللبنانية) ناشطة في المنطقة أيضاً بسبب دورها القتالي هناك في عام 2016. وحتى الجماعات الدرزية المدربة على يد «حزب الله» قد تكون مشاركة في حملة الجنوب، مما يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى التخلص من النفوذ الإيراني".

وتحت عنوان "ما هو مخفي في عمليات التمويه" قال التقرير، إنه "قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت القوات الإيرانية الوكيلة تستبدل زيها للاندماج مع قوات الأسد، أو كيف تقوم بذلك، بسبب تنوع الزي الرسمي المستخدم في سوريا، ناهيك عن العديد من الأساليب المختلفة التي تتعاون بها الجماعات مع بعضها البعض. فقبل الحرب بوقت طويل، كان الجيش السوري يرتدي زياً شبيهاً جداً بالملابس المدنية الأساسية، وحتى الوحدات داخل الفرقة نفسها كانت ترتدي أحياناً زياً لا يتطابق. وبحلول عام 2011، أدى الاتجاه المتنامي للميليشيات بين القوات الموالية للأسد إلى قيام العديد من المقاتلين السوريين بارتداء الزي العسكري مع الأحذية الرياضية، وبنطلونات الجينز، والقمصان، على نحو منتظم".

وأشار التقرير إلى أنه "ومنذ أن دخل «حزب الله» الحرب في عام 2012، تم تصوير مقاتليه بزي مختلط بشكل متكرر وعلى نحو منتظم، مما جعل من الصعب تمييزهم عن الوحدات السورية. وبدءاً من عام 2013، شوهد بعض مقاتلي «حزب الله» يرتدون زي تمويه رقمي حديث يصلح للغابات والصحاري، لكن معظمهم استخدم أنماطاً أخرى حتى وقت قريب" منوهاً إلى جل الدلائل التي تمت معاينتها على وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية تثبت أن الميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والإيرانية واللبنانية تثبت أن مقاتليها يرتدون أشرطة وزيا مشابها للذي يلبسه نظراؤهم في "الجيش السوري".

روسيا عاجزة

ونوه التقرير إلى أن روسيا لن تكون قادرة على الوفاء بوعودها فيما يتعلق بابعاد الميليشيات الإيرانية و"حزب الله" عن الجنوب السوري، ضارباً مثالاً على ذلك (عندما استخدم الأسد الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في عام 2013 وكانت الولايات المتحدة تستعد لشن ضربات عسكرية انتقامية، ساعد بوتين على إقناع واشنطن بالامتناع عن ذلك من خلال ضمان قيام النظام بتسليم ترسانته الكيميائية. لكن الأسد احتفظ ببعض من تلك الترسانة، واستخدمها مراراً وتكراراً ضد المدنيين منذ ذلك الحين).

وأضاف التقرير أنه "في وقت سابق من هذا الشهر جوبهت القوات الروسية بالرفض عندما رافقت (الفرقة الحادية عشرة) للجيش السوري لإخراج قوات «حزب الله» من مواقعها في بلدة القصير الحدودية. فقد كانت الخطة - التي لم تُنسّق مع إيران أو حزب الله- هي الاستيلاء على معبر جوسية الحدودي مع لبنان، ثم الاقتراب من منطقة القلمون السورية. لكن قوات «حزب الله» رفضت ترك مواقعها. وبدلاً من ذلك، استدار الجنود الروس والسوريون وغادروا بعد حوالي أقل من أربع وعشرين ساعة من وصولهم، وسرعان ما عزز «حزب الله» وجوده في القصير. وتُظهر هذه الحادثة الصغيرة - التي ربما كانت محاولة روسية لاختبار رد فعل إيران - أن موسكو قد لا تكون قادرة على زحزحة وكلاء إيران بعد ترسخهم في جنوب سوريا (أو على الأقل، غير راغبة في ممارسة ضغوط عسكرية كافية لإجبارهم على ذلك)".

وختم التقرير بالقول "وجود النظام يعني سيطرة إيران" مشيراً إلى أنه "في الوقت الراهن، يبدو أن إسرائيل والأردن على استعداد للسماح بوجود الجيش السوري في الجنوب. وعلى الرغم من أنه ليس سراً أن وكلاء إيران يندمجون مع قوات النظام، إلاّ أنه لا يبدو أن ذلك يزعج البلدين المجاورين طالما أن جميع هؤلاء الوكلاء يفصلون أنفسهم عن الجيش وينسحبون بعد هجوم درعا" وأضاف "لا يبدو أن الضامنين المفترضين لهذا الانسحاب قادرون على ضمانه فعلاً. فقد أظهرت روسيا أنها لا تستطيع إبعاد وكلاء إيران المتواجدين على ساحات القتال. وحتى لو انسحب كل من «حزب الله» والميليشيات الأخرى على بُعد بضعة كيلومترات من الحدود، فإن ذلك لن يبدد المخاوف الأوسع بشأن خطة إيران الاستراتيجية البعيدة المدى في سوريا. فقد انسحبت القوات الإيرانية وأعيد نشرها عدة مرات في أماكن كثيرة في سوريا، كما وأنّ أي تحرك تقوم به إيران لاسترضاء روسيا سيكون مؤقتاً دون شك".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات