حملة اعتقالات جديدة تطال ما تبقى من شباب اللاذقية

حملة اعتقالات جديدة تطال ما تبقى من شباب اللاذقية
تشهد مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة ميليشيا أسد الطائفية اعتقال عدد من الشباب لاقتيادهم إلى "الخدمة الإلزامية" أو الاحتياطية في صفوف هذه الميليشيات وزجهم في القتال على جبهات درعا، الأمر الذي دفع الكثيرين لالتزام منازلهم، والحذر عند التنقل في شوراع وأحياء المدينة.

وتأتي الحملة الجديدة بعد نشر ميليشيات أمن أسد عدداً من الحواجز الثابتة والمتنقلة في مختلف المناطق وعلى مداخل اللاذقية، منذ حوالي الأسبوعين.

الناشط (أحمد الحسن) من مدينة اللاذقية أفاد لأورينت نت، أكد أن الحملة تستهدف الشباب ممن هم في أعمار بين 18 و40 عاما، وسط حالة رعب كبيرة يعيشها الأهالي، لا سيما ممن فقدوا أبناءهم والخوف على من بقي منهم، وأشار إلى أن أغلب الشباب حتى غير المطلوبين للاحتياط يكونون حذرين خلال فترة الاعتقالات ويلتزمون منازلهم ريثما يعود الوضع للهدوء.

أضاف (الحسن) في حديثه لأورينت، أن هذه الحملات تشنها ميليشيا الأمن بين الحين والآخر في المدن التي تسيطر عليها منذ بدء الهجوم على مناطق سيطرة الفصائل وفتح جبهات للقتال ضدها، والحاجة لوجود مقاتلين لاسيما مع ارتفاع أعداد قتلى ميليشيا أسد الطائفية على الجبهات، خصوصاً ما يحصل الآن في درعا من معارك محتدمة وخسائر كبيرة تتكبدها هذه الميليشيات، منوهاً إلى أن الوضع في اللاذقية وفي مختلف مدن الساحل يختلف عن باقي المحافظات، حيث إن ارتفاع أعداد القتلى بين أبنائهم ووصول جثثهم بشكل يومي خلال فترات المعارك، بات يشكل رادعاً كبيراً للأهالي لمنع أبنائهم من الالتحاق بصفوف ميليشيا أسد.

من جانبه يؤكد (زكريا) وهو من مدينة اللاذقية أيضاً؛ أن الحواجز تنتشر في عدة مناطق أبرزها دوار المحطة وهارون وجامع عمر بن الخطاب، وعلى مداخل المدينة وفي حارة علي جمال وحي قنينص، وغالباً ما تكون حواجز مشتركة (أي تضم عناصر من أمن الدولة والأمن العسكري والشرطة العسكرية) فضلا عن وجود حواجز متنقلة (طيارة) ودوريات غير ثابتة تتجول في شوراع المدينة وتقف بجانب أي شاب تصادفه وتطلب أوراقه الشخصية، مضيفاً أنه تم اعتقال أكثر من خمسين شاب منذ بدء الحملة الأمنية، وسط محاولات من قبل الكثيرين منهم لدفع الرشاوى بدلا من التوجه إلى القتال.

تابع المصدر، أن أغلب الشباب والأهالي في اللاذقية يقومون بإخبار بعضهم البعض عند مصادفة أي حاجز في منطقة ما بشكل مفاجئ، بهدف الحذر وعدم التجول في المناطق التي تتواجد بها، وهو أسلوب يعتمد عليه الشباب بشكل كبير لتفادي الاعتقال، منوهاً إلى أن عدد كبير من اللوائح تحملها هذه الدوريات تضم أسماء الشباب المطلوبين للإحتياط وللخدمة الإلزامية أو الفارين أو المتخلفين، إضافة إلى سلطتهم باعتقال أي شاب آخر لم يرد اسمه في هذه القوائم.

يذكر أن مدينة طرطوس الساحلية شهدت قبل حوالي الشهر احتجاجات ضد النظام، بسبب ارتفاع أعداد القتلى في صفوف أبنائها ورمي مناشير ورقية تدعو النظام لتجنيد أبناء المسؤولين للقتال والدفاع عنه بدلا من سحب أبناء الساحل وقتلهم، وهي المرة الأولى منذ بداية الثورة السورية قبل حوالي ثمانية أعوام التي تشهد اعتراضا علنيا لأبناء الساحل السوري على سياسة النظام في تجنيد شبابه للقتال إلى جانبه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات